بشكل تدريجي تكتمل الخطة الإسرائيلية بعملياتها التوسعية العسكرية واحتلال غزة بشكل كامل.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرّر توسيع رقعة العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي إلى درجة احتلال القطاع بالكامل، هذه الخطة القديمة التي تم إحياؤها من جديد بسبب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 المشؤومة التي أصبحت طوقاً من نار وعار يحيط بحركة "حماس".
هذا الاحتلال المرفوض من كافة الدول العربية والإسلامية والغربية جرى الإعداد له بشكل متدرج خلال الشهور الـ20 الماضية، وهذا ما نستنتجه من خلال جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الأرض والبشر، وآخرها المجاعة الإنسانية لسكان قطاع غزة، متجاهلاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية بدون اكتراث لوجود أكثر من مليون و400 ألف مدني.
كل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات شنيعة بحق الشعب الفلسطيني، يتعارض مع الخطة الدولية والعربية والإسلامية ومع قرار محكمة العدل الدولية بضرورة إنهاء إسرائيل احتلالها في أقرب وقت ممكن، ومع تحقيق حل الدولتين المتفق عليه وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
تحولت هذه المأساة الإنسانية إلى كارثة تاريخية في عصرنا الحديث، كاشفةً عن عجز المجتمع الدولي عن حماية هذا الشعب الأعزل من الآلة الإسرائيلية التي لا ترحم، وعن المخطط الجديد لإعادة تشكيل الجغرافيا الديموغرافية لهذا المشروع الغاصب في منطقة الشرق الأوسط، وكأن اللعنة المشؤومة لا تريد الخروج من فلسطين ليبقى قدرها المحتوم، وتصبح هناك نكبة جديدة تضاف في السجلات الدولية وتكون ضمن جداول أعمال المناقشات الجانبية في اجتماعات الأمم المتحدة.
هذا المشهد يعيد للأذهان ما كتبه الصحفي الإسرائيلي حجاي هوبرمان، في كتابه "جذور في الرمال"، بأنه "يريد المهر من دون العروس"، أي يريد الأراضي من دون السكّان! هذا الحلم الذي لم يمت، وبات حلم الحكومة الإسرائيلية الحالية ورئيسها، وهو ما تتمناه إسرائيل منذ عام 1948، ويتجدّد الآن: تحقيق الهيمنة الكاملة من النهر إلى البحر، وإنهاء كل ما يتعلق بوجود خطط عن حل الدولتين وسد الطريق على أي محاولة للحل الذي تسعى إليه كافة المبادرات العربية والإسلامية والدولية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة