زعيم كوريا الشمالية.. غياب يثير التكهنات
آخر ظهور عام لكيم جونج أون رئيس كوريا الشمالية في 11 أبريل الجاري، حين ترأس اجتماعاً للحزب الحاكم ومنذ ذلك التاريخ لم يشارك في أي فعاليات رسمية.
ما زال غياب رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون يثير الكثير من التكهنات والجدل حول حالته الصحية وبخاصة عقب عدم حضوره احتفالات ذكرى"يوم الشمس" أهم عطلة وطنية في البلاد منذ عام 1968.
ويعود آخر ظهور للزعيم الكوري الشمالي إلى 11 أبريل/نيسان الجاري، حين ترأس اجتماعاً للمكتب السياسي في الحزب الحاكم، وفق صور نشرها الإعلام الرسمي لكوريا الشمالية، ومنذ ذلك التاريخ لم يظهر في أي فعاليات رسمية.
اختفاء غامض
ومنذ اختفاء زعيم كوريا الشمالية المولود في 8 يناير/ كانون الثاني 1983، وتدور التكهنات حول صحته بعدما نشرت صحيفة ديلي إن كيه الكورية والتي أكدت أن غياب كيم عن حضور احتفالات عيد ميلاد جده مؤسس البلاد كيم إيل سونج في يوم الشمس، يرجع إلى خضوعه لجراحة بالقلب والأوعية الدموية في مستشفى شمال مقاطعة بيونج يانج.
وما زاد من الغموض حول الزعيم الكوري ما رددته وسائل الإعلام الأجنبية، ومنها تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، الثلاثاء الماضي، والتي أشارت إلى أن حياة كيم "في خطر شديد" بعد العملية التي خضع لها، لا سيما وأن عائلته لديها تاريخ وراثي مع أمراض القلب، فقد توفي والده، كيم يونج إيل، بنوبة قلبية عام 2011.
ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي، لم تكشف عن هويته ووصفته بأنه على علم مباشر بالأمر، قوله إن الولايات المتحدة تراقب المعلومات الاستخباراتية حول الحالة الصحية "الخطرة" لزعيم كوريا الشمالية بعد خضوعه للعملية.
وازدادت التكهنات حول صحة كيم، بعدما نشرت "رويترز" تقريرا عن إرسال الصين فريقا طبيا إلى بوينج يانج لتقديم المشورة بشأن صحته، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على الوضع.
وخضع كيم جونج أون لعملية جراحية في الأوعية الدموية للقلب، يوم 12 أبريل/نيسان الجاري، بحسب ما أكدته مصادر محلية لموقع "دايلي إن كيه" المتخصص في أخبار كوريا الشمالية.
وقال اثنان من المصادر إن وفدا برئاسة عضو بارز بإدارة الاتصال الدولي بالحزب الشيوعي الصيني غادر بكين متوجها إلى كوريا الشمالية في 24 أبريل/نيسان الجاري.
ردود الأفعال
وعلى إثر ذلك زادت أيضاً ردود الفعل الدولية حول صحة رئيس كوريا الشمالية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 21 أبريل/نيسان، أنّه لا يعرف شيئا عن صحة كيم، في أول تعليق له على التقارير التي أفادت بأنه خضع مؤخراً لعملية جراحية وحالته خطرة.
وحينها، قال ترامب خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطوّرات وباء كوفيد-19: "يمكنني فقط أن أقول الآتي: أتمنى له كلّ الخير".
وشدّد الرئيس الأمريكي على "العلاقة الجيّدة" التي تربط بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي، مشيراً إلى أنّه "قد" يتّصل به للاطمئنان على صحّته.
وأضاف: "إذا كانت حالته الصحية هي تلك التي تحدثت عنها وسائل الإعلام، فهي حالة مقلقة للغاية"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ "أحداً لم يؤكد ذلك. نحن لا نعرف".
وقال ترامب أيضاً: "آمل أن أراه في صحّة جيّدة".
كما أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي أنه ليس لدى واشنطن أي معلومات عن حالة زعيم كوريا الشمالية الصحية.
وفي وقت سابق السبت، وصف رئيس جمعية الصداقة الكورية التقارير الإخبارية المتداولة بشأن الزعيم الكوري الشمالي بـ"غير صحيحة، بحسب وكالة "بلومبرج".
وقال أليخاندرو كاو دي - بينوس، الذي يترأس منظمة تقول إنها تتلقى معلومات رسمية من كوريا الشمالية، في تدوينة عبر "تويتر"، إن "هذه المعلومات حول الحالة الصحية الخطيرة لكيم جونج أون غير صحيحة وخبيثة"، فيما لم يشر إلى مصدر معلوماته.
أما نائب مدير قناة "هونغ كونغ HKSTV" وهو زوج ابنة وزير خارجية الصين ، فأعلن على حسابه على موقع تويتر رسمياً بأن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج توفي فعلاً قبل 21 ساعة".
وأضاف في تغريدة اليوم السبت أن :" شقيقة كيم أخذت الجثة إلى مكان مجهول حتى يتم الترتيب مع الحزب .. عندما توفى والد كيم جونج عام 2011 تم إخفاء جثته 3 أيام حتى تم الترتيب والإعلان رسميًا".
كوريا الشمالية والشائعات
ولهذا البلد تاريخ طويل مع الشائعات حول أمراض قادة بوينج يانج، كانت ثابتة منذ إنشاء جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في عام 1948.
وخلال سنوات، قيل إن الجد المؤسس لكوريا الشمالية كيم إيل سونج كان يعاني من ورم في المخ بسبب كتلة غريبة في رأسه، والذي كان في الواقع بسبب سوء التغذية أثناء طفولته.
