الكشف عن نص رسالة أوباما لترامب قبل تنصيبه
أثناء لحظاته الأخيرة في المكتب البيضاوي، كتب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رسالة بخط يده إلى خليفته دونالد ترامب.
أثناء لحظاته الأخيرة في المكتب البيضاوي، كتب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رسالة بخط يده إلى خليفته دونالد ترامب.
شبكة "سي إن إن" الأمريكية حصلت حصرياً على محتوى هذه الرسالة، التي تعتبر التواصل المباشر الأخير بين الرئيسين الـ44 والـ45 للولايات المتحدة. وفيما يلي نص الرسالة:
"العزيز السيد الرئيس،
تهانينا لفوزك في هذا السباق المذهل. علّق الملايين آمالهم عليك، وعلينا جميعاً، بغض النظر عن الحزب الذي ننتمي إليه، أن نأمل في مزيد من الازدهار والأمن خلال فترة ولايتك.
إنه منصب فريد بدون مخطط واضح للنجاح، لذلك لا أعرف ما إذا كانت ستساعدك أية نصيحة مني، ومع ذلك، اسمح لي أن أقدم لك بعض آرائي من منطلق الـ8 سنوات الماضية.
أولاً: كلانا أنعم الله عليه بطرق مختلفة. ليس جميع الأشخاص محظوطين. الأمر يعود إلينا في القيام بكل شيء يمكننا القيام به لبناء مزيد من سلالم النجاح لكل طفل وعائلة ترغب في العمل الجاد.
ثانياً: القيادة الأمريكية ضرورية جداً في هذا العالم. الأمر يعود إلينا من خلال الإجراءات والقدوة، للإبقاء على النظام الدولي الذي توسع بثبات منذ نهاية الحرب الباردة، والذي عليه تعتمد ثروتنا وأمننا الخاصين.
ثالثاً: نشغل هذا المنصب لفترة مؤقتة فقط. ما يجعلنا أوصياء على تلك المؤسسات والتقاليد الديمقراطية - مثل حكم القانون وفصل السلطات والحماية المتكافئة والحريات المدنية، التي حارب أسلافنا ونزفوا من أجلها. بعيداً عن سياسات الشد والجذب اليومية، الأمر يعود إلينا فيما يتعلق بترك تلك الأدوات الخاصة بديمقراطيتنا على الأقل بنفس قدر القوة التي توصلنا إليها بها.
وأخيراً، خصص وقتاً في ظل زحام الأحداث والمسؤوليات، لعائلتك وأصدقائك. سيساعدونك في اللحظات الصعبة الحتمية.
نتمنى أنا وميشيل لك وميلانا الأفضل بينما تتسلم زمام هذه المغامرة العظيمة، واعلم جيداً أننا على أتم الاستعداد للمساعدة بأي طريقة يمكننا بها القيام بذلك.
حظ سعيد وبالتوفيق
باراك أوباما
"سي إن إن" علقت على الرسالة المكونة من 275 كلمة التي كشف محتواها بعد 7 شهور من تولي ترامب الرئاسة الأمريكية، بقولها إنها تعكس رغبة رئيس منتهية ولايته في غرس المسؤوليات الواسعة والمعايير الغامضة لمنصبه.
وأشارت إلى أنه عندما قام أوباما بكتابة هذه الرسالة، لم يكشف عن محتواها لأي شخص ولا حتى إلى مساعديه المقربين. لكن منذ أن تسلمها ترامب، ويعرضها على زواره في المكتب البيضاوي أو في مقره الخاص بالبيت الأبيض. لافتة إلى أنها حصلت على نسخة من الرسالة من شخص أطلعه ترامب عليها.
وقالت "سي إن إن" إن ترامب حاول الاتصال هاتفياً بأوباما فور قراءته للرسالة يوم تنصيبه، للتعبير عن امتنانه، حسبما نقلت عن أحد المسؤولين الحاليين في البيت الأبيض وأحد مساعدي أوباما السابقين. لكن الرئيس الأمريكي السابق كان مسافراً إلى كاليفورنيا مع عائلاته ولم يتمكن من تلقي الاتصال.
وعندما حاول أحد مساعدي أوباما إعادة الاتصال بالبيت الأبيض، قال موظفو الرئيس الجديد إن ترامب أراد فقط شكر أوباما على الرسالة. لكنهما لم يتواصلا بصورة مباشرة منذ ذلك الحين.
وعلق ترامب على الرسالة في مقابلة مع شبكة إي بي سي، بعد أسبوع من توليه الرئاسة، قائلاً: "كانت طويلة. كانت معقدة. كانت رصينة". وأثناء المقابلة، عرض الرئيس الأمريكي الرسالة على المذيعين دون أن يقرأها بصوت عال.
وبكتابته إلى ترامب، استكمل أوباما تقليداً ممتداً منذ فترة طويلة من قبل الرؤساء السابقين. وتلقى هو ذاته رسالة بخط اليد من الرئيس جورج دابليو بوش في يوم تنصيبه، قدم له فيها المشورة فيما يتعلق بالأيام الغامضة التي تنتظره.
وقبل ذلك بـ8 سنوات، كتب بيل كلينتون إلى بوش رسالة متفائلة أيضاً في عام 2000. وكتب جورج بوش الأب في 1992 رسالة بخط اليد أيضاً إلى كلينتون قال له فيها إن نجاحه الآن نجاح للدولة.
لكن رسالة أوباما إلى خليفته كانت ضعف رسائل الرؤساء السابقين من حيث الطول، وتضمنت نصائح أكثر تحديداً.