موجة صفقات.. هل يتفادى عمالقة التكنولوجيا رسوم ترامب؟

يتصدر كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا موجة من الصفقات غير المسبوقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي الأيام القليلة الماضية، أكد البيت الأبيض السماح لشركتي تصنيع رقائق أمريكيتين، هما إنفيديا وأدفانسد مايكرو ديفايسز، ببيع رقائق متطورة للصين.
وفي غضون ذلك، أعلن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، مؤخراً عن خطط لزيادة التزام الشركة بالاستثمار في الولايات المتحدة إلى 600 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة.
وقد اعتبرت هذه الخطوة على نطاق واسع محاولةً لإبعاد عملاق التكنولوجيا عن دائرة ترامب بشأن الرسوم الجمركية، ويبدو أنها نجحت حتى الآن.
وبشكل عام، يقول المحللون إن الصفقات التي تجريها شركات التقنيات العملاقة مع إدارة ترامب، تُظهر مدى أهمية حصول أكبر شركات العالم على بعض الإعفاءات الجمركية.
وصرح باولو بيسكاتور، محلل التكنولوجيا في شركة PP Foresight، لشبكة CNBC، "إن موجة الصفقات هذه هي محاولة لتخفيف الرسوم الجمركية".
وأضاف بيسكاتور، "تأثرت جميع شركات التكنولوجيا الكبرى سلبًا، بشكل أو بآخر، بالرسوم الجمركية، ولا يمكنها تحمل دفع ملايين الدولارات كرسوم إضافية ستؤثر سلبًا على أرباحها، كما يتضح من الأرباح الفصلية الأخيرة".
وفي حين أن العقبة الرئيسية تكمن في تفاصيل هذه الاتفاقيات، قال بيسكاتور إن قيادة شركة أبل للاستثمار في الولايات المتحدة من خلال تسريع استثماراتها سيؤدي على الأرجح إلى "تأثير الدومينو" في هذه الصناعة.
ومن جانبها، لطالما اعتبرت شركة أبل من بين شركات التكنولوجيا الكبرى الأكثر تأثرا بالتوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات أشباه الموصلات والرقائق، مع استثناء الشركات التي تصنع منتجاتها في الولايات المتحدة.
وتعد أبل، التي تعتمد على مئات الرقائق المختلفة في أجهزتها، والتي تكبدت تكاليف جمركية بقيمة 800 مليون دولار في الربع المنتهي في يونيو/حزيران، من بين الشركات المعفاة من الرسوم الجمركية المقترحة.
نهج مباشر
وأثارت اتفاقية Nvidia و AMD مع إدارة ترامب جدلاً حاداً حول التأثير المحتمل على أعمال شركتي الرقائق العملاقتين، وما إذا كانت الحكومة الأمريكية ستسعى إلى إبرام اتفاقيات مماثلة مع شركات أخرى.
ووصف بعض الاستراتيجيين هذه الاتفاقية بأنها "ابتزاز"، بينما أشار آخرون إلى أنها قد تكون غير دستورية، وشبهوها بضريبة على الصادرات.
وصرحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، بأن مشروعية وآليات ضريبة التصدير البالغة 15% على شركتي Nvidia وAMD "لا تزال قيد الدراسة".
كما ألمحت إلى إمكانية توسيع نطاق هذه الصفقات لتشمل شركات أخرى في المستقبل.
ووصف راي وانغ، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة كونستليشن ريسيرش، صفقة نفيديا وAMD لدفع 15% من عائدات مبيعات الرقائق في الصين للحكومة الأمريكية بأنها "غريبة".
وفي حديثه لشبكة CNBC، قال وانغ إن "الغريب حقًا" هو استمرار بعض الشكوك حول ما إذا كانت هذه الرقائق تمثل مشكلة أمن قومي.
وقال وانغ، "إذا كانت الإجابة لا، فلا بأس، الحكومة تأخذ نصيبًا منها".
وأضاف، "لقد قرر كل من جنسن هوانغ من نفيديا وليزا سو من AMD أنه لدينا طريقة لإيصال رقائقنا إلى الصين، وربما يكون هناك شيء إيجابي من ذلك".
مخاوف المستثمرين
وفي حين رحّب المستثمرون في البداية بالصفقة باعتبارها إيجابية بشكل عام لكل من إنفيديا وAMD، اللتين استعادتا إمكانية الوصول إلى السوق الصينية، قال وانغ إن البعض في هذا القطاع سيظل قلقًا.
قال وانغ،"لذا، أعتقد أن مصدر القلق الحقيقي، أنه لا يزال أمامنا رسوم جمركية إضافية وصفقات تجارية قادمة من مفاوضات الصين".
وبالنظر إلى المستقبل، قال دان نايلز، مؤسس ومدير محفظة نايلز لإدارة الاستثمارات، إن السؤال المطروح أمام المستثمرين هو، هل يعد نهج إدارة ترامب "المباشر" إيجابيًا أم سلبيًا للشركات الأمريكية؟.
وقال نايلز لشبكة "سي إن بي سي"، "أعتقد أن الأمر يختلف تمامًا من شركة لأخرى، لذا، فهو بالتأكيد أمر آخذه في الاعتبار، الأهم بالنسبة لي هو، هل هناك استقرار في السياسة؟، هل تطبق سياسةً في أسبوع ثم تتغير في الأسبوع التالي؟"
وأضاف، "في الوقت الحالي، هذا ما يقلقني أكثر".