اقرأ "روايات من زمن يوليو".. في الذكرى الـ65 للثورة
بوابة "العين" تسلط الضوء على روايات شهيرة تنبأت بثورة 23 يوليو ووثّقت لها وأخرى انتقدتها بعد ذلك.
تصادف، اليوم الأحد، الذكرى الـ65 لثورة 23 يوليو التي قادها الضباط الأحرار ضد الملك فاروق الأول، وحظيت الثورة بعد ذلك بتأييد شعبي جارف، لتكون واحدة من أهم الثورات في التاريخ الحديث، لما خلفته من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية لافتة.
كان الظرف السياسي السابق لثورة يوليو 1952، في ظل الحكم الملكي لمصر ضاغطًا بالقدر الذي جعل المشروع الأدبي في تلك الفترة مكرسًا لمشاعر الظلم وعدم التحقق الاجتماعي بشكل جعلها محرضة ومتنبأة بوقوع ثورة وشيكة، وما إن قامت ثورة الضباط الأحرار حتى توالت الأعمال الأدبية المحتفية بالثورة مستلهمة في رصدها عوالم اجتماعية مشتبكة اجتماعيًا وسياسيًا، وحتى عاطفيًا لتأتي الثورة في النهاية كمخرج من لمتاهة أو النور الذي في نهاية النفق.
بوابة "العين" الإخبارية تسلط الضوء على 5 روايات من زمن ثورة يوليو.. تنبأت بها أو وثّقت لها وانتقدتها بعد ذلك.
1- في بيتنا رجل
المؤلف: إحسان عبدالقدوس
تدور الرواية في الفترة ما قبل ثورة 23 يوليو، وكانت من الروايات التي يعتبر النقاد أنها جعلت إحسان عبدالقدوس في صفوف الكتاب الأوائل في مصر، وتناولت من خلال شخصية بطلها "إبراهيم حمدي" الظروف السياسية المعقدة التي كانت تمر بها مصر قبل اندلاع الثورة، من خلال حبكة إنسانية ارتبطت بسيرة طالب ثائر يشارك في المظاهرات الطلابية "إبراهيم حمدي"، وبعدما يستشهد صديقه محمود في إحدى المظاهرات، يقرر اغتيال رئيس الوزراء المصري آنذاك لأنه خائن ويتعامل مع الإنجليز، وبعد أن يقبض عليه يعذب في السجن عذابًا شديدًا ما استدعى نقله إلى المستشفى للعلاج. ويتعاطف معه ممرض فيساعده على الفرار، ويلجأ إبراهيم إلى بيت صديقه وزميله في الكلية، محيي زاهر، البعيد كل البعد عن السياسة. وتبدأ الأحداث بالتصاعد دراميًا مع تعاطف أسرة محيي لاستضافة الشاب محيي زاهر الهارب، رغم عزوف الأسرة الكامل عن العمل السياسي اتقاء لأذاه، ما أراد به عبدالقدوس الربط بين الارتباط الشعبي بالحركة الوطنية آنذاك.
الرواية تم تحويلها لفيلم سينمائي لاقى نجاحا مدويا عام 1961، وتم اختياره من أفضل 100 فيلم مصري، كما تم إنتاج مسلسل بالاسم نفسه.
2- رُد قلبي
المؤلف: يوسف السباعي
رواية تعد من أيقونات روايات ثورة يوليو، وتحولت هي الأخرى إلى فيلم شهير حمل الاسم نفسه، وتدور فيها قصة حب في عالم غير متكافئ بين إنجي ابنة الأمير الإقطاعي الكبير، وعلي ابن الحارس الفقير المعدم، الذي مهما بلغ مقامه من مراتب في الدولة يظل في عين أسرتها غير لائق، وتتبدل الأحوال رأسا على عقب بعد اندلاع الثورة، وما تبعها من تبدل في مصير الطبقات الاجتماعية وينتصر القلب في النهاية.
3- غروب وشروق
المؤلف: جمال حماد
تدور أحداثها حول أجواء الفساد السياسي التي كانت تدور قبل ثورة يوليو 1952، من خلال حبكة روائية جعلت عزمي باشا في مرمى حركة المقاومة الوطنية، آنذاك حتى تم تسريب مذكراته الخطيرة، وذلك من خلال قصة معقدة كانت ابنته مديحة طرفا فيها.
الفيلم كما روايات الثورة الشهيرة تم تحويله لفيلم سينمائي ذائع.
4- بداية ونهاية
المؤلف: نجيب محفوظ
تدور أحداثها في ثلاثينيات القرن العشرين، بينما كان المجتمع المصري منقسم إلى طبقة بالغة الثراء، وثانية متوسطة الحال تعتمد على وظائف الحكومة، وثالثة معدومة تمامًا يتحول إليها كل من فقد وظيفته أو عائلته.
من هنا يبدأ نجيب بدايته حين ينقلب حال الأسرة المتوسطة محور الرواية إلى الفقر والعدم بعد وفاة عائلها الأب، ويسلط محفوظ الضوء على الطبقية التي كانت تسود مصر في هذا العصر، وقادت حياة أبطال الرواية إلى الجحيم.
الرواية عجّت بالأقوال المؤلمة التي لخص بها محفوظ حالة الإحباط التي مرّ بها الأبطال، لا سيما في رحلتهم إلى الطموح والستر، من بينها قول أديب نوبل: "لو كنا نقتصد في أحلامنا، أو كنا نستلهم الواقع في خلق هذه الأحلام، لما ذقنا طعم الأسف أو الخيبة".
الرواية تحولت لفيلم سينمائي أضحى واحدة من علامات السينما المصرية.
5- الكرنك
المؤلف: نجيب محفوظ
- رغم أن محفوظ شأنه شأن المثقفين الذين انحازوا للثورة في بدايتها، إلا أنه اتجه لانتقاد مسار الثورة في عدد من أعماله اللاحقة على رأسها رواية "الكرنك" التي تحولت لفيلم سينمائي مُنع من العرض فترة طويلة، وفيها يرصد محفوظ حالة الاستبداد السياسي والفكري الذي انتهجه نظام الحكم المصري في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، من خلال قصة مجموعة من الشباب الجامعي الذي تم اعتقاله دون جريمة بسبب التقائهم في مقهى الكرنك الذي عُرف عنه تجمع بعض المفكرين الذين ينتقدون الثورة.