علماء صينيون: موقع تجارب كوريا الشمالية معرض للانهيار
علماء صينيون يقولون إن الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية جميع تجاربها النووية السابقة بات معرضا للانهيار.
قال علماء صينيون إن الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية على الأرجح جميع تجاربها النووية السابقة، بما في ذلك التجربة الأخيرة والأقوى يوم الأحد، قد يكون معرضا لخطر الانهيار.
- الصين تحتج رسميا لدى كوريا الشمالية بشأن التجربة النووية
- قادة بريكس يدينون "بشدة" التجربة النووية الكورية الشمالية
ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنيج بوست" عن باحثين من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية فى خافي بمقاطعة أنهوى، أنهم من خلال قياس وتحليل موجات الصدمة الناجمة عن الانفجارات التي التقطتها محطات الزلزال في الصين والدول المجاورة، باتوا واثقين بأن جميع التجارب النووية السابقة التي أجرتها كوريا الشمالية، نُفذت من خلال أعماق جبل واحد بموقع الاختبارات النووي الكوري "بونغي-ري".
وقدم فريق من مختبر الفيزياء الأرضية الصيني هذا الاستنتاج في بيان نُشر على موقعه على الإنترنت يوم الإثنين.
وقال العالم الجيوفيزيائي "ون ليان شينغ"، إنه استنادا إلى البيانات التي جمعها أكثر من 100 مركز لمراقبة الزلازل في الصين، فإن هامش الخطأ لا يزيد على 100 متر.
(وهامش الخطأ مصطلح إحصائي يعبر عن معدل الخطأ الذي من المحتمل وجوده بعينةٍ عشوائية أُخذت من نتيجة استقصائية ما، وكلما زاد هامش الخطأ؛ قل اعتقاد المرء بأن نتائج الاستقصاء قريبة من الأرقام الحقيقية).
وقال وانج نايان الرئيس السابق للجمعية النووية الصينية وكبير الباحثين في برنامج الأسلحة النووية الصيني، إنه إذا كانت نتائج ون موثوقة، فنحن على حافة كارثة بيئية كبرى.
وقال إن اختبارا آخر قد يتسبب فى أن ينهار الجبل بكامله على نفسه، ولن يتبقى منه سوى حفرة سيتسرب منها الإشعاع النووي إلى جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الصين.
وكانت تجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها كوريا الشمالية، الأحد، قد خلفت زلزالا بعد 8 دقائق، وقالت إدارة الزلازل الصينية إنه ناجم عن سادس وأقوى تجربة نووية أجرتها بيونج يانج.
وأضاف وانج أن ليس كل جبل مناسبا لاختبار القنابل النووية، واستنادا إلى حقيقة أن كوريا الشمالية لديها مساحة محدودة من الأرض ومع الأخذ بعين الاعتبار بحساسية برنامجها النووي؛ فهي على الأرجح لا تملك الكثير من القمم الجبلية المناسبة لمثل تلك الاختبارات النووية.
وقال وانج إن المدة التي سيستمر فيها الجبل ثابتا دون أن ينهار ستعتمد أيضا على المكان الذي توضع فيه القنابل؛ فإذا كانت القنبلة تزرع في أنفاق عمودية تحت الجبل، فإن الضرر الذي سيخلفه الانفجار قد يكون قليلا نسبيا.
إلا أن الأنفاق العمودية صعبة ومكلفة البناء ولا تسهل عملية وضع الكابلات وأجهزة الاستشعار لجمع البيانات من الانفجار، ولذلك من الأسهل إقامة أنفاق أفقية في قلب الجبل، لكن هذه الأنفاق الأفقية تزيد من خطر تفجير القمم الجبلية.
وأضاف أن الحكومة الكورية الشمالية يجب أن توقف هذه التجارب؛ لأنها تشكل تهديدا كبيرا ليس فقط على كوريا الشمالية بل على الدول الأخرى المجاورة خصوصا الصين.
كما أشار وانج إلى أن الحسابات التي أجراها هو وفريقه قد تكون خاطئة، موضحا أن الموجات الزلزالية تسير بسرعات مختلفة من خلال الصخور المختلفة أيضا، ولذلك ليس من السهل وضع تنبؤات دقيقة استنادا إلى البيانات الزلزالية.
وكان فريق ون قد قدر أن الطاقة الصادرة عن التجربة الأخيرة كانت نحو 108.3 كيلوطن من مادة تي إن تي، أي 7.8 أضعاف قوة القنبلة الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية في عام 1945.
وقال وانغ أيضا إن السلطات الصينية، بما فيها الإدارة الوطنية للسلامة النووية، ستواصل مراقبة كل تجربة نووية تقوم بها كوريا الشمالية عن كثب.