كوريا الشمالية وأوكرانيا.. اختبار النار لتصحيح المسار

مخاوف غربية من أن تكون كوريا الشمالية قد وجدت فرصة ذهبية لاختبار أسلحتها في معركة حقيقية بأوكرانيا
ومع تزايد المؤشرات على مشاركة قوات كورية شمالية في القتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، يحذر خبراء من تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي، حيث تكتسب بيونغ يانغ خبرة قتالية قد تغير موازين القوى مستقبلا.
لكن بيونغ يانغ وموسكو، تنفيان بشكل متكرر وجود قوات من كوريا الشمالية في جبهات القتال سواء في أوكرانيا، رغم تقديم الغرب وكوريا الجنوبية أدلة متزايدة على ذلك.
وكشفت المخابرات الأوكرانية عن تحسينات ملحوظة في تكنولوجيا القتال لدى كوريا الشمالية، من خلال الحرب في أوكرانيا، وفقا لما نقله موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
واستشهد كيريلو بودانوف، رئيس وكالة الاستخبارات الأوكرانية، بقيام الفنيين الروس بإصلاح عيبا في دقة صواريخ كوريا الشمالية" KN-23 " أثناء نشرها في أوكرانيا، كدليل على المكاسب التي حققتها بيونغ يانغ.
وفي مقابلة مع صحيفة " تشوسون إلبو" الكورية الجنوبية، قال بودانوف "في البداية، كانت دقة الصواريخ معيبة بشدة وكان هامش الخطأ يتراوح بين 500 إلى 1500 متر".
مستدركا "لكن خبراء الصواريخ الروس أجروا تعديلات فنية، وحلوا المشكلة.. أصبح الصاروخ الآن أكثر دقة بشكل ملحوظ ويشكل تهديدًا أكبر بكثير".
مواصفات الصاروخ
و"KN-23 " هو التسمية الأمريكية للصاروخ الكوري الشمالي الذي تطلق عليه بيونغ يانغ اسم "Hwasong-11A".
ويُعتقد أن الصاروخ الباليستي الذي يعمل بالوقود الصلب يبلغ مداه حوالي 430 ميلًا، وغالبًا ما يُقارن بصاروخ "إسكندر-إم" الروسي، مع حمولة نموذجية تصل إلى 1100 رطل.
ويعد الصاروخ أحد أحدث أسلحة كوريا الشمالية، حيث ظهر للمرة الأولى خلال عرض عسكري في عام 2018، ويحظى بمدى يسمح له بضرب عمق كوريا الجنوبية.
وفي يوليو/تموز الماضي، قالت بيونغ يانغ إنها اختبرت نسخة متقدمة من الصاروخ، وهي صاروخ "Hwasong-11Da-4.5" الذي زعمت أنه يمكنه حمل رأس حربي يبلغ وزنه 4.5 طن.
ومطلع العام الجاري، ذكر البيت الأبيض، أن روسيا أطلقت صواريخ باليستية كورية شمالية قصيرة المدى متعددة ضد أوكرانيا.
ويُعتقد على نطاق واسع أن هذه الصواريخ كانت من طراز" KN-23" و"KN-24"، إذ كشف مسؤولون أوكرانيون لوسائل الإعلام عن شظايا معدنية قالوا إنها لهذه الصواريخ.
وفي إشارة إلى هذه الضربات، قال سفير كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة في ذلك الوقت، إن بيونغ يانغ تستخدم أوكرانيا "كموقع اختبار لصواريخها القادرة على حمل رؤوس نووية".
عواقب وخيمة
وحول تداعيات تطوير بوينغ يانغ صواريخها، قال بودانوف: "تستخدم كوريا الشمالية هذه الحرب لاكتساب الخبرة القتالية وتحديث تكنولوجيتها العسكرية، وسيكون لهذا عواقب دائمة على المشهد الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وخلال الآونة الأخيرة، جرى الحديث عن نشر نحو 12 ألف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك الروسية التي توغلت فيها القوات الأوكرانية الصيف الماضي، ما أثار قلقا واسعا لدى الغرب وسول.
وقالت المخابرات الغربية إن حوالي 4000 من هؤلاء الجنود أصيبوا أو قُتلوا منذ ذلك الحين. ومع ذلك، هناك مخاوف من أن القوات الباقية ستكتسب خبرة قتالية لا تقدر بثمن ومعرفة بالحرب الحديثة.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMTk1IA==
جزيرة ام اند امز