في ذكرى فيرجينيا وولف.. قصص 4 شاعرات أنهين حياتهن بالانتحار
ذكرى انتحار الكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف تجدد محاولات التساؤل والرصد حول الكاتبات اللاتي انتحرن
في 28 مارس من كل عام تحل ذكرى انتحار الكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف، ومعها تتجدد التساؤلات ومحاولات الرصد حول الكاتبات اللاتي انتحرن، خصوصا ما يسجله انتحارهن من مفارقة كفعل عنيف لا يتوافق مع طبيعتهن الأنثوية والشاعرية، وفيما يلي عرض قصص 4 أديبات أنهين حياتهن عن طريق الانتحار بأساليب مختلفة.
أديبات أنهين حياتهن بالانتحار
1- فرجينيا وولف
في 28 مارس/آذار 1941، أنهت الأديبة والشاعرة الإنجليزية فيرجينيا وولف حياتها، تلك الأديبة التي اشتهرت بمقالاتها ومساهماتها في أدب القرن العشرين، خصوصاً في النقد النسوي، وأثرت أعمالها في عدد من المؤلفين مثل مارغريت أتوود، ومايكل كانينجهام، وغبريال غارسيا ماركيز، وما زالت شهرتها إلى الآن كبيرة، فالبطاقات البريدية التي تحمل صورها هي إلى الآن الأكثر مبيعا في معرض اللوحات القومي.
تتم دراسة أعمال وولف في كل أنحاء العالم، وتوجد منظمات تحمل اسمها تحت مسميات "جمعية فيرجينيا وولف"، و"مجتمع فيرجينيا وولف". وتكريماً لوولف أُنشئت صناديق ائتمان مثل صندوق لتشجيع الكُتاب، واعترافا بالأثر الكبير للكثير من أعمالها، مثل "الرحلة من أصل"، و"الليل والنهار" و"غرفة جاكوب" و"السيدة دالواي" و"إلى المنارة" و"أورلاندو".
بعد أن أنهت روايتها "بين الأعمال" التي نشرت بعد وفاتها، أصيبت فيرجينيا بحالة اكتئاب مشابهة للحالة التي أصابتها مسبقا، وزادت حالتها سوءا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتدمير منزلها في لندن، حتى أصبحت عاجزة عن الكتابة، وفي 28 مارس 1941 ارتدت فيرجينيا معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها في نهر أوس القريب من منزلها، ووجدت جثتها في 18 أبريل من العام ذاته، ودفن زوجها رفاتها تحت علم في حديقة مونكس هاوس في رودميل ساسيكس.
2- سيلفيا بلاث
شاعرة وروائية وكاتبة قصة قصيرة أمريكية، كانت تعاني اكتئابا سريريا في معظم فترات حياتها، وماتت منتحرة في عام 1963، وربما كان ذلك سببا في ذيوع صيت ديوانها "أرييل" الذي نشر بعد وفاتها.
ينسب إلى الشاعرة التي بدأت ممارسة الكتابة منذ سن الثامنة تقديم هذا النوع من الشعر الاعترافي، واشتهرت لها مجموعتان منشورتان، هما "العملاق" وغيرها من قصائد، و"أرييل" التي نالت شهرة واسعة، خصوصاً أنها نشرت بعد وفاتها.
حاول الدكتور المعالج لها، وكان صديقا شخصيا أيضا لها، أن يزورها بشكل يومي، خاصة أمام إصرارها على رفض الدخول إلى المستشفى ولكن بدون جدوى، وفي يوم 11 فبراير 1963 كان من المقرر أن تصل الممرضة في الساعة التاسعة صباحا لمساعدة بلاث مع رعاية الأطفال، عند وصولها لم تستطع دخول الشقة، وفي النهاية حصلت على المساعدة من عامل تشارلز لانجريدج. ووجدا جثة بلاث، ماتت أثر التسمم بأول أكسيد الكربون بعد أن حشرت رأسها في الفرن، مع وضع مناشف مبللة تحت الأبواب لتكون حاجزا بين المطبخ وبين غرف أطفالها.
بعد وفاتها فازت بلاث بجائزة بوليتزر للقصائد المجمعة، وبعد ذلك بنحو 40 عاما تحولت قصة حياتها إلى فيلم حمل اسم (سيلفيا) في عام 2003.
3- نيلغون مرمرة
صنفها النقاد بأنها وريثة سيلفيا بلاث في الشرق، وتأثرت الشاعرة التركية نيلغون مرمرة بتجربة الشاعرة الأمريكية وتشابهت معها في بعض الأجزاء، ومن المفارقات العجيبة أن تاريخ ميلاد نيلغون جاء بعد تاريخ انتحار سيلفيا بلاث بيوم واحد.
عملت الشاعرة الراحلة بوكالة إعلانات ومن الطريف أنها تركت العمل بعد أن طلب منها كتابة إعلان جنازة، ثم التحقت بقنصلية تركيا في مصر ولكنها تركت العمل بعد أقل من أسبوع، لتنهمك فيما بعد في كتابة الشعر.
عبّرت الشاعرة الراحلة عن رفضها مؤسسة الزواج وانتقدتها طويلا ولكنها استجابت لضغوط عائلتها وتزوجت سنة 1982 من حبيبها ولكنها كانت ترفض بشدة إنجاب الأطفال، ومن بين مقولاتها الشهيرة في هذا الصدد: "من المؤسف أن يكون الطفل الجديد مجرد جندي آخر في الجيش".
لم تنجب نيلغون طفلا واكتفت بكتابة الشعر الذي تميزت فيه بالمقارنة مع دورها كزوجة.
اشتركت مرمرة مع سيلفيا بلاث أيضا في اهتمام قصائدها بقدرتها على رصد العالم الداخلي للإنسان، وأيضا يعتبر شعرها منتميا إلى الأسلوب الاعترافي، والذي ينقل تفاصيل التجربة الشخصية.
4- أروى صالح
أروى صالح كاتبة وروائية مصرية كانت من أعلام الحركة الطلابية في أوائل السبعينيات في جامعات مصر، تخرجت في كلية آداب جامعة القاهرة، وقدمت كتابات في عدد من الصحف والمجلات الشهيرة، ضاقت بالحياة فانتحرت بإلقاء نفسها من الطابق العاشر في صيف 1997.
ومن أشهر أعمالها "المبتسرون"، وكان هذا الكتاب فجر ضجة كبير حيث نقلت فيه تحليلا لحركة جيلها ووجهت فيه انتقادا لاذعا لنفسها، امتلك الكتاب جرأة وقدرة على التحليل لحركة جيل السبعينيات والذي كان في أوج صعوده في مختلف المجالات، وتخاطب من خلال الكتاب الذي يعتبر سيرة ذاتية للكاتبة الراحلة، وجيل الشباب الجديد، تناولت فيه القضية الوطنية بنوع من المقارنة بين الماضي والحاضر.
صدر بعد وفاتها بعام واحد "سرطان الروح" عن دار النهر في 1998، ويضم خلاصة وافية عن أعمالها غير المنشورة حول الانعزالية والشرود في أحلام اليقظة، بالإضافة إلى ترجمتها كتاب "نقد الحركة النسوانية" لتوني كليف.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز