الطاقة النووية أمام تحدِّ جديد.. هل تنقذ مناخ العالم؟
تضع أزمة الطاقة العالمية ضغطا غير مسبوق على صناعة الطاقة النووية، حيث تزايدت الحاجة لتعزيز أمن الطاقة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
بنفس القدر يحتاج العالم أيضا إلى إزالة الكربون من مزيج الطاقة العالمي مع اقتراب خط اللاعودة للتغير المناخي الكارثي.
مع هذه التطورات المستمرة، بدأت العديد من بلدان العالم إعادة النظر في مواقفها تجاه الطاقة النووية، وهي تقنية مثبتة خالية من الانبعاثات قادرة على إنتاج قدر كبير من الطاقة بشكل موثوق ومستمر.
الاهتمام المتجدد بالطاقة النووية يأتي بعد عقود من الإهمال، وعدم تجديد الأسطول النووي القديم الذي وصل لأقصى حدوده من الإنتاج.
لكن وسط هذا الإهمال تبرز دول مثل الصين وروسيا كنماذج حافظت على الاستثمار في توسيع أساطيلها النووية على مدى العقود القليلة الماضية.
رغم ذلك، لا تزال الولايات المتحدة أكبر منتج نووي في العالم، حيث يوجد 92 مفاعلا نوويا قيد التشغيل، ولكن لديها أيضا أحد أقدم الأساطيل على هذا الكوكب، حيث يبلغ متوسط عمر المفاعلات النووية 42 عاما، وفقا لـ"Oil price".
عادة، يتم إيقاف تشغيل المفاعلات النووية بعد حوالي 40 عاما، ولكن الآن، يدفع المشغلون في جميع أنحاء العالم الأعمار إلى ما يصل إلى 80 عاما.
بحلول نهاية العقد، سيعمل ثلثا المفاعلات النووية العاملة حاليا في العالم في الوقت الضائع.
لكن الأمر الجيد، هو أن إنتاج الطاقة النووية بشكل عام، مصدر آمن للطاقة بشكل ملحوظ، وتساهم في إنقاذ الأرواح، مقارنة بتلك التي تفقد بسبب تلوث الهواء المرتبط بحرق الوقود الأحفوري.
وفي ظل الأزمة المزدوجة للطاقة والمناخ تتجه العديد من كبريات دول العالم إلى الطاقة النووية في انعكاس كبير في مواقف معظم القادة الغربيين، الذين بدؤوا يرسخون لعصر جديد للطاقة النووية.
تتميز الطاقة النووية باستخدام تكنولوجيا أكثر أمانا وأرخص تكلفة في التركيب والتشغيل.
الواقع يؤكد أن العالم على أعتاب حقبة نووية جديدة مع طرح وشيك للمفاعلات المعيارية الصغيرة، حيث تعتبر هذه النماذج خيارا أكثر أمانا وفعالية، حيث يمكن تصنيعها خارج الموقع، ما يسمح بدرجة أكبر بكثير من توحيد الصناعة ووفورات الحجم.