"الابنة المبجلة" وسط الجنرالات.. هل يسعى كيم لتوريثها؟
قال محللون إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أعطى أوضح مؤشر حتى الآن على أنه يضع ابنته خلفا له، بعدما ظهرت الفتاة في مجموعة من الصور الرسمية واقفة بالمنتصف في قاعة مليئة بكبار الضباط العسكريين.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الصور، التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية، الأربعاء، من احتفال في بيونغ يانغ الليلة السابقة، عشية الذكرى الـ75 لتأسيس الجيش الشعبي الكوري.
وتظهر الصور جو آي، التي يعتقد أنها تبلغ من العمر 10 أو 11 عاما، في المنتصف بجميع الصور – وهو مكان عادة ما يخصص للزعيم نفسه. وتم تصفيف شعر الفتاة ليبدو مثل والدتها، السيدة الأولى ري سول جو، مع ارتدائها بدلة مع تنورة وحذاء وجميعهم باللون الأسود.
وأثناء دخولهم قاعة الاحتفال، أخذ القادة العسكريون، الذين تزين الميداليات ستراتهم، في التصفيق. وعند الطاولة، وقف كبار الجنرالات خلف العائلة الأولى، وترتسم على وجوههم ابتسامات عريضة.
وعقد الحفل بفندق يانجاكدو، على جزيرة في النهر الذي يمر عبر بيونغ يانخ. وهو الفندق نفسه حيث كان يقيم الطالب الأمريكي أوتو وارمبير قبل الحادث الذي أسفر عن سجنه وإعلان وفاته دماغيا.
ونشرت صحيفة "رودونغ سينمون"، الناطقة باسم حزب العمال الحاكم بكوريا الشمالية، مشاهد التهنئة صباح الأربعاء، قبل عرض عسكري متوقع للاحتفال بالذكرى السنوية.
وفي المأدبة، دعا كيم جونغ أون لتطوير جيش البلاد. ونقل عنه قوله: "دعونا جميعا نضاعف جهودنا والعمل بجدية أكبر لتعزيز وتطوير جيشنا وتحقيق الرخاء وتنمية بلدنا الاشتراكي".
ولم يقدم التقرير اسم الفتاة أو عمرها، مكتفيا بوصفها بـ"الابنة المبجلة" – وهي المرة الأولى التي توصف فيها بذلك، وهي ترقية واضحة من وصفها سابقا بـ"الحبيبة".
لكن يعتقد أن الفتاة تدعى جو آي، التي حملها نجم كرة السلة المتقاعد دنيس رودمان عندما كانت رضيعة خلال زيارته إلى بيونغ يانغ عام 2013.
وقال تشيونغ سيونغ تشانغ، الخبير في شؤون كوريا الشمالية بمعهد سيجونغ، إن التقديم الإعلامي للابنة يمثل "دفعة نشطة" من بيونغ يانغ لرفع مكانتها.
وأضاف: "بالنظر إلى التطورات، لم يعد هناك شك فيما إذا كان قد تم اختيار كيم جو آي لتكون خليفة كيم جونغ أون."
وفي حين قد يقبل الكوريون الشماليون – الذين قيل لهم منذ ولادتهم أنه من حق عائلة كيم الحكم – بحاكمة من الجيل الرابع، يبقى أن نرى ما إن كان النظام البطريركي سيقبل حاكمة أنثى، بحسب تشيونغ.
كما تؤكد الصورة على أهمية الجيش في الحفاظ على شرعية عائلة كيم. وأعلن والد كيم جونغ أون خلفا له أمام الجيش عندما كان بعمر ثمانية أعوام فقط.
وخلال حفل عيد ميلاده الثماني في بيونغ يانغ، حصل كيم على زي جنرال عسكرية مزين بالنجوم، وانحنى أمامه جنرالات حقيقيين يرتدون نجوما حقيقية، وأظهروا احترامهم له منذ هذه اللحظة، بحسب عمة الزعيم الكوري الشمالي كو يونغ سوك، التي كانت في الحفل.
وقالت كو خلال حوار مع "واشنطن بوست" عام 2016: "كان من المستحيل عليه أن يكبر كشخص طبيعي في حين يعامله الناس حوله بهذه الطريقة."
وظهرت ابنة كيم جونغ أون للمرة الأولى علانية في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما رافقته إلى موقع للتجارب الصاروخية وتابعت الصاروخ معه بينما تشابكا الأيدي، بحسب صورة نشرتها وسائل الإعلام الكورية الشمالية. وحينها وصفت بالابنة "الحبيبة".
وينتمي كيم جونغ أون للجيل الثالث من عائلته في حكم البلاد منذ أسسها جده، كيم إل سونغ، عام 1948. وبعد وفاته عام 1994، تولى ابنه كيم جونغ إل قيادة البلاد، ليحكمها حتى نهاية عام 2011، عندما خلفه كيم جونغ أون، الذي يبلغ الآن 39 عاما.
وأثار كيم جونغ أون تكهنات واسعة النطاق بشأن خطط خلافته بعد إظهار ابنته للمرة الأولى نهاية العام الماضي. لكن يعتبر سؤال ما إذا كان يمكن لامرأة أن تحكم كوريا الشمالية لازال معقدا.
وبالرغم من وجود نساء يشغلن مناصب قوية في النظام – مثل شقيقته ومساعدته البارزة، كيم يو جونغ، ووزيرة الخارجية تشوي سون هوي، وهيون سونغ ول، التي تتولى الأمن واللوجيستيات للفاعليات العامة للزعيم الكوري الشمالي – تظل كوريا الشمالية مجتمعا يهيمن عليه الرجال بشدة.