صحف غربية ترصد انتصار ترامب على خامنئي بلعبة "الصناديق الفارغة"
"نيويورك بوست" عدت عزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي جرت الجمعة انتصارا لترامب على خامنئي
سلطت صحف غربية، اليوم السبت، الضوء على الانتخابات البرلمانية التي شهدتها إيران، الجمعة، وركزت على محاولات نظام طهران دفع الناخبين للتصويت، بعدما عزف الكثيرون عن المشاركة.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن إيران مددت ساعات التصويت في انتخاباتها البرلمانية وسط محاولة المحافظين تأمين نسبة إقبال قوية في وجه انعدام الثقة الشعبية بالداخل وتصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة، خلال تقرير منشور عبر موقعها الإلكتروني، أن المؤسسة المحافظة الإيرانية دفعت من أجل تسجيل نسبة إقبال كبيرة في محاولة لكسب شرعية جديدة في وقت تواجه فيه تحديات العقوبات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن النتائج النهائية من المتوقع الإعلان عنها نهاية الأسبوع، وعلى الأرجح ستمد المرشحين المحافظين بحصة أكبر من الـ290 مقعدا، وذلك بعد حرمان آلاف من مرشحين التيار المعتدل والإصلاحي من الترشح.
وذهبت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية لإعلان مبكر عن اسم الفائز في انتخابات البرلمان، وهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة الأمر بالقول إن المرشد الإيراني علي خامنئي أعلن في وقت سابق أن ذهاب الناس للإدلاء بأصواتهم هو "واجب ديني"، مطالبا بنسبة إقبال مرتفعة لتحقيق انتصار على "الدعاية الأمريكية" التي تسعى وراء "خلق الفرقة بين المؤسسة الحاكمة والشعب".
وقالت الصحيفة: "يبدو أن هذه انتخابات أخرى يفوز فيها الرئيس ترامب"، لكنها رأت أن النظام ربما يعلن غير ذلك، لافتة إلى أن جميع الروايات المستقلة توضح أن نداء خامنئي وغيره من رموز النظام لحث الناخبين على التصويت لم تفلح، مؤكدة أن الإقبال الضعيف بمثابة فشل ذريع للمرشد الإيراني.
وأشارت إلى أن المواطنين الصحفيين غردوا بصور ومقاطع فيديو عبر "تويتر" توضح مراكز الاقتراع وهي خاوية.
أما في صحيفة "الجارديان" البريطانية، فتحدثت عن اللامبالاة وحالة عدم الإقبال التي شهدتها الانتخابات الإيرانية، الجمعة.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه في تمام الساعة الثالثة مساءً، قال رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف إن عدد المصوتين نحو 11 مليونا في هذا الوقت، ما يمثل أقل قليلا عن 20% ممن لهم حق التصويت.
وفي مؤشر على حاجة السلطات الإيراني لمزيد من الوقت لحث الناس على التصويت وتعزيز نسبة الإقبال، أمدت ساعات الاقتراع إلى ساعتين، ثم قالت الحكومة في وقت متأخر من الجمعة إنها ستؤخر الإعلان عن تقديرات النتائج الأولية حتى السبت، بعد تمديد ساعات التصويت مرتين مجددا قبل الإغلاق.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى مزاعم وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بأن تمديد الساعات كان نتيجة الإقبال الكبير، لكن الأرقام الرسمية التي ظهرت في وقت مبكر من هذا اليوم رجحت نسبة إقبال قليلة نسبيا.
وفي طهران، قال مسؤول إن 9.6 مليون شخص يحق لهم التصويت، لكن بحلول فترة الظهيرة كان 700 ألف فقط هم من شاركوا.
كما أوضح الصحفيون الإيرانيون بمراكز الاقتراع أن هذا قد يكون نسبة إقبال قياسي منخفض على التصويت، وانتشرت على "تويتر" صور لمراكز الاقتراع المهجورة.
وفي أحد مناطق شمالي طهران، قالت سيدة تدعى مينا "لا يوجد (نحن) في إيران. هناك فقط (هم)، الحكومة، الـ95%. نحن لا نتواجد كأصوات. لماذا يتعين علينا المشاركة في انتخابات من أجل شيء لن يتغير؟".
أما مريم (35 عاما)، مدربة لياقة بدنية، قالت: "فقدنا حريتنا في التعبير، والتفكير والتصويت. منذ خمسة أعوام وبالمال الذي جنيته كان يمكنني تحمل نفقات عطلة خارج البلاد، لكن الآن هي لا شيء".