"غرفة يعقوب" بالعربية لأول مرة بمعرض الشارقة للكتاب
رواية "غرفة يعقوب" هي الرواية الثالثة في مسيرة الروائية البريطانية فيرجينيا وولف وكتبتها في عام 1922
تعرض دار العين للنشر في جناحها بمعرض الشارقة للكتاب لأول مرة الترجمة العربية لرواية "غرفة يعقوب" للروائية البريطانية ذائعة الصيت فيرجينيا وولف ومن ترجمة الكاتبة سناء عبدالعزيز .
والرواية هي الثالثة في مسيرة فيرجينيا وولف، وكتبتها في عام 1922 وكانت نشرت قبلها روايتين، هما "رحلة إلى الخارج" عام 1915، و"الليل والنهار" في عام 1919، لكن هذه الرواية التي صنعت شهرتها وحققت النقلة النوعية في مشروعها من حيث اللغة وأسلوب السرد.
ويعتبر الباحثون "غرفة يعقوب" البداية الحقيقية لفرجينيا وولف رغم أن واحدة أخرى من رواياتها الكبرى "عبور المظاهر" أتت زمنياً سباقة على نشرها.
وتعتقد المترجمة التي حازت من قبل جائزة الطيب صالح في الرواية أن كل أعمال فرجينيا وولف الشهيرة خرجت من تقنيات رواية "غرفة يعقوب" وأساليبها السردية، ولعل وولف نفسها كانت تدرك ذلك حين عادت إلى "منوكز هاوس" بعد عشرين عاما وهو المكان الذي كتبت فيها الرواية واختارته موضعا لانتحارها.
وولف كاتبة إنجليزية شهيرة (1882-1941) تصنف من بين رائدات الكتابة النسوية في العالم، كما تعد من رائدات الكتابة عبر "تيار الوعي كطريقة للسرد".
بدأت مسارها الإبداعي مع مجموعة بلومزبري الفنية والأدبية، وكانت من بين مؤسساتها، وعندما تزوجت بليونارد وولف عام 1912، أسست دار نشر هوجارث عام 1917، والتي قامت بنشر معظم أعمالها، وبحلول عام 1910 بدأت وولف تشعر بالحاجة إلى العزلة بعيداً عن لندن، واتخذت مسكناً في مقاطعة ساسكس والذي أصبح فيما بعد مسكنهما الدائم، وتعرضت للكثير من نوبات الانهيار العصبي، ما أدى إلى إدخالها مصحة عقلية بسبب محاولتها الانتحار، وتم تشخيص حالتها بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، والذي لم يعرف له أي علاج وفارقت الحياة منتحرة في النهر بعد أن أثقلت جيوبها بالحجارة.
ومن أشهر أعمالها الروائية السيدة دالواي (1925)، إلى المنارة وأورلاندو (1928). كما اشتهرت أيضا في مجال كتابة المقالات؛ مثل غرفة تخص المرء وحده (1929)، والتي ورد فيها الاقتباس الأشهر لوولف: "إن النساء لكي يكتبن بحاجة إلى دخل ماديّ خاص بهن، وإلى غرفة مستقلّة ينعزلن فيها للكتابة".
ووفقا للمترجمة: "صدرت هذه الرواية لأول مرة وفيرجينيا وولف في الأربعين من عمرها، وهي نابعة من تجربة شخصية، تحكي فيها قصة يعقوب، الفتى الذي يعيش على الهامش، والذي اقتبسته مباشرةً من أخيها الذي مات غرقًا، وهي الطريقة ذاتها التي ستُنهي بها فيرجينيا وولف حياتها فيما بعد".
وعبر الرواية يمكن التعرف على أسلوب فيرجينيا وولف وإرهاصات تيار الوعي إلى جانب حرصها على الاستفادة من أجناس أدبية أخرى، منها الشعر على وجه الخصوص، إلى جانب السينما والرسم والتشكيل والموسيقى.
لا يتوقع قارئ الرواية أن تسير في تتابع زمني منظم، حيث لا تأتي الأحداث مرتبة، فزمن السرد لا يعتمد على التدفق، كما لا يمتد المكان أفقيا أو رأسيا، وإنما تقوم اللعبة كلها على التقاطعات وتفتيت الزمن في حيز ضيق للمكان هو "الغرفة"، التي اتخذتها الكاتبة مكانا للرواية الحافلة بنوبات من القلق الوجودي.
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA= جزيرة ام اند امز