نيويورك تايمز: الثروات المعدنية تغري ترامب للبقاء في أفغانستان
الثروات المعدنية الأفغانية تغري الإدارة الأمريكية بإبقاء التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان
يبحث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أسباب لبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان مع إدارته، بعد حرب دامت لأكثر من 16 عاماً.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن ترامب وجد مراده الذي عجز خلفاؤه عن التوصل إليه، وهو الاحتياطي الضخم للمعادن الكامن في جبال أفغانستان.
- الخارجية الأمريكية تلغي منصب مبعوث أفغانستان وباكستان
- ترامب يمنح البنتاجون سلطة تحديد حجم قواته في أفغانستان
وناقش الرئيس الأمريكي ترامب مع نظيره الأفغاني أشرف غني، سبل استغلال الشركات الأمريكية للموارد المعدنية الأفغانية، في 22 مارس/آذار الماضي، وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي ظل متشككاً في العرض الأفغاني، إلا أن غني قام بطرح فكرة الموارد المعدنية كذريعة لبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان، طبقاً للصحيفة.
ولاستكشاف الفرص المحتملة من تلك الثروة، أعلن البيت الأبيض عن عزمه إرسال وفد إلى أفغانستان للقاء المسؤولين هناك، إلا أنه في خضم تزايد النقاش حول السياسة الأمريكية في أفغانستان، قامت واشنطن بترتيب لقاء بين 3 من أبرز مساعدي ترامب مع مايكل سلفر، أحد أكبر مديري مشروعات استخراج المعادن في الولايات المتحدة ومدير شركة أميريكان إليمينتس للمعادن، والذي أكد أن فرص العثور على معادن نادرة وثمينة عالية جداً في الأراضي الأفغانية، وأن استخراج تلك الموارد سيسهم في تعزيز صناعة التكنولوجيا المتطورة الأمريكية.
ويبحث ستيفن فاينبيرج، أحد المليارديرات في قطاع شركات الأمن، طرقاً لاستغلال موارد أفغانستان المعدنية، وذلك بعد أن التقى الرئيس الأمريكي للحديث حول هذا الأمر، حيث يمتلك شركة داين كورب إنترناشونال والتي قد تلعب دوراً كبيراً في تأمين مناجم المعادن إذا ما وافق الرئيس الأمريكي على البدء في إرسال الشركات الأمريكية إلى أفغانستان.
إلا أن تقارير على الأرض تشير إلى وقوع العديد من تلك المناجم تحت سيطرة تنظيم طالبان، والتي تقع معظمها في الجبال، ولم تقم الإدارات الأمريكية السابقة بإزالة الخطر الذي قد يواجه تلك الشركات إذا ما بدأت بعملية التنقيب، ففي 2010 تم تقدير الثروة المعدنية في أفغانستان بما يعادل تريليون دولار، إلا أن هذا الرقم أثار اهتمام إدارة ترامب بالأخص عن الإدارات الأمريكية الأخرى.
وبدأ البحث عن ثروة أفغانستان المعدنية منذ 2006، حيث قامت إدارة جورج بوش الابن بعمل عمليات مسح جوي مكثف لرصد الموارد المعدنية في أفغانستان، وقامت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بتأسيس فريق لبناء قطاع التنقيب في أفغانستان خلال إدارة أوباما، إلا أن تلك المحاولات فشلت بسبب تفشي الفساد والوضع الأمني غير المستقر بالإضافة إلى عدم وجود طرق ممهدة وجسور وسكك حديد لنقل المعادن.
ويقول لوريل ميلر، كبير المحللين في مؤسسة راند الأمريكي للأبحاث والممثل السابق للخارجية الأمريكية لشؤون أفغانستان وباكستان، إنه من الخطير استعمال التنقيب عن المعادن كسبب لنشر قوات إضافية في أفغانستان، حيث إن هناك عدة أسباب أمنية ولوجستية تمنع عمل شركات التنقيب الأمريكية هناك، بالإضافة إلى أن هذا الإعلان قد يغذي شكوك الأفغان حول نوايا الولايات المتحدة تجاه بلادهم.
إلا أن عقلية الرئيس ترامب التجارية، كونه رجل أعمال في الأساس، ترى في أفغانستان صفقة رابحة لكل من البلدين، حيث قال مسؤولون في البيت الأبيض، إن دخول الشركات الأمريكية إلى أفغانستان سيعزز الاقتصاد الأفغاني وسيولد فرص عمل للأمريكيين وسيعطي الولايات المتحدة موطئ قدم كبير في سوق المعادن النادرة والنفيسة التي تتصدرها الصين.
وتستثمر الصين حالياً أكثر من 3 مليارات دولار في صورة عقود لبناء مناجم للنحاس تبعد عن العاصمة الأفغانية كابل مسافة 25 كيلومتراً، وأكد ترامب أنه لن يرسل الشركات والقوات الأمريكية لمجرد مشاهدة الصين تستحوذ على الثروات المعدنية لأفغانستان، والتي تستعمل لتصنيع رقاقات الحاسوب والمنتجات الإلكترونية الأخرى.
وبالرغم من أن حديث ترامب حول أفغانستان منذ انتخابه كان ضئيلاً، إلا أنه أوضح سياسته المقبلة نحو أفغانستان بالقول "هناك مثل قديم يقول تذهب الغنائم إلى المنتصر، هل تتذكرونه؟".
وسيقود نائب الرئيس الأمريكي مايكل بنس، اجتماعاً موسعاً لمجلس الأمن القومي الأمريكي، الأربعاء، لمناقشة السياسة التي ستعتمدها إدارة ترامب في أفغانستان، سواء العسكرية والتي سيشرف عليها الجنرال ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أو التجارية والتي يبدو أن ترامب سيشرف عليها بنفسه.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز