تصعيد كوريا الشمالية.. استعداد للحرب أم لعبة نفسية؟
تصعيد متزايد قامت به كوريا الشمالية مؤخرا مع تكرار العروض العسكرية وهو ما أثار التساؤلات حول الغرض الحقيقي منها.
التساؤلات دارت حول هل ما يحدث هو إشارة لاستعداد بيونغ يانغ للحرب مع جارتها الجنوبية أم أنه لعبة نفسية قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها إن التصرفات الأخيرة لكوريا الشمالية جاءت لتمثل ازدراء أكبر من جانب نظام الزعيم كيم جونغ أون تجاه خصومه في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وأشارت الصحيفة إلى إطلاق بيونغ يانغ مئات من قذائف المدفعية إلى البحر الغربي وما أعقبها من اختبارات لـ"نظام الأسلحة النووية تحت الماء"، كما زعمت كوريا الشمالية أنها اختبرت صاروخًا باليستيًا يعمل بالوقود الصلب برأس حربي تفوق سرعته سرعة الصوت.
وأول أمس الأحد، أشرف كيم على اختبار إطلاق "صاروخ كروز استراتيجي جديد" من غواصة في حين قالت كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء إن عدة صواريخ كروز مجهولة الهوية أُطلقت على البحر قبالة ساحلها الغربي.
ورغم أن تصرفات كوريا الشمالية للتفاخر بتكنولوجيا الصواريخ باتت معتادة، إلا أن الأمر الذي أثار الانزعاج كان تصريحات كيم الأخيرة التي وصف فيها الجارة الجنوبية لبلاده بأنها "العدو الرئيسي"، كما حذر من أن وحدة الكوريتين لم تعد ممكنة وهو ما تزامن مع إلغاء الوكالات الحكومية المسؤولة عن تعزيز الوحدة واختفاء قوس إعادة التوحيد.
وأثار هذا السلوك انقساما بين الخبراء حيث حذر بعضهم من صراع مسلح في شبه الجزيرة الكورية.
ففي تحليل نُشر الشهر الجاري، خلص روبرت كارلين، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، وسيغفريد هيكر، العالم النووي الذي يتمتع بخبرة كبيرة في كوريا الشمالية، إلى أن كيم "اتخذ قراراً استراتيجياً بخوض الحرب".
وحذر التحليل المنشور في موقع "38 نورث" الذي يديره مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، من أن الولايات المتحدة وحلفائها وسوف يدفعون ثمنا باهظا لفشلهم في الاستجابة للإشارات القادمة من بيونغ يانغ.
واعتبر التحليل أن شبه الجزيرة الكورية أقرب إلى الصراع المسلح من أي وقت مضى منذ الحرب الكورية (1950 -1953)، وقال الخبيران "لا نعرف متى أو كيف يعتزم كيم الضغط على الزناد، لكن الخطر يتجاوز بكثير التحذيرات الروتينية".
في المقابل، تثير وجهة النظر البديلة قلقا أقل، وترى أن كيم الذي شجعته العلاقات الوثيقة مع روسيا والصين، يقوم بلعبة مألوفة من الحرب النفسية وذلك بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وانتخابات الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية المقررة في أبريل/نيسان المقبل.
وقال سيدني سيلر، الذي عمل في مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي كضابط استخبارات وطني لكوريا الشمالية حتى العام الماضي، إنه لا يوجد دليل على أن كيم مهتم بصراع أوسع وأضاف "يمكنني أن أطمئن إلى أننا لا نتطلع إلى الحرب.. كوريا الشمالية ليست مستعدة لذلك".
من جانبه، اعتبر السفير الألماني السابق لدى كوريا الشمالية، توماس شيفر، أن كيم يضع عينه على الولايات المتحدة مضيفا أن "التوقيت مرتبط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة".
وقال "لا أعتقد أن بيونغ يانغ تعتقد أن بإمكانها التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكنها تعتقد بالتأكيد أن انتصار الجمهوريين سيمنحها فرصة ثانية لتعزيز أهدافها".
ونفى الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري المتوقع للانتخابات الرئاسية المقبلة، دونالد ترامب، التقارير التي تفيد بأنه في حال عودته للبيت الأبيض سينظر في اتفاق مع "كيم" يسمح لبيونغ يانغ بالاحتفاظ بأسلحتها النووية مع تقديم حوافز مالية لها للحد من قدرتها على الردع.
وفي مقابلة مع وكالة يونهاب للأنباء، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون سيك إن "الانتخابات الأمريكية والكورية الجنوبية ستمنح كوريا الشمالية الفرصة لمحاولة قلب البيئة الاستراتيجية لصالحها من خلال استفزازات شديدة الشدة مثل إطلاق أقمار تجسس صناعية وصواريخ باليستية عابرة للقارات أو إجراء تجربة نووية سابعة".
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز