مخترع ليزر "الأتو ثانية" لـ"العين الإخبارية": طورت سرعة الميكروسكوب رباعي الأبعاد.. ولا أعمل للفوز بـ"نوبل"
ما بين "الفيمتو ثانية" و"الأتو ثانية" فارق كبير في السرعة، ولكن القاسم المشترك بينهما أن رائديْ العمل على هذين الزمنين مصريان، وكان أحدهما تلميذا للآخر، مما تسبب في الخلط بينهما.
وانضم الدكتور محمد ثروت حسن، أستاذ الفيزياء بجامعة أريزونا الأمريكية إلى الفريق البحثي الخاص بالعالم المصري الراحل د.أحمد زويل بمعهد كالتك بالولايات المتحدة عام 2013.
قبلها كان يعمل في معهد ماكس بلانك بألمانيا على تطوير زمن "الأتو ثانية"، قبل أن يطلبه الدكتور زويل للعمل معه في معهد كالتك، ليشتركا في تطوير الميكرسكوب رباعي الأبعاد في زمن الفيمتو ثانية، وفي نفس الوقت كان يستمر في العمل على تطوير زمن الأتو ثانية، من خلال فريق بحثي خاص به.
ويقول ثروت: "وصلت مع الدكتور زويل إلى تطوير الميكرسكوب رباعي الأبعاد في زمن الفيمتو ثانية بسرعة تزيد 16 مرة عن بدايات هذا الميكرسكوب الذي فتح بابًا جديدًا في العلوم بات يُعرف بالعلوم فائقة السرعة (Ultrafast Science)".
وبينما بدأ الدكتور ثروت يحقق إنجازات ملموسة في زمن "الأتو ثانية" ظهر هناك لبسا لدى البعض عن العلاقة بين الزمنين، وهو ما يوضحه ثروت بقوله: "بدأت في أبحاث الأتو ثانية في معهد ماكس بلانك بألمانيا قبل الانضمام لفريق الدكتور زويل، ولكن بما أنني كنت المصري الوحيد في فريق الدكتور زويل، أصبح هناك تصور لدى البعض أن أبحاث زمن الأتو ثانية كانت تتم تحت إشراف د.زويل، وهذا ليس صحيحا".
والأتو ثانية تعادل مليار من مليار جزء من الثانية، وهو مدى زمني يسمح برصد حركة الإلكترونيت داخل المادة، وهو ما يختلف عن زمن (الفيمتو ثانية)، وهي مليون مليار جزء من الثانية، بما سمح برصد حركة الجزيئات والذرات داخل المادة.
ويوضح ثروت: "طموحات الدكتور زويل لم تتوقف عند استخدام الليزر في زمن الفيمتو ثانية لمعرفة وقياس حركة الجزيئات في التفاعلات الكيميائية، ولكنه عمل على تصويرها أيضًا عن طريق تطوير الميكروسكوب رباعي الأبعاد ليعمل بسرعة (الفيمتو ثانية)، وبعد أن وصلت إلى تطوير زمن (الأتو ثانية)، أعمل حاليا على تطوير ميكرسكوب في هذا الزمن، ومن المتوقع الوصول لهذا الإنجاز بنهاية هذا العام".
ومن المتوقع أن يفيد زمن الأتو الثانية في العديد من التطبيقات البحثية والعملية، التي تفوق الفيمتو ثانية، مثل التطبيق الأخير الذي سبق ونشرت "العين الإخبارية" بعض تفاصيلة في 6 يناير / كانون الثاني، والمتعلق بتحويل الزجاج من مادة عازلة إلى موصلة للكهرباء، وذلك باستخدام ليزر الأوتو ثانية، والذي مكن ليس فقط من رصد حركة الإلكترونات داخل الزجاج- بل والتحكم في خواصها لتحويل الزجاج من مادة عازلة إلى مادة موصلة للتيار الكهربائي، وهو ما دفع البعض إلى توقع أن يكون الدكتور ثروت مرشحا لجائزة نوبل في السنوات المقبلة، إن لم يكن فائزا بها.
ويقول ثروت عن هذا التوقع: "لا أخفي سرا أن هذا هو حلم أي باحث، ولكن العمل من أجل الجائزة ليس هو الدافع الذي يحركني من أجل الإنجاز، فأنا أسعى لتقديم ما يفيد البشرية، وإن رأى البعض أن هذا جهدا يستحق التقدير، فذلك شيء سيشعرني بالسعادة".
وعن السنوات التي قضاها مع الدكتور زويل وما تعلمه منه خلالها، يقول ثروت: "أهم ما يميز زويل امتلاكه رؤية ثاقبة تجعله ينظر إلى الأمام 10 سنوات، بحيث يستطيع توقع ماذا سيحدث، ولديه قدره على تحويل المستحيل إلى حقيقة، وكان اختراعه للفيمتو ثانية، دليلا على ذلك، فعندما فكر عام 1982 في استخدام الليزر لقياس حركة الجزيئات في التفاعلات الكيميائية، كان ينظر لهذا التوجه وقتها على أنه مستحيل، ولكنه نجح في تحويل المستحيل إلى حقيقة، ونتج عن هذا العمل ثورة في عالم البحث العلمي، أهلته للفوز بجائزة نوبل عام 1999".
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg
جزيرة ام اند امز