استحواذ «إنفيديا» على «غروك» مقابل 20 مليار دولار.. ماذا وراء الصفقة الضخمة؟
وافقت شركة إنفيديا على شراء شركة "غروك" لتصميم شرائح مسرعات الذكاء الاصطناعي عالية الأداء مقابل 20 مليار دولار نقدا.
وذكر تقرير لشبكة سي إن بي سي، الأربعاء، نقلا عن أليكس ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة ديسرابتيف التي قادت أحدث جولة تمويل للشركة الناشئة، إنه على الرغم من أن عملية الاستحواذ تشمل جميع أصول غروك، فإن أعمال الشركة السحابية الناشئة ليست جزءا من الصفقة.
من جهتها، أعلنت "غروك" في مدونة رسمية أن إنفيديا وافقت على ترخيص تكنولوجيا الرقائق الخاصة بها وتوظيف رئيسها التنفيذي، وهو خبير مخضرم سابق في شركة "غوغل" التابعة لـ "ألفابت".
صفقة مألوفة!
وتتبع هذه الصفقة نمطاً بات مألوفاً في السنوات الأخيرة، حيث تدفع كبرى شركات التكنولوجيا في العالم مبالغ طائلة في صفقات مع شركات ناشئة واعدة للاستحواذ على تكنولوجياتها ومواهبها، دون القيام بعملية استحواذ رسمية كاملة على الشركة المستهدفة.
وتتخصص شركة "غروك" فيما يُعرف بـ "الاستنتاج " (Inference)"، وهي المرحلة التي تقوم فيها نماذج الذكاء الاصطناعي (التي تم تدريبها مسبقاً) بالاستجابة لطلبات المستخدمين.
وبينما تهيمن "إنفيديا" على سوق "تدريب" نماذج الذكاء الاصطناعي، فإنها تواجه منافسة أشد في مجال "الاستنتاج" من منافسين تقليديين مثل AMD، بالإضافة إلى شركات ناشئة مثل "غروك" و"سيريبراس سيستمز".
تفاصيل الصفقة
ذكرت "غروك" أن "إنفيديا" وافقت على ترخيص "غير حصري" لتقنياتها. وأضافت أن مؤسسها "جوناثان روس" (الذي ساهم في إطلاق برنامج رقائق الذكاء الاصطناعي في غوغل)، إلى جانب رئيس الشركة "سوني مادرا" وأعضاء آخرين من الفريق الهندسي، سينضمون إلى "إنفيديا".
وأكد مصدر مقرب من "إنفيديا" وجود اتفاقية الترخيص هذه، إلا أن "غروك" لم تكشف عن التفاصيل المالية.
ورغم تقرير شبكة CNBC الذي أفاد بأن "إنفيديا" وافقت على الاستحواذ على "غروك" مقابل 20 مليار دولار نقداً، إلا أن أيّاً من الشركتين لم يعلق على هذا التقرير.
وأوضحت "غروك" أنها ستستمر في العمل كشركة مستقلة بقيادة "سايمون إدواردز" كفريق إداري جديد، مع استمرار أعمالها في الحوسبة السحابية.
التهرب من الرقابة ومكافحة الاحتكار
تتشابه هذه الصفقة مع صفقات حديثة أخرى؛ حيث انتقل كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت عبر صفقة بقيمة 650 مليون دولار وُصفت بأنها "رسوم ترخيص"، كما أنفقت ميتا 15 مليار دولار لتوظيف الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI. وبدورها، استقطبت أمازون مؤسسي شركة Adept AI.
وتخضع هذه الصفقات لرقابة الجهات التنظيمية، رغم عدم إلغاء أي منها حتى الآن.
وكتب المحلل في "برنستاين"، ستيسي راسجون: "يبدو أن مخاطر مكافحة الاحتكار هي الخطر الرئيسي هنا، رغم أن هيكلة الصفقة كترخيص غير حصري قد تبقي على (وهم المنافسة) قائماً، حتى مع انتقال قيادة غروك ومواهبها التقنية إلى إنفيديا". وأضاف أن علاقة "جنسن هوانغ" (الرئيس التنفيذي لإنفيديا) مع إدارة ترامب تبدو من بين الأقوى مقارنة بشركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى.
القيمة السوقية والتميز التقني
تضاعفت قيمة "غروك" لتصل إلى 6.9 مليار دولار في أغسطس/ ىب الماضي، بعد جولة تمويل بلغت 750 مليون دولار.
وتتميز الشركة بكونها لا تستخدم رقائق الذاكرة الخارجية ذات النطاق الترددي العالي (HBM)، مما يحررها من أزمة نقص الذاكرة العالمية.
وتعتمد تقنيتها على نوع من الذاكرة الموجودة على الرقاقة يُسمى SRAM، مما يسرع التفاعل مع روبوتات الدردشة، لكنه يحد من حجم النماذج التي يمكن تشغيلها.
يُذكر أن "جوناثان هوانغ" ركز في خطابه الرئيسي لعام 2025 على أن "إنفيديا" ستتمكن من الحفاظ على ريادتها مع تحول أسواق الذكاء الاصطناعي من مرحلة التدريب إلى مرحلة الاستنتاج.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز