البحريني فواز الشروقي: قصيدة النثر فشلت وأطالب بدعم الكتاب العرب
الشاعر البحريني فواز الشروقي يروي لـ"العين الإخبارية" رحلته من الشعر إلى الرواية ثم العودة إلى الشعر مجدداً،
يرى الشاعر والروائي البحريني الدكتور فواز الشروقي أن قصيدة النثر صرفت الجمهور عن الشعر، ومن أجل عودته فإن الجمهور يحتاج إلى ضمانات فنية لا تتوافر في أغلب ما ينشر.
والشروقي شاعر وإعلامي بحريني صدر له العديد من المؤلفات، منها ديوانا "أبدية العينين" و"قريبة كنجمة بعيدة كقبلة"، ورواية "الدفنة"، و"ثم حلقت لحيتي" كتاب فكري.
ودعا الشروقي في حوار مع "العين الإخبارية" إلى إنصاف الجيل الجديد من مؤلفي الروايات الخليجية، وتقديم الدعم والرعاية والاهتمام الإعلامي لهم وتسويق أعمالهم في معارض الكتاب والمحافل الثقافية المحلية والعربية.
كيف تقيم حركة الشعر داخل البحرين؟
من وجهة نظري، الحراك الثقافي في التاريخ الحديث للبحرين بدأ شعراً، من خلال تأسيس النوادي الأدبية في بداية القرن الـ20، وعلى مر العقود خرج من البحرين شعراء أفذاذ مثل إبراهيم العريض والشيخ محمد بن عيسى وتقي البحارنة وعبدالرحمن رفيع وغيرهم.
ثم جاءت طفرة السبعينيات مع ظهور قاسم حداد وعلي الشرقاوي وعلوي الهاشمي والحركة الشعرية في البحرين حالياً فهي في انتعاش، بعد فترة ركود طويل.
ويمكن القول إن هناك عودة للشعر العربي فعلاً، وهناك شعراء مميزون يسيرون بخطى ثابتة نحو القمة، كما أن هناك حراكاً ثقافياً في البحرين لا بأس به وإن كان دون المستوى المأمول.
لماذا انتقلت من الشعر إلى الرواية؟
أصدرت ديواني الشعري الأول في 2009 ثم وضعت روايتي الوحيدة في عام 2014، ورجعت بعدها للشعر من خلال ديواني الثاني الصادر في 2019.
أنا لم أغادر الشعر إلى الرواية، ولكني وجدت في صدري ما يجب أن يقال في رواية وقلته، ورجعت مسرعاً للشعر، بيتي الوحيد.
ديوانك "قريبة كنجمة بعيدة كقبلة" يبدو مختلفاً عن بداياتك.
الديوان حصيلة أشعاري خلال السنوات العشر الماضية، اختلف الديوان في مواضيعه وموسيقاه وصوره عن ديواني الأول.
تجربتي في تناول الموضوعات الشعرية اختلفت، انتصرت كثيراً للقصيدة القصيرة بعدما ظلمتها في ديواني الأول، وتعاونت فيه مع الفنانة الشابة سلمى حمدان لتضمين الديوان رسوماً من مخيلتها تناسب موضوعات القصائد، وكانت التجربة بالنسبة لي جميلة وممتعة.
ما رأيك بقصيدة النثر، وماذا قدمت للشعر العربي؟
قصيدة النثر تجربة ثرية جداً، وطروحات المروجين لقصيدة النثر ذكية جداً وهائلة جداً، ولكن بعد عقود على هذه التجربة، يجب أن نعلن أنها فشلت، وهذا لا يقلل من قيمة مروجيها وطارحيها، هذا رأيي الشخصي.
وعلينا أن نتذكر أن جمهور الشعر كان يأتي للقاعات لسماع الشعر، وقصيدة النثر صرفت هذا الجمهور. ومن أجل عودته يحتاج إلى ضمانات، ضمانات ألا يُسمع مثل هذا الشعر مرة أخرى.
هل الشعر العربي يواكب الأزمات بالقدر اللازم؟
ليس مطلوباً من الشعر أن يواكب الأزمات العربية. الشعر ليس نشرة أخبار.
لماذا غابت الحركة النقدية عن مواكبة المنتج الشعري الجديد؟
الشعر الجيد بيئة خصبة للنقاد الجيدين الملمين بالشعر. برجوع الشعر ستنتعش الحركة النقدية.
روايتك "الدفنة"، ما ظروف كتاباتها؟
الرواية هي حصيلة مشاهداتي في السنوات الثلاثين التي قضيتها من حياتي. هي ليست سيرتي الذاتية ولكن سيرة مشاهداتي في هذا العمر. أحسست أن هناك ما لم يستطع أن يبقى في الصدر، فكتبته على هيئة رواية تدور أحداثها بمدينة المحرق حول الشاب سلمان الذي يعيش قصة حب وتتقاطع قصته مع اﻷحداث الكبيرة التي حدثت في البحرين منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى مطلع الألفية الجديدة، وأرصد من خلالها ما حدث من تغييرات في الثقافة البحرينية.
الرواية تطرح قضايا مهمة عدة، ولاقت استحساناً من النقاد.
الرواية رصد للتحول الاجتماعي والثقافي والسياسي للبحرين في هذه الفترة المهمة، إنها تاريخ البشر والناس البسطاء الذين يعيشون على هامش المجتمع، ومن حسن الحظ أن النقاد كتبوا كثيراً عن الرواية.
لم أكتبها من أجل هؤلاء وإنما أردت مخاطبة الناس، وما أسعدني أن النقاد احتفوا بها بشكل لم أتوقعه. رغم أنها تجربتي الروائية الأولى والوحيدة.
ما ردك على ما يثار بشأن انغلاق الأدب البحريني على نفسه؟
نحن في البحرين نعاني غياب دور النشر والتوزيع، ونعيش حالة انغلاق ليس لنا ذنب فيها.