زعيم كوريا الشمالية يستميل نخبته المرفهة بالبضائع المقلدة
كيم جونغ أون يسعى لاستمالة النخبة من حوله بالبضائع المقلدة لمنتجات عالمية مثل الهواتف الذكية والأحذية، ومواقع بيع إلكتروني مثل أمازون
يسعى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لاستمالة النخبة الحاكمة والمرفهة من حوله، بإنتاج بضائع مقلدة ومزيفة لعلامات تجارية عالمية، كالأحذية والهواتف الذكية، بالإضافة إلى مواقع بيع إلكتروني عملاقة مثل أمازون.
ويبدو أن وجود تلك المصانع وسط المجتمع الكوري الشمالي الذي يعيش بمعزل عن الاستهلاكية، له دلالات تعبر عن سياسة زعيمه كيم جونغ أون من أجل استمالة النخبة الحاكمة حوله، وفق تقرير نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية.
ونقلت جريدة "الشرق الأوسط"، أن هناك مصنعاً باسم ريوون للأحذية في العاصمة بيونغ يانغ، يتدرب فيه عدد من العمال لإنتاج أحذية رياضية مقلدة من الشركتين الألمانيتين أديداس وبوما، وكذلك اليابانية أسيكس"، وهو ما يشير إلى وجود نخبة مرفهة في البلاد، يسعى الكيم جونغ أون، المشهور بترسانته النووية وألعابه الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، إلى كسب تعاطفها.
وبيّن التقرير أن تلك النخبة تطوق إلى حياة المجتمع الاستهلاكي، مثل مشاهدة الأفلام الأجنبية، ووجود منتجات فخمة، رغم الحظر، واعتبر أن هذا أسلوب الزعيم الكوري الشمالي للحفاظ على ولاء النخبة الحاكمة له.
وقال تشونغ سونغ، ضابط من الطبقة العليا في البلاد، "إن معظم أفراد النخبة في كوريا الشمالية لديهم أطعمة مستوردة، على الرغم من عقيدة الاعتماد على الذات، ضارباً المثال باستخدام الضباط العسكريين في البلاد للسيارة اليابانية نيسان باترول (إس يو في) والتي على الرغم من عدم التوافق السياسي بين البلدين، فإن الشعب الكوري الشمالي يحترم اقتصاد اليابان".
وتنتشر علامات تجارية مزيفة في المتاجر التي تديرها الدولة في بيونغ يانغ، مثل منتجات «بوما» و«نيكي» المزيفة، ومعجون الأسنان «كولجيت»، وحتى حفاضات الأطفال، وحتى تداول الهواتف الذكية، وصولاً إلى نسخة مقلدة من موقع «أمازون»، وحتى الشخصية الكارتونية اليابانية «هاللو كيتي» على الملابس.
ويرى أندري لانكوف، باحث روسي متخصص في الدراسات الكورية بجامعة غكمن في سول، أن الزعيم الكوري كيم ليس من مشجعي التقشف، وإنه يريد هذا النمط الاستهلاكي بحق، لأنه نشأ في الثقافة الاستهلاكية للغرب، ويرى أنها طبيعية وجيدة، وأن النخبة حالياً تريد تذوق لذة الاستهلاكية.
وحسب التقرير فإن السماح بتلك المنتجات المزيفة يأتي في الوقت الذي يشكو فيه معظم الكوريين الشماليين من الفقر اليومي والحرمان، إذ يعاني ١ من ٥ أطفال من التقزم، في إشارة لسوء التغذية، وأيضاً 4٠% من البالغين في البلاد من الأمر نفسه.
وأشار التقرير إلى أن أعدادا كبيرة من النساء كان محظوراً عليهن ارتداء القلائد لعقود من الزمن إلا التي تحمل صورة لأسرة كيم، لكن ذلك تغير بشكل غير رسمي، كما أصبحت الفتيات يرتدين السراويل زاهية الألوان، وهناك بعض الملابس مستوحاة من ملابس زوجة كيم، ري سول جو، عقب ظهور الزوجين في أكثر من مناسبة رسمية.