شرائح «إنفيديا» بين السياسة والأمن.. الكونغرس يراجع بوابة الصين
أثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح لشركة إنفيديا بتصدير شرائح H200 المتقدمة إلى الصين جدلاً واسعاً داخل الكونغرس.
ويحذر البعض من أن الخطوة قد تقوّض التفوق الاستراتيجي للولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وطرح جون مولينار، الجمهوري عن ولاية ميشيغان ورئيس لجنة الصين في مجلس النواب، تساؤلات حول المعلومات التي استندت إليها الحكومة لتبرير السماح بتصدير هذه الشرائح، مؤكداً أن شركة هواوي الصينية لم تحقق تقدماً يوازي شرائح إنفيديا المتطورة كما يُزعم.
وفي رسالة إلى وزير التجارة هوارد لوتنيك، قال مولينار إن هواوي حاولت تجاوز القيود الأمريكية على التكنولوجيا من خلال ربط عدد أكبر من الشرائح الأقل قدرة لتحقيق أداء يشبه شرائح إنفيديا، مضيفاً أن بيع شرائح متقدمة للصين يعرض التفوق الاستراتيجي الذي حققه ترامب خلال ولايته الأولى للخطر.
ضغوط من إنفيديا
وجاء القرار وسط حملة ضغط من إنفيديا، حيث أكد الرئيس التنفيذي للشركة جنسن هوانغ أن هواوي حققت تقدماً كبيراً في تطوير شرائحها، ما يجعل من غير المنطقي تقييد قدرة الشركة الأمريكية على المنافسة في السوق الصينية. لكن منتقدي إنفيديا يرون أن الشركة بالغت في تقدير مستوى الشرائح الصينية ضمن جهودها للضغط السياسي والتجاري.
وأشار مولينار إلى أن الشرائح الرائدة لهواوي، مثل 910C، كانت تُصنع في تايوان بواسطة شركة TSMC، وهو أمر محظور حالياً بعد أن اعتبرت وزارة التجارة أن إنتاجها انتهك القوانين الأمريكية. وأضاف أن التصميم الجديد للشرائح 910D، المزمع تصنيعه محلياً في الصين، أقل تقدماً، مما يعكس أن التصنيع المحلي لم يصل بعد إلى مستوى الشرائح السابقة. كما أشار إلى أن شركة DeepSeek، الرائدة الصينية في الذكاء الاصطناعي، اضطرت للاعتماد على شرائح إنفيديا المهربة لمواصلة تدريب نماذجها.
اقتراح بتجميد مؤقت لتراخيص التصدير
وفي خطوة تشريعية متصلة، قدم ستة نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون يحظر منح تراخيص تصدير H200 إلى الصين لمدة 30 شهراً، ويشمل المشروع نواباً بارزين مثل توم كوتون وديف ماكروميك.
من جهتها، دافعت إنفيديا عن القرار، مشيرة إلى أن منتقديها سبق أن أطلقوا حججاً مشابهة بخصوص شريحة H20 الأقل قدرة، وأن حظر المبيعات السابق أتاح للمنافسين الأجانب النمو في السوق الصينية. وأكدت الشركة أن السماح بالتصدير يخلق فرصاً تجارية كبيرة للولايات المتحدة ويعزز الوظائف المحلية.
ويبقى الصراع بين مصالح الأمن القومي والفرص التجارية محور النقاش، وسط قلق نواب أمريكيين من أن بيع الشرائح المتقدمة قد يمنح بكين دفعة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي العسكرية.