نصائح فرنسية روسية لأرمينيا لتجاوز عاصفة "قره باغ" السياسية
دعت فرنسا جميع الأطراف في أرمينيا إلى الحوار حفاظا على الديمقراطية في بلد يعاني حاليا من أزمة سياسية، فيما شاركتها روسيا الدعوة ذاتها.
وناشد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة، أنصار رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ومعارضيه بدء"حوار" من أجل الحفاظ على "الديمقراطية" في بلد غارق في أزمة سياسية بعد هزيمته أمام أذربيجان في نزاع إقليم ناغورني قره باغ.
وقال لودريان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا: "تأمل فرنسا في أن يقام حوار في هذا البلد بالاعتماد على شرعية الرئيس أرمين سركيسيان ورئيس الوزراء.. يجب أن تصمد أطر الديمقراطية الأرمينية".
وفي السياق ذاته، دعت الرئاسة الروسية "الكرملين" أرمينيا للالتزام بالاتفاقيات مع أذربيجان بشأن إقليم قره باغ على الرغم من الوضع السياسي الذي تشهده حاليا.
وطالب رئيس وزراء أرمينيا الجيش بأن يؤدي مهمته والدفاع عن البلاد، وقال إن الشعب لن يسمح بحدوث انقلاب عسكري.
وقال مخاطبا أنصاره في تجمع حاشد بعدما دعاه الجيش إلى الاستقالة، في وقت سابق، إن مسألة تنحية لا يقررها سوى الشعب لأنه هو الذي انتخبه.
وتعيش أرمينيا على وقع أحداث متسارعة بدأت بمطلب للجيش بتنحي الحكومة وما أعقبه من رد رئيس الوزراء بوصف ما جرى بأنه "انقلاب عسكري".
وتعود القصة إلى الثلاثاء الماضي عندما أقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مساعدا للجنرال أونيك غاسباريان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش.
تلك الخطوة أججت العلاقة ما بين الحكومة والجيش، ما دفع هيئة الأركان إلى المطالبة باستقالة رئيس الوزراء، معتبرين أنه "لم يعد قادرا على اتخاذ القرارات الضرورية".
ليرد باشينيان على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك قائلا: "أعتبر أن بيان هيئة الأركان هو محاولة انقلاب عسكري".
وأضاف "أدعو جميع أنصارنا إلى التجمع في ساحة الجمهورية" في يريفان، وهو ما حدث بالفعل حيث تقدمهم هو شخصيا.
وبعد ذلك استخدم باشينيان شبكة التواصل الاجتماعي هذه التي يفضلها، ليعلن بشكل مباشر إقالة الجنرال أونيك غاسباريان رئيس هيئة الأركان العامة.
ومباشرة بعد هذه الأحداث، أعلنت روسيا أنها تشعر بالقلق إزاء الوضع في أرمينيا الحليف التقليدي لها، مؤكدة أنها تتابع الوضع هناك وطالبت الجميع بالهدوء.
وحتى الخميس، لم يتضح ما إذا كان الجيش مستعدا لاستخدام القوة لدعم البيان الذي أصدره، أم أن مطالبته باستقالة رئيس الوزراء كانت مجرد دعوة شفوية.
وموقف الجيش لم يكن الأول الذي يدعو رئيس الوزراء الأرميني إلى الاستقالة، حيث لا يزال باشينيان يواجه ضغوطا من المعارضة التي تطالبه بترك منصبه منذ ما يعتبرونه "الهزيمة العسكرية" لأرمينيا أمام أذربيجان في خريف 2020 في نزاع إقليم ناغورني قره باغ.