لقاء "بيت السلام".. شارة انطلاق تاريخ جديد بين الكوريتين
اللقاء التاريخي الذي جرى بين رئيسي الكوريتين، في الجزء الجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح، "بدا وديا لأقصى درجة"
"نزع السلاح النووي، والسلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية".. كان هذا هو محور المباحثات التي أجراها الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، ونظيره الشمالي كيم جونج أون، في اللقاء الودي الذي جمع بينهما.
اللقاء التاريخي الذي جرى في بيت السلام، بالجزء الجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل شبه الجزيرة الكورية، ويحدث للمرة الثالثة منذ نهاية الحرب الكورية في العام 1953، بدا وديا لأقصى درجة، ومهّد الطريق لإحلال سلام دائم.
الرئيس الكوري الشمالي تباحث مع نظيره الجنوبي، في "نزع السلاح النووي والسلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية"، بحسب ما أعلن متحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي.
ووفق المتحدث نفسه، فإن الجانبين يعدان بيانا مشتركا سيتم الإعلان عنه حال الانتهاء منه.
"اتفاق جريء"
في بداية القمة، قال الرئيس الكوري الجنوبي لنظيره الشمالي إنه يأمل في التوصل إلى "اتفاق جريء" بينهما.
وأضاف مون جاي-إن: "آمل في أن نُجري محادثات صريحة، وأن نتوصل إلى اتفاق جريء، من أجل أن نُقدّم للشعب الكوري برمته وللناس الذين يريدون السلام، هدية كبيرة".
وعبّر مون في كلمته التي ألقاها في لقاء القمة، عن رغبته في التحدث بشكل كاف اليوم عما لم تتحدث الكوريتان عنه في السنوات العشر الماضية.
ولفت إلى أن مسؤولية كبيرة تقع على كاهله والرئيس كيم، مؤكدا أن قرية الهدنة بانمونجوم تتحول من رمز للانقسام إلى رمز للسلام عند لحظة عبور كيم الخط العسكري الفاصل كأول مرة لزعيم كوري شمالي في تاريخ كوريا.
وأضاف قائلا إنه يتمنى أن يعبر مجددا عن تقديره للزعيم كيم لعقد لقاء القمة بين الكوريتين.
"لا عودة للماضي"
"لقد جئت إلى هنا مصمما على إعطاء إشارة انطلاق، على عتبة تاريخ جديد"، متعهدا بالتحلي بـ"الصراحة والجدية والصدق".. هذا ما أكده رئيس كوريا الشمالية، في القمة التي جمعته مع نظيره الجنوبي.
كيم أشار إلى أن "هناك توقعات كبيرة، إلا أنه في نفس الوقت توجد أيضا وجهات نظر متشككة، حيث إن الكوريتين لم تنفذا اتفاقات سابقة بينهما خلال أكثر من 10 سنوات، الأمر الذي يجعل البعض يشككون في نتائج هذه القمة"،
مستدركًا أن "الكوريتين فعلتا خلال الـ100 يوم الأخيرة فقط ما لم تفعلاه خلال الـ 11 سنة الماضية، وإذا سارتا جنبا إلى جنب مع الإرادة القوية، فسيكون الوضع أفضل من الآن".
وفي كلمته الافتتاحية للجلسة الصباحية قبل الاجتماع الذي جمعهما، قال إن "الأمر استغرق 11 عاما حتى أحضر إلى هذه القمة التاريخية، على الرغم من أن الطريق المؤدي إلى هنا ليس مسدودا بجدران عالية، وكنت أتساءل/ لماذا استغرق المجيء كل هذه السنوات عندما وصلت هنا سيرا على الأقدام؟".
وأضاف: "هناك العديد من الناس يتطلعون لنتيجة جيدة في هذا المنبر التاريخي، غير أنه مهما تكن هناك اتفاقية جيدة أو بيان جيد فبدون التنفيذ يصاب الذين يتطلعون إلى نتائج جيدة بخيبة أمل كبيرة ".
وتابع: "لازمتني مشاعر مختلطة في الطريق إلى هنا الذي تبلغ مسافته حوالي 200 متر، إلا أننا يمكن أن نمضي جيدا لنعوض الـ11 عاما التي أضعناها في الماضي، إذا تقابلنا عدة مرات وتوحدت قلوبنا وتضافرت عزائمنا لنحل قضايانا".
وأكد كيم قائلا: "جئت هنا على استعداد لإطلاق طلقة الانطلاق لكتابة تاريخ جديد لعلاقة الشمال والجنوب القائمة على السلام والازدهار، فلنناقش القضايا التي تهم البلدين هنا اليوم لنصل إلى نتيجة مثمرة، وبهذه المناسبة، لننظر إلى المستقبل لنلبي تطلعات الناس، دون العودة إلى الماضي لتكون فرصة للمضي قدما بتماسك الأيدي نحو المستقبل".
واختتم حديثه قائلا: "أريد أن أقول للرئيس مون جيه-إن وللصحفيين إنني سأجري حوارا طيبا مع الرئيس مون وحوارا ضروريا لتحقيق نتيجة جيدة.