الروائية اليمنية شذا الخطيب: الكتابة ضرورة في زمن الأزمات
شذا الخطيب روائية يمنية تخرجت في جامعة البتراء الأردنية قسم التوجيه والإرشاد وتنقلت بين أكثر من بلد عربي، مثل السعودية والأردن ومصر
قالت الروائية اليمنية شذا الخطيب إن روايتها الجديدة "سنوات الوله" تحمل طابعا سياسيا لكنها تعالج علاقة المواطن العربي المهاجر بوطنه الأم.
وأوضحت في حوارها مع "العين الإخبارية" أن التغييرات التي تمر بها المنطقة تؤكد الحاجة للكتابة، وليست كما يتصور البعض من دوافع التخلي عنها، فهي ضرورة في زمن الأزمات وليست رفاهية.
شذا الخطيب روائية يمنية تنقلت بين أكثر من بلد عربي، عاشت في المملكة العربية السعودية والأردن وحاليا تقيم في القاهرة، تخرجت في جامعة البتراء الأردنية قسم التوجيه والإرشاد، واستطاعت أن توظف تخصصها الأكاديمي في كتاباتها المتعددة عبر تناولها للحالات النفسية والمشاكل الاجتماعية، وشاركت مؤخرًا في ملتقي القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي.
وبدأت الخطيب في احتراف مجال الكتابة عام 2010، فأصدرت منذ عام 2012 عدة إصدارات متنوعة منها القصة الطويلة "ابنة الريح"، ومن الروايات القصيرة "الزنبقة السوداء" و"أوراق رابعة"، والرواية الطويلة "بيت البنفسج"، والمجموعة القصصية "للكبار فقط"، وكان لـ"العين الإخبارية" معها الحوار التالي:
كيف واتتك فكرة آخر رواياتك "سنوات الوله"؟
أحب المادة السياسية وأتابع أخبار العالم، ولأنني يمنية تأثرت كثيرا بما يجري من حروب في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وتابعت منذ الحرب العراقية الإيرانية وحتى الآن، وهذه العوامل أثرت بي وسألت نفسي ما الذي كان يفكر فيه من عاش هذه الظروف، ووضعت نفسي مكانهم وكتبت عنهم، لذلك جاءت "سنوات الوله" وجعلت مسرح أحداثها لندن التي زرتها عام 1991 أي في خضم هذه الأحداث.
بالرجوع إلى ذكريات تجربة بناء ذاتك الأدبية.. ما المنعطف الذي جعل منك كاتبة؟
حلم الكتابة راودني منذ عشقت قراءة الروايات، وبدأت أكتب أحلاما رأيتها، وقبل ذلك كتبت مذكراتي وأنا طفلة صغيرة، ومازلت أحتفظ بالدفتر الصغير إلى الآن.. بعد ذلك دخلت مرحلة المراهقة واتسعت قراءتي ولكن لم أتجرأ إلا على كتابة بعض الخواطر، وكنت أراها أمرا عاديا يمر بها أي مراهق.
وعند دراستي لمادة البلاغة والنقد في المدرسة أعجبتني المادة، خاصة نقد الرواية فعرفت كيف تكتب الروايات التي أقرأها، وكيف يكون البناء الروائي.
وبعد تخرجي من المدرسة شجعني أهلي على أن أدرس الصحافة والإعلام، لكنني شعرت أنني لا أتمتع بالحس الصحفي، فدرست التوجيه والإرشاد، وهو تخصص نادر في الوطن العربي يشمل العلاج السلوكي والمعرفي بأسلوب التوجيه والإرشاد، وقد أسهم هذا التخصص في أن جعلني أتطلع إلى علوم عديدة، وخضت الكثير من التجارب الإنسانية الصعبة التي لن أنساها، مما ساعدني على توسع خيالي أكثر.
كيف تنظرين إلى المشهد الثقافي اليمني حاليًا؟
أنا بعيدة عن المشهد الثقافي اليمني سواء عندما كنت بالسعودية أو الآن بمصر، أظن من يستطيع أن يجيب على هذا السؤال هو من عاش في اليمن، لكن هناك إنتاجات شعرية وروائية وقصصية كبيرة وعملية مستمرة للإنتاج الأدبي، فقط نحتاج إلى دعم حكومي، وهذا صعب في فترة الحرب.
هل تروي "سنوات الوله" أحداث الواقع العربي واليمني بعين الكاتبة والمثقفة؟
نعم هي كذلك، وقد حاولت أن أكون منصفة، وكما قال عنها الغربي عمران "رواية ديمقراطية"، أي أن الشخصيات هم رواة الرواية، فكل شخصية لها دور في تصاعد الرواية عبر ما ترويه من أحداث حدثت معها.
صدر لك من قبل 5 إصدارات متنوعة.. ما تقييمك لها الآن؟
كل ذلك أعتبره بداية وصقلا للتجربة ومحاولة للوصول لأكبر شريحة قارئة، وأعترف أنني تسرعت بنشر بعض الأعمال، لكنني أعود وأقول إنه لا بأس، فالقادم أجمل، وكانت تجربة تعلمت منها الكثير، والآن أنا متمهلة كثيرًا بنشر عملي القادم.
بدأت مسيرتك بكتابة القصة القصيرة، فهل كان ذلك نوعا من التدريب سعيًا لكتابة الرواية؟
لم أبدأ بكتابة القصة القصيرة، بل بدأت بالرواية، لكنني اشتهرت في العالم الافتراضي بأنني أكتب القصة القصيرة، وأنا أعشق الرواية والإسهاب والسرد والوصف وكتابة الحوارات.
ما رأيك في القصة القصيرة جدا التي بدأت تشهد رواجا عربيا؟
الكاتب الجيد يجيد كل شيء، وربما حتى الشعر، لكنه لا يمارسه، وبالعكس أرى أن الرواية الآن تشهد رواجًا عربيًا.
يتساءل البعض عن جدوى الكتابة في زمن السوشيال ميديا.. فماذا تقولين؟
الكتابة تظل هي الكتابة مهما تقدمت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي سرقت الوقت، وفي ظل الأزمات المتلاحقة تتصاعد الحاجة للكتابة كأفق لحياة أفضل، لأنها هي الحقيقة التي تعبر عن مشاعر الإنسان وتجعله يحس بإنسانيته وعاطفته، وأنه ليس مجرد آلة ترسل وتستقبل، لأن الكتابة تعزز خياله وتمنيه أمام جمود هذه الوسائل.