"أجسام مجهولة" في سماء أمريكا.. غموض يتراكم بمدار "التنين"
أجسام غريبة تحلق بالمجال الجوي لأمريكا الشمالية تراكم الشكوك والضبابية حول علاقتها بمناطيد صينية قالت واشنطن إنها "تجسسية".
وعاشت أمريكا، السبت والأحد المنقضيين، نهاية أسبوع محمومة بالنسبة للطائرات المقاتلة؛ حيث أسقط الجيش الأمريكي جسما يحلق على ارتفاع عال آخر فوق بحيرة هورون، بحسب وزارة الدفاع (البنتاغون).
وقبلها بيوم، أسقط الجيش جسما مجهولا آخر فوق شمالي كندا، لتكون بذلك المرة الثالثة خلال أسبوع التي تسقط فيها المقاتلات الأمريكية أجساما في المجال الجوي لأمريكا الشمالية.
ويوم الجمعة، أسقطت طائرة أمريكية من طراز "إف-22" جسما مجهولا آخر فوق ألاسكا، وفي نهاية الأسبوع الماضي، أسقطت طائرات "إف-22" منطاد مراقبة زعمت واشنطن أنه صيني، قبالة ساحل كارولينا الشمالية.
ويمثل ذلك كل المعلومات المعروفة بشكل قاطع، واستعرضت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير لها بعض الأمور المجهولة والمعروفة في هذا الشأن.
الصين بريئة حتى تثبت إدانتها
لا يوجد مؤشر حتى هذه اللحظة بشأن ما إذا كانت الأجسام المجهولة مرتبطة بمنطاد المراقبة الصيني.
وأمس الإثنين، قال المدير السابق للعمليات بقيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية (نوراد)، سكوت كلانسي، إنه لا يعتقد أن الصين وراء الأجسام المجهولة التي أسقطت خلال الأيام الأخيرة، موضحا أنها قد تكون "اقترانا لنشاط خاص من قبل خصومنا لاختبار الأنظمة".
فيما أشارت مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الدفاع الداخلي ميليسا دالتون للصحفيين، إلى أنه تم إسقاط تلك الأجسام "كإجراء احترازي".
وقالت دالتون إن الأجسام ذات الارتفاعات العالية يمكن أن تستخدمها مجموعة من الشركات والدول والمؤسسات البحثية "لأغراض ليست خبيثة، بما في ذلك الأبحاث المشروعة".
ولفتت إلى أن "منطاد التجسس من جمهورية الصين الشعبية كان مختلفا بالطبع من حيث أننا عرفنا بالضبط ما هو. هذه الأجسام الأخيرة لا تشكل تهديدا عسكريا متحركا، لكن مسارها بالقرب من مواقع حساسة تابعة لوزارة الدفاع، والارتفاع الذي كانت تحلق عليه، قد يشكلان خطرا على الطيران المدني وبالتالي أثار المخاوف".
جميعها مناطيد!
لا يزال الأمر غير واضح. وخلال مؤتمر صحفي، الإثنين، قدم البيت الأبيض تفصيلا مؤكدا واحدا يكمن في أن تلك الأجسام لا تأتي من الفضاء الخارجي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: "فقط أردت التأكد من تناول الأمر من البيت الأبيض: أعلم أنه كانت هناك تساؤلات ومخاوف بشأن ذلك، لكن لا مؤشر لكائنات فضائية أو نشاط من خارج الأرض مرتبط بتلك الأجسام التي تم إسقاطها مؤخرا".
وقال مسؤول أمريكي لـ"سي إن إن" إنه كان هناك حذر داخل إدارة الرئيس جو بايدن بشأن مواصفات الأجسام المجهولة التي تم إسقاطها فوق ألاسكا وكندا بسبب الظروف التي تمت مشاهدة الأجسام فيها.
لكن كان هناك ما لا يقل عن مسؤولين رفيعي المستوى، أشارا إلى المناطيد، حيث قال زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشاك شومر لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية، إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أطلعه على أن الجسم الذي تم إسقاطه فوق كندا من المرجح أنه كان منطادا – وكذلك الجسم الذي تم إسقاطه فوق ألاسكا، الجمعة.
كما أورد رئيس هيئة أركان الدفاع في القوات المسلحة الكندية، الجنرال واين إير، إشارة إلى "منطاد" عندما تحدث عن التوجيهات التي تم إعطاؤها للفريق الذي عمل على إسقاط الجسم.
وقالت مذكرة للبنتاغون، أُرسلت إلى المشرعين وحصلت عليها "سي إن إن"، إن الجسم الذي تم إسقاطه فوق كندا بدا أنه "منطاد معدني صغير مع شحنة مربوطة أسفله"، مشيرة إلى أن الجسم عبر قرب "مواقع حساسة أمريكية" قبل إسقاطه.
سر التوقيت
مصادر مطلعة قالت لـ"سي إن إن" إن طريقة مجتمع الاستخبارات لتتبع أسطول بالونات المراقبة الصيني لم تكتشف سوى خلال العام الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن تلك النتائج مكنت واشنطن من تطوير آلية تقنية متسقة للمرة الأولى، والتي استخدموها لتتبع البالونات في الوقت الفعلي تقريبا بشتى أنحاء العالم.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الأمر يبدو وكأن القارة تنهال عليها الأجسام الطائرة في الوقت الراهن، لكن يرجع هذا جزئيا إلى تعديل الجيش إعدادات الرادار الخاصة به لرصد الأجزاء الصغيرة والبطيئة بشكل أفضل.
ويساعد الكشف عن أن مجتمع الاستخبارات طور طريقة موثوقة العام الماضي فقط لتتبع أسطول البالونات الصيني يساعد في تفسير لماذا زعم المسؤولون في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أنهم لم يكونوا على دراية بعمليات التحليق المزعومة فوق الأراضي الأمريكية خلال فترة رئاسته.
المراقبة الصينية
في حين يظل الأمر غير واضح، لكن ظهرت، منذ انتشار الأخبار الأسبوع الماضي بشأن المنطاد الصيني الذي كان يحلق فوق الأجواء الأمريكية، تفاصيل جديدة عما يفهم الآن أنه عملية مراقبة عالمية للجيش الصيني، جيش التحرير الشعبي.
ويوم الخميس، أعرب المسؤولون عن اعتقادهم أن مناطيد التجسس التي اكتشفتها الولايات المتحدة هي جزء من أسطول ضخم يجري عمليات مراقبة بشتى أنحاء العالم. وتتبعت الولايات المتحدة المناطيد إلى 40 دولة عبر القارات الخمس.
وبحسب "سي إن إن"، يريد المشرعون في كابيتول هيل الحصول على أجوبة. وسيتلقى جميع أعضاء مجلس الشيوخ إحاطة سرية، الأربعاء، بشأن الصين.
aXA6IDMuMTM3LjE3Ni4yMTMg جزيرة ام اند امز