لا شيء يشبه الإمارات ، كثيرون لن يستوعبوا الكم الهائل من التفاصيل الحيّة التي تجتمع فيها ، كما لم تجتمع في مكان آخر،
إذ سيصعب عليهم تخيُّل أن تحمل بقعة شرق أوسطية كل هذا القدر من الانفتاح على العالم، واستيعاب أكثر من مئتي جنسية تعيش فيها، دون أدنى درجة من التفرقة بينهم.
والحديث عن الإمارات من خارجها لا يشبه الحديث عنها من الداخل أبداً، فمهما كان حجم ما تسمعه، وما يُقال لك عنها، وما تراه بعينيك في القنوات والصحف، ومهما كثرت زياراتك إليها، فإن هذا كله لا يشبه أن تقيم فيها، وأن تغوص في تفاصيلها اليومية، وأن تعيش الحراك الاقتصادي، والثقافي والاجتماعي في كل ثانية.
وتتباين الآراء حول أسباب تقدم الإمارات عالمياً، هل هي وضوح القوانين وتفصيلها بدقة، أم قوة الإرادة والإدارة ووضوح الرؤية؟ هل هي الحريات الفردية أم رغبة النجاح التي يحملها كل من تطأ قدمه هذه الأرض؟ ولعلها جميع الأسباب الآنفة، إذ لا يأتي النجاح صدفة، ولا يتشكل إلا برؤية مبدعة وعمل متقن يعتمد على أصحاب الكفاءات.
فالإمارات، مقصد البشر من جميع الجهات، يقيمون فيها، ويزورونها من ثقافات متعددة ليحققوا النجاحات المتتالية على أرضها التي احتوت الثقافات واحترمتها، وصنعت معاييرها الخاصة، معتمدة على طموح شاهق، واستعداد دائم لتحويل الأحلام إلى واقع يمكن معايشته، وفي الوقت الذي يُشاهد العالم مذهولاً هذا الواقع الخيالي، يعد أهل العزم مفاجآت جديدة، ونجاحات هدفها الإنسان ورفاهه، مقتفين أثر المستحيل واصلين المنجز بالمنجز من غير انقطاع.
في يومها الوطني، تحتفي الإمارات بمشروعها الحضاري، تحتفل بمنجز فاق جميع التوقعات، تباهي بتحقيق جميع الألقاب من الأول والأطول والأفضل والأسرع والأجمل، ولك أن تنسب إليها ما أردت من صفات التفضيل لتجد ما يوافقها على أرض الواقع، كل ما لم تتخيله وما لا تصدق أنه سيحدث، ستراه عياناً على أرض زايد الخير، وستجد أثره على أبناء الإمارات الذين لم يثنهم اعتياد الإنجاز عن البحث عما يجب أن يُنجز بعيداً عن منافسة أحد إلا أنفسهم.
وفي يومها الوطني تستذكر الإمارات الآباء المؤسسين حكام الإمارات السبع، الذين لبوا دعوة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه-، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد، لينضموا إلى الاتحاد ويبنوا هذه القطعة اللامعة فوق رمال الخليج، بهمة وعزم وطموح عانق السماء ووصل أثره أقصى الفضاء، فكل عام والإمارات وقيادتها وشعبها بألف خير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة