الروائي اليمني علي المقري: الكتابة مصالحة يعقدها الكاتب مع العالم
علي المقري، صحفي وشاعر وروائي، ويعد من أبرز الأسماء البارزة في الرواية اليمنية، وله مكانة مرموقة في الأدب اليمني والعربي المعاصر
أكد الروائي اليمني علي المقري عدم وجود معايير واضحة لترجمة أي عمل أدبي إلى أي لغة أجنبية، موضحا أن الترجمة في الغرب معقدة وتعتمد على معايير قد تكون غير فنية، وأن أغلب ترجمات الأدب العربي تتكدس في المخازن.
وأكد المقري -في حواره مع "العين الإخبارية"، بمناسبة صدور روايته الجديدة "بلاد القائد"، التي تصدر عن دار المتوسط في إيطاليا- أنه يعمل على كل رواية جديدة كأنها أول عمل أدبي يكتبه، لافتا إلى أن روايته الجديدة تدور عن تحولات الأشخاص في زمن التحولات السياسية، نافيا أن تكون رواية سياسية بالمعنى المباشر.
والمقري يعد من أبرز الأسماء البارزة، وله مكانة مرموقة في الأدب اليمني والعربي المعاصر، فهو صحفي وشاعر وروائي، ولد في قرية (حُمَرَة)، مدينة تعز، اليمن.
بدأ كتابة الأدب، وعمل محررا ثقافيا لمنشورات عدة، وله العديد من الإصدارات في مجال الشعر والرواية، ومن مجموعاته الشعرية "نافذة للجسد"، "ترميمات"، "يحدث في النّسيان".
وحقق المقري في رواياته انتشاراً واسعاً على المستويين العربي والعالمي، منها "طعم أسود.. رائحة سوداء"، "اليهودي الحالي"، "حُرمة"، وتم ترجمتها إلى عدة لغات أجنبية، كالفرنسية والإيطالية والإنجليزية والكردية.
في البداية حدثنا عن روايتك الصادرة مؤخرا "بلاد القائد"؟
تدور أحداث الرواية في بلاد صارت تُعرف ببلاد القائد، حين تبدأ مساهمة في كتابة سيرة رئيسها، لتوثيق حياة القائد المُلهم، باعتباره "ليس بمفكر أو عبقري، وإنما الملهم للفكر والعبقرية".
تتسارع الأحداث في الرواية وتنقلب رأسا على عقب، حين يصبح الكل ضد الكل، وترصد تحولات الأشخاص وكشفهم عن هوياتهم الحقيقية.
أنت تقيم حاليا في فرنسا، ما رأيك في الرواية العربية؟ وهل تعتقد أنها وصلت إلى العالمية؟
في الحقيقة هناك روايات عربية قليلة جدا ترجمت وحظيت بقبول الناشرين والقراء في أوروبا والعالم، والقصة تكمن في أن أكثر الترجمات غير متحققة، أي أنها لا تصل ولا تنتشر بشكل واسع، وأغلبها يكون مصيرها المخازن ثم الحرق.
الروايات العربية المترجمة التي تحظى بالانتشار قليلة جدا، وفي رأيي هناك إشكاليات متعددة تتعلق بالترجمة، منها يتعلق بالكتابة الأدبية، كما أن الكتابة النوعية في العالم العربي التي تتواكب مع المنجز الإنساني العام لا تزال قليلة، ومع هذه القلة لا تكتشف الأعمال الأدبية المهمة في العالم العربي.
أيضا هناك إشكالية أن الروايات العربية المترجمة ليست الأفضل، وعند عرضها في لغات أخرى لا تحظى بالأهمية ولا الاهتمام الإعلامي ولا الترويج من قبل الناشرين، ولذلك الناشرون في الغرب ينظرون للرواية العربية باعتبارها رواية غير منتشرة.
هل بات لليمن روايته الخاصة مع تعدد الأسماء الروائية والمواضيع؟
بالتأكيد هناك رواية يمنية كتبت وهناك روايات ما زالت تكتب، والأمر لا يتعلق بي وحدي، ولكن هناك مجموعة من الأدباء يكتبون رغم كل التحولات والأحداث في اليمن، إلا أنهم ما زالوا يكتبون، وأظن أن مكانة الرواية اليمنية لا تختلف عن مكانة الرواية العربية بشكل عام.
هل تتعمد في كتاباتك إثارة الجدل من خلال التطرق إلى مواضيع شائكة؟
في وجهة نظري.. الكاتب غير مجبر على أن ينحاز إلى أي جهة، سواء سياسية أو أيديولوجية، لأن الانحياز هو موت للتفكير ولحرية البحث، خاصة في المجال الأدبي.
لذا أرى مثلا أن أي كاتب يمكنه أن يكون ضد السلطة ولكن من خلال خطاب سياسي، ولكن حين يكتب رواية عن السلطة يجب ألا يكون لديه أحكام مسبقة ضد هذه السلطة، ويجب أن يمنحها مبررات لكل شيء.
حاولت دائما أن أبقى على مسافة من كل السلطات، والكتابة عندي تبحث في إشكاليات ومحن إنسانية وليست مجرد إثارات أو افتعال ضجيج مؤقت.
في رأيك.. ماذا ينقص الروائيون العرب لتقرأ أعمالهم بشكل عالمي؟
أعتقد أنه في السنوات الأخيرة أصبح هناك الكثير من الروايات التي نستطيع أن نقول إنها منجزات فارقة في تاريخ الرواية العربية.
الكاتب العربي يعيش في حالة تختلف عن الكثير من الأدباء في العالم، وتجده يسعى للجوائز ويبحث عنها بأي شكل، ويحاول أن يكيف إنتاجه الأدبي ليحصل عليها، ومن ثم تقيد حريته وتقيد المنجز الأدبي العربي الذي يمكن تقديمه للعالم.
وما رأيك في الجوائز الأدبية؟ وهل يمكن اعتبارها معيارا حقيقيا وصادقا للأعمال الجيدة؟
الجوائز الأدبية مهمة جدا للكاتب، وقد تحفز البعض لمواصلة الكتابة إذا ساعدته من الناحية المادية، مهما كانت مصادرها.
صف لنا الكتابة من وجهة نظرك؟
الكتابة حياة، الكتابة مصالحة يعقدها الكاتب مع العالم ومع الذات الإنسانية، ليعيش حرا ويعبر عن رأيه بحرية، وأن تتصالح مع تراثك المعرفي والإنساني الحر الذي لا يعرف القيود ولا الشروط في عملية الكتابة، باختصار الكاتبة نوع من ترميم الذات وترميم علاقاتنا الإنسانية، وأنا لا أؤمن بحالة المصادمة.
ما الرواية أو العمل الذي تعده عملا استثنائيا في مسيرتك الأدبية؟
أحب معظم رواياتي لأنني اشتغلت عليها بشكل قوي، وكل أعمالي تحظى بنفس المكانة عندي.
aXA6IDEzLjU5LjkyLjI0NyA=
جزيرة ام اند امز