«o1».. رهان «أوبن إيه آي» لريادة عالم الذكاء الاصطناعي
بعد إحداثها طفرة في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر برنامج «ChatGPT»، تطمح شركة «OpenAI» إلى الريادة المطلقة عبر نموذجها الجديد «Strawberry» الذي يحمل اسما رسميا «o1».
الشركة الأمريكية التي أصبحت من أبرز اللاعبين الرئيسيين والمؤثرين في قطاع الذكاء الاصطناعي، تبني آمالا كبيرة على نموذجها الجديد وهو ما عزز سعيها إلى الحصول على تمويل جديد.
وقد كشفت وكالة «بلومبرغ» للأنباء في تقرير لها بتاريخ 11 سبتمبر/أيلول الجاري أن «أوبن إيه آي OpenAI» تجري محادثات لجمع تمويل جديد كجزء من تقييمها الأخير بقيمة 150 مليار دولار، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها كواحدة من أكبر الشركات الناشئة في العالم.
وتسعى الشركة لجمع 6.5 مليار دولار من المستثمرين، إلى جانب 5 مليارات دولار عبر تسهيلات ائتمانية من البنوك.
وسيزيد هذا التمويل من قيمة الشركة بنسبة 74% مقارنة بالتقييم السابق البالغ 86 مليار دولار الذي حصلت عليه في وقت سابق من هذا العام.
وتأتي هذه الخطوة في ظل الاهتمام الكبير الذي تجذبُه OpenAI في قطاع الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بعد النجاح الهائل لنموذج ChatGPT الذي جعل الشركة واحدة من أبرز اللاعبين في المجال.
وتأتي التقارير الجديدة بعد أسبوعين تقريباً من تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية يكشف عن اهتمام كبير من عمالقة التقنية أبل وإنفيديا ومايكروسوفت لتصدر قائمة المستثمرين المساهمين في دورة استثمارية جديدة في OpenAI.
وقد يكون اهتمام أبل بالاستثمار بشكل أكبر في OpenAI منطقياً، خاصة بعد إعلان عملاق الآيفون شراكته مع شركة الذكاء الاصطناعي الرائدة من خلال تقديم منصة ChatGPT كجزء من مزايا الذكاء الاصطناعي Apple Intelligence على أجهزة أبل الذكية في يونيو/حزيران، التي ستبدأ في الوصول لعموم المستخدمين بداية من أكتوبر/تشرين الأول المقبل على iOS 18 مع هواتف آيفون 16 الجديدة وآيفون 15 برو وآيفون 15 برو ماكس، إلى جانب جميع أجهزة آيباد وماك العاملة بمعالجات أبل بداية من شريحة معالج M1 والأحدث من ذلك.
- خوارزمية تعظيم التمكين.. الروبوت «صانع ومتخذ قرار» دون الحاجة لبشر
- «جي42» تطلق نموذج اللغة الكبير للغة الهندية «ناندا»
«Strawberry».. نموذج الاستدلال الأسرع من البشر
ويُعرف نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد «Strawberry» أو «o1»، بكونه الأول في سلسلة من نماذج "الاستدلال" المخطط إطلاقها التي تم تدريبها للإجابة على أسئلة أكثر تعقيدا، وبسرعة أكبر من قدرة الإنسان، حسب موقع "ذي فيرج The verge".
«o1» عبارة عن مجموعة من النماذج يتوفر اثنان منها في "شات جي بي تي" ومن خلال «إيه بي آي» التابع للشركة وهما: «o1 Preview» و«ميني» وهو نموذج أصغر وأقل تكلفة من الإصدار الأساسي يهدف لإنشاء التعليمات البرمجية.
وقد تم تدريب "o1" للإجابة على أسئلة أكثر تعقيدًا ويمكنها أداء بعض المهام المنطقية الشبيهة بما يقوم به الإنسان، وذلك في إطار سعي «أوبن إيه آي» للحفاظ على صدارة السوق المزدحمة بالمنافسين.