ولم يكن هذا هو الاختفاء الأول للزعيم الحالي لكوريا الشمالية، حيث سبق وأن أخفى كيم جونج أون نفسه لمدة شهر ونصف في عام 2014 ليعاود الظهور، مع عدم تقديم أي توضيح على الإطلاق عن الحالة التي عانى منها.
وفي خلال هذه الفترة أعتقد بعض الخبراء أنه ربما عانى من هجمات النقرس المكثفة، على الرغم من أن المخابرات الكورية الجنوبية نسبت هذا إلى كيس دهني في القدم.
ورغم التكهنات العديدة التي تداولتها وسائل الإعلام الغربية، التزمت نظيراتها في كوريا الشمالية الصمت، حيال صحة الزعيم كيم جونج أون.
وحافظت وسائل الإعلام المحلية بكوريا الشمالية على "الصورة المعتادة" وتطرقت إلى إنجازات الرئيس كيم، ونشرت اقتباسات له إما قديمة أو دون تاريخ بخصوص قضايا مثل الاقتصاد.
رسالة تهنئة
ومع تصاعد الجدل جراء الاختفاء غير المبرر، أرسل كيم رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد للرد على أمنيات بعثها الثاني للأول في مناسبة الذكرى الـ108 لميلاد الزعيم الكوري الشمالي السابق، كيم سونج الثاني، وفقا للإعلام الكوري الشمالي الرسمي، ولم تتضمن الرسالة معلومات حول صحة كيم.
وكانت يومية "NK" الكورية الجنوبية، والمتخصصة بأخبار كوريا الشمالية، نشرت تقريرا الإثنين يُفيد بأن الزعيم الكوري الشمالي يتماثل للشفاء بعد أن تلقى علاجا لأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي وقت سابق السبت، أظهرت صور أقمار صناعية راجعها مركز أبحاث مختص بكوريا الشمالية مقره واشنطن قطارا خاصا يرجح أنه خاص بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عند منتجع داخل البلاد هذا الأسبوع.
مستقبل الحكم
وإذا صدقت التكنهات حول صحة الزعيم الكوري وأنه توفي على إثر الجراحة التي خضع لها، فإن مستقبل حكم البلاد يواجه عده سيناريوهات خصوصا وأن لكيم ابنة وحيدة تدعى كيم جو إيه وتبلغ من العمر 7 سنوات.
ويعتقد بول ر.جريجوري، الباحث في معهد هوفر، وهو أحد الأكاديميين أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو نوع من القيادة تشترك فيها قيادة حزب العمال من كوريا، ربما برئاسة "الأبرز من بين أقرانه"، على غرار الجارة الصين.
وقال الباحث في تقرير لمجلة فوربس: "تُظهر أوجه التشابه التاريخية مع اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية والصين، إلى أن كيم سيخلُفُه شكل أخف من الحكومة الجماعية، ويُظهر سلوك الدوائر المحيطة بالسلطة السوفيتية والصينية بعد وفاة ستالين وماو (...) أن تغيير النظام في كوريا الشمالية لن يمكّن زعيمًا أسوأ، ولكنه سيشرع في التحرك نحو قيادة جماعية أقل عداءً".
وأضاف أن فراغ السلطة سيكون سيناريو خطيرًا للغاية بالنسبة لكوريا الشمالية، لذلك فإن النتيجة الأكثر احتمالية هي أن كبار المسؤولين في النظام يحاولون التصرف بسرعة لتولي زمام الأمور.
ووفق جريجوري فإنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في القيادة فإن هذا قد يؤدي هذا إلى إغراء بعض الأفراد أو الفصائل للاستيلاء على السلطة، مما يؤدي إلى قتال محتمل وربما عنيف من أجل القيادة. ومن المستحيل التكهن بما قد تكون عليه النتيجة، وما هو الاتجاه الذي قد تتخذه كوريا الشمالية وفقًا لذلك.
لكن مُنافسة طويلة وربما عنيفة على السيادة في بيونج يانج ستخلق بلا شك توتراً هائلاً في بقية البلاد، نظرًا للمستوى الذي يتم فيه التحكم بالدولة من المركز.
شقيقته الأقرب لخلافته
وبدأت كيم يو جونج، شقيقة زعيم كوريا الشمالية تشق طريقها إلى السلطة لتصبح الخليفة المحتمل لأخيها كيم جونج أون، وذلك بعد بورصة التكهنات التي أثيرت حول صحته عقب خضوعه لعملية جراحية بالقلب.
وكيم يو جونج هي الشقيقة الصغرى للزعيم الحالي والابنة الصغرى للزعيم الكوري السابق كيم جونج إيل من زوجته الثالثة الراقصة السابقة كو يونج هوي.
وسطع نجم شقيقة كيم التي تعد السيدة الأقوى في البلاد عقب تعيينها في منصب العضو المناوب في الحزب الحاكم.
ومع الجدل الدائر حول الحالة الصحية المحتملة لأخيها، بدأت الأصابع تشير إلى شقيقته الوحيدة، كمرشحة محتملة لتتسلم مقاليد الحكم فيما لو لم يعد قادرا على الاستمرار في المنصب.
ويري كبار المحللين السياسيين أن كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي البالغة من العمر 31 عاما، تمتلك العديد من الصفات التي يتمتع بها شقيقها.
ولفتت كيم يو جونج أنظار الإعلام بقوة العام الماضي، عندما زارت كوريا الجنوبية ضمن الوفد الكوري الشمالي رفيع المستوى المشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لتصبح أول عضو من أسرة كيم الحاكمة تزور الجارة الجنوبية في تاريخ الكوريتين.
ووصفت صحيفة "ميرور" البريطانية شقيقة كيم بـ"أهم شخصية في النظام القمعي في كوريا الشمالية بعد شقيقها".
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز