في كوريا الجنوبية.. «قمامة الشمال» تمطر رسائل
من الروث لأعقاب السجائر وقصاصات القماش ونفايات البطاريات وحتى حفاظات الأطفال، هذا ما حملته بالونات كوريا الشمالية لجارتها الجنوبية.
مئات البالونات الضخمة محملة بكل تلك النفايات إلى جارتها كوريا الجنوبية، في استفزاز على طراز الحرب الباردة نادرا ما لجأت إليه بيونغ يانغ في السنوات الأخيرة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
وبررت كيم يو جونغ، الشقيقة القوية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إرسال البالونات وأكياس القمامة المرفقة بها، قائلة إنها "أرسلت للوفاء بالتهديد الأخير الذي أطلقته بلادها بـ"نثر أكوام من النفايات الورقية والقذارة" في كوريا الجنوبية ردًا على حملات منشورات قام بها ناشطون بالجنوب.
ويرى الخبراء أن حملة البالونات تهدف إلى إثارة الانقسام في كوريا الجنوبية بشأن السياسة المتشددة التي تنتهجها حكومتها المحافظة تجاه الجارة الشمالية.
ماذا حدث؟
منذ ليلة الثلاثاء، رصدت كوريا الجنوبية نحو 260 بالونا انطلقت من الشمال، وذكر الجيش أن التحقيق الأولي أظهر أن القمامة المرتبطة بالبالونات لا تحتوي على أية مواد خطيرة مثل المواد الكيميائية أو البيولوجية أو المشعة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها أمر مماثل، ففي عام 2016 تسببت بالونات الكورية الشمالية التي تحمل القمامة والأقراص المدمجة والمنشورات الدعائية في إلحاق أضرار بالسيارات وممتلكات أخرى في كوريا الجنوبية.
وفي عام 2017 عثرت كوريا الجنوبية على بالون يشتبه بأنه من الشمال يحوي منشورات مرة أخرى.
وتعد البالونات الطائرة المحملة بالمنشورات الدعائية وغيرها أحد أكثر أنواع الحرب النفسية شيوعا، التي شنتها الكوريتان ضد بعضهما بعضا خلال الحرب الباردة.
وكان من بينها إطلاق مكبرات الصوت، وإنشاء لوحات إعلانية ولافتات إلكترونية عملاقة في الخطوط الأمامية، وبث إذاعي دعائي.
وفي السنوات الأخيرة اتفقت الكوريتان على وقف مثل هذه الأنشطة، لكنهما تلجآن إليها في بعض الأحيان خلال تصاعد التوترات.
ماذا تريد كوريا الشمالية؟
يأتي إطلاق كوريا الشمالية البالونات ضمن سلسلة من الخطوات الاستفزازية الأخيرة، التي تشمل إطلاق قمر اصطناعي للتجسس واختبار إطلاق نحو 10 صواريخ قصيرة المدى هذا الأسبوع.
وقال كيم تيوو، الرئيس السابق لمعهد التوحيد الوطني الذي تموله حكومة كوريا الجنوبية، إن الأمر يشبه إرسال كوريا الشمالية رسالة مفادها أنه يمكنها في المرة القادمة إرسال بالونات تحمل أشكالا مسحوقة من الأسلحة البيولوجية والكيميائية".
وتبدي كوريا الشمالية حساسية واضحة تجاه المنشورات التي يطلقها الناشطون الكوريون الجنوبيون بين الحين والآخر عبر الحدود عبر بالونات خاصة بهم، لأنها تحمل معلومات عن العالم الخارجي وانتقادات لحكم سلالة كيم.
ولا يتمكن معظم سكان كوريا الشمالية البالغ عددهم 26 مليون نسمة من الوصول إلى الأخبار الأجنبية.
معلومات؟
تعد كوريا الشمالية من أكثر دول العالم سرية، ويحرص الخبراء الأجانب على جمع أي معلومات عن البلاد.
ويعتقد أن فحص روث الحيوانات يقدم نظرة حول نوع الأعلاف التي تأكلها الماشية في كوريا الشمالية.
كما ستقدم النفايات الأخرى لمحة عن المنتجات الاستهلاكية في كوريا الشمالية.
غير أن مراقبين يقولون إن الخبراء الخارجيين يمكنهم الحصول على مثل هذه المعلومات بسهولة أكبر من المنشقين الكوريين الشماليين، ومن اتصالاتهم في هذا البلد والبلدات الحدودية الصينية، ومنشورات بيونغ يانغ.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA= جزيرة ام اند امز