وأوضحت الشركة التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو أن «o1» مصمم للتفكير لوقت أطول قبل الرد على استفسارات المستخدم، وأنه كنموذج أولي لا يحوي العديد من المزايا التي تجعل «شات جي بي تي» مفيدا مثل تصفح الإنترنت للحصول على المعلومات أو معالجة الملفات والصور، لكنه يمثل تقدمًا كبيرًا بالنسبة لمهام التفكير المعقدة.
وتختلف تجربة استخدام «o1» عما يتوقعه الناس من «شات جي بي تي»، فقبل الاستجابة لمطالب المستخدم سيتوقف البرنامج لبضع ثوان للتفكير في عدة أمور ذات صلة ثم يخلص لما يبدو أفضل إجابة، وهي تقنية تعرف بسلسلة الأفكار.
وتستغرق النماذج الجديدة وقتا أطول لتحليل الاستفسارات، ما يجعلها أكثر تكلفة من نماذج "جي بي تي" لكنها أكثر اتساقا وتطورا في استجاباتها.
وذكر جيري توورك رئيس الأبحاث لدى «أوبن إيه آي» أن تدريب «o1» يختلف بشكل جوهري عن النماذج السابقة، إذ تم تدريبه باستخدام خوارزمية تحسين جديدة تماما ومجموعة بيانات مصممة خصيصًا له.
وأوضحت الشركة أنها دربت تلك النماذج على استغراق المزيد من الوقت في التفكير في المشكلات قبل الاستجابة، مثل البشر ويمكنها تحسين عملية التفكير من خلال التدريب وتجربة استراتيجيات مختلفة، والتعرف على الأخطاء.
وذكر بابلو أريدوندو نائب الرئيس لدى «تومسون رويترز» الذي أتيحت له فرصة اختبار النموذج أن «o1» أفضل من نماذج «أوبن إيه آي» السابقة في أشياء مثل تحليل المذكرات القانونية، لكنه أبطأ، إذ يستغرق أكثر من 10 ثوان للإجابة على بعض الأسئلة.
مقارنة بين «o1» و«GPT-4o»
يقوم «o1» بعمل أفضل في كتابة التعليمات البرمجية وحل المشكلات متعددة الخطوات مقارنة بالنماذج السابقة، لكنه أكثر تكلفة وأبطأ في الاستخدام من «GPT-4o».
وفقا لمعايير «أوبن إيه آي» على الأقل، فإن «o1» يتفوق في مهاراته المتعددة للغات، خاصة في لغات مثل العربية والكورية.
وفي امتحان تأهيلي للأولمبياد الدولي للرياضيات «آي إم أو» قام «o1» بتقديم إجابات صحيحة بنسبة 83%، مقارنة مع 13% فقط لـ«شات جي بي تي-4 أو».
كما نجح «o1» بشكل جيد في لغز الكلمات المتقاطعة الصعب، حيث أجاب على كافة الإجابات بشكل صحيح.
وأوضحت «أوبن إيه آي» أن الشيء الرئيسي الذي يميز هذا لنموذج الجديد عن «جي بي تي -4 أو» هو قدرته على معالجة المشكلات المعقدة مثل الترميز والرياضيات بشكل أفضل مع شرح منطقها أيضًا.
وقالت الشركة إن التحديث التالي لهذا النموذج سيعمل بصورة مشابهة لطلاب الدكتوراه في أداء مهام معيارية صعبة في الفيزياء والكيمياء والأحياء.
ويمكن لمستخدمي «شات جي بي تي بلاس» و«شات جي بي تي تيم» الوصول إلى كل من «o1 preview» و«ميني» بدءًا من 12 سبتمبر/أيلول 2024.
وستكون حدود المعدل الأسبوعي 30 رسالة بالنسبة لنموذج «برفيو» و50 بالنسبة لنموذج «ميني»، وتعمل الشركة على زيادة معدلات الاستخدام، وإمكانية اختيار «شات جي بي تي» للنموذج المناسب لطلب المستخدم تلقائيًا دون الاضطرار لتحديده يدويًا.
وتخطط الشركة الأمريكية لإتاحة الوصول إلى «ميني» لكافة المستخدمين المجانيين لـ«شات جي بي تي» لكنها لم تحدد تاريخا ذلك.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز