كوريا الشمالية تستأنف «رسائل القمامة».. وسول تتأهب برد «لا يطاق»
تجاهلا لتهديدات الجارة الجنوبية، التي توعدت بـ«إجراءات لا تطاق» ضد بيونغ يانغ، استأنفت كوريا الشمالية، الأحد، إرسال بالونات القمامة عبر الحدود إلى الجنوب.
وأكد مسؤولون وتقارير إخبارية أن كوريا الشمالية أرسلت بالونات تحمل القمامة إلى كوريا الجنوبية، وذلك بعد أسبوع من تعهدها بمواصلة فعل ذلك إذا استمر إرسال منشورات مناهضة لبيونغ يانغ من الجنوب.
- أغرقت جارتها بـ15 طنا من القمامة.. كوريا الشمالية تعلق «حرب البالونات»
- حرب «البالونات» تحتدم بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية
وصباح الأحد، عثرت السلطات على عشرات البالونات المحملة بالقمامة في سول وفي مناطق قريبة من الحدود خلال الليل.
وأكد الجيش الكوري الجنوبي في وقت متأخر، أمس السبت، أن كوريا الشمالية أطلقت البالونات مجددا.
وقالت حكومة كوريا الشمالية إن "البالونات أُرسلت ردا على منشورات مناهضة لبيونغ يانغ أطلقها نشطاء كوريون جنوبيون كجزء من حملة دعائية".
وأضافت أنها "أطلقت المئات منها ابتداء من أواخر مايو/أيار تحمل القمامة والسماد".
تأهب كوري جنوبي
وردا على استئناف الإرسال، قال جيش كوريا الجنوبية إنه يأخذ مسألة البالونات "على محمل الجد"، وإنه في حالة تأهب لاتخاذ إجراءات ردا على ذلك عند الضرورة، لكنه لم يوضح الإجراءات التي سيتخذها.
وكانت كوريا الجنوبية قد حذرت من أنها ستتخذ إجراءات "لا تطاق" ضد كوريا الشمالية لإرسالها بالونات القمامة.
وذكر مجلس الأمن الوطني في كوريا الجنوبية، في بيان، أن "سول ستبدأ استخدام الدعاية الصاخبة الموجهة لكوريا الشمالية عبر مكبرات الصوت عند الحدود ردا على استئناف إرسال بيونغ يانغ بالونات معبأة بالقمامة".
وقالت الرئاسة، في بيان: "سننصب مكبرات صوت نحو كوريا الشمالية اليوم ونبدأ ببث مواد دعائية"، مشيرة إلى أن "الشمال يتحمل كامل مسؤولية تصعيد التوتر بين الكوريتين".
330 بالونا
وقدر الجيش الكوري الجنوبي عدد بالونات النفايات التي أرسلتها كوريا الشمالية، السبت، بحوالي 330، وذلك بعدما أرسل نشطاء من جنوب شبه الجزيرة بالطريقة نفسها منشورات دعائية ضد النظام في بيونغ يانغ.
وأعلنت هيئة أركان القوات المسلحة في سيول في بيان أنه "سقطت حتى الآن حوالي 80 (بالونا) في منطقتنا ولم يتم رصد أي شي في الجو في الوقت الحاضر".
وأوضحت أن تحليل البالونات يظهر أنها لا تحتوي على "مواد خطيرة".
وعلق رئيس بلدية سول أو سي-هون في منشور على فيسبوك قائلا، إن "كوريا الشمالية تقوم باستفزاز جديد حقير بإطلاقها بالونات نفايات على مناطقنا المدنية".
تداعيات خطيرة
وأكد خبراء أنّ استئناف سيول حملتها عبر مكبّرات الصوت قد تكون له تداعيات خطيرة، وقد أدّت الدعاية المتبادلة بين الكوريتين في الماضي إلى عواقب خطيرة على العلاقات بينهما.
ويثير البث عبر مكبرات الصوت، وهو تكتيك يعود إلى الحرب الكورية في فترة 1950-1953، غضب بيونغ يانغ التي هدّدت في السابق بشنّ قصف مدفعي على وحدات مكبّرات الصوت ما لم يتمّ إطفاؤها.
وقال شيونغ سيونغ تشانغ مدير استراتيجية شبه الجزيرة الكورية في معهد سيجونغ لـ"فرانس برس"، إن "هناك احتمال كبير أن يؤدي استئناف الحملة عبر مكبّرات الصوت إلى نزاع مسلّح".
وأضاف أنّه "مع استئناف حملة مكبّرات الصوت، لن تقف بيونغ يانغ مكتوفة الأيدي. من المرجّح أن تستأنف كوريا الشمالية إطلاق النار في البحر الغربي أو إطلاق البالونات".
كما أشار إلى أنّ بيونغ يانغ "كانت تقوم بالتشويش على نظام التموضع العالمي (جي بي إس) على مدى عدّة أيام ومن المرجّح أن يظهر هذا النوع من الاستفزاز بشكل أقوى بكثير في البحر الغربي أيضاً".
علاقات بأدنى مستوياتها
وتراجعت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوت، مع تعثّر الدبلوماسية منذ فترة طويلة وتكثيف كيم اختبارات الأسلحة وتطويرها، بينما يتقرّب الجنوب من الحليف الأمني الأمريكي.
وخلال فترة تحسّن العلاقات في العام 2018، اتفق زعيما الكوريتين على "وقف الأعمال العدائية المتبادلة بشكل كامل في كلّ المجالات"، بما في ذلك إرسال المنشورات الدعائية.
ومرّر البرلمان الكوري الجنوبي في العام 2020 قانوناً يجرّم إرسال منشورات إلى كوريا الشمالية، ولكن هذه النشاطات لم تتوقف.
وفي العام ذاته، انتقدت كوريا الشمالية إرسال منشورات دعائية، وقطعت من جانب واحد روابط الاتصال العسكرية والسياسية الرسمية مع الجنوب، كما فجّرت مكتب الاتصال بين الكوريّتين على جانبها من الحدود.
بدورها، ألغت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية العام الماضي القانون الذي أُقرّ في العام 2020، واصفة إياه بأنّه تقييد لا مبرّر له لحرية التعبير.
وانتقد الحزب الديمقراطي المعارض الحكومة لعدم بذل المزيد من الجهد لوقف بالونات الناشطين، حيث قال متحدث باسمه في مؤتمر صحفي، الأحد، إنّهم يستخدمون "حرية التعبير كذريعة لتعريض سلامة شعبنا للخطر".
وأضاف أنّ استئناف الحملات عبر مكبرات الصوت ليس أمراً حكيماً، مشيراً إلى أنّ "تحرّك الحكومة قد يطرح خطر تصعيد إلى حرب إقليمية".
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز