شركة بريطانية تواصل البحث عن الطائرة الأكثر غموضًا في التاريخ
بعد تسع سنوات على اختفاء "إم إتش 370"، تعود Ocean Infinity لاستئناف البحث باستخدام أسطول روبوتي متطور وتقنيات بحرية حديثة.
تستأنف شركة أوشن إنفينتي الإنجليزية البحث عن الطائرة الأكثر غموضًا في تاريخ الطيران المدني بعد أكثر من تسع سنوات على اختفائها. وتعد هذه المحاولة الثالثة للشركة بعد تجربتين سابقتين في 2018 وأوائل 2025. وتنطلق عمليات البحث يوم 30 ديسمبر/كانون الأول، وستستمر لمدة 55 يومًا غير متتالية على مدار 18 شهرًا، مع التركيز على الفترة بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان حيث تسمح الظروف الجوية بإجراء العمليات البحرية.
وقد خصصت الحكومة الماليزية مكافأة مالية قدرها 70 مليون دولار أمريكي (ما يعادل 60 مليون يورو) لمن يعثر على الطائرة، في حين لا توجد مكافأة في حال لم يتم العثور عليها.
أسطول الشركة وتكنولوجيا الاستكشاف
أسس ممول إنجليزي بلا خبرة بحرية شركة أوشن إنفينتي قبل أقل من عقد، لكنها طورت أسطولًا من السفن شبه المستقلة والطائرات بدون طيار تحت الماء مجهزة بأحدث التقنيات لاستكشاف أعماق البحار، وفق ما ذكرته صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية.
وفي منتصف ديسمبر/كانون الثاني، استلمت الشركة أحدث سفن أسطولها "أرمادا"، الذي يضم ثماني سفن بطول 78 مترًا وست سفن بطول 86 مترًا، جميعها شبه مستقلة بحيث يكتفي طاقم السفن الصغيرة بـ16 شخصًا فقط، أي ثلث الطاقم المعتاد للسفن من نفس الحجم. وأكد خبراء بحريون أن أوشن إنفينتي تدفع حدود التكنولوجيا باستمرار، وقد تصبح السفن آلية بالكامل دون طاقم بشري بحلول عام 2030.
الأسطول الروبوتي والطائرات الدرون
تمكنت الشركة خلال أقل من ثلاث سنوات من تجهيز أسطول مكون من 14 سفينة روبوتية، ما خفّض بشكل كبير تكاليف الطواقم البشرية. إلى جانب ذلك، تمتلك الشركة نحو 20 طائرة مسيرة تحت الماء من طراز Hugin 6000، قادرة على العمل حتى عمق 6000 متر، وصُنعت بواسطة الشركة النرويجية "كونغسبرغ"، وتكلف كل وحدة حوالي 10 ملايين يورو، وتتميز بقدرتها على جمع بيانات دقيقة من أعماق المحيطات.
يبقى السؤال الأبرز: هل سيتوجه خبراء أوشن إنفينتي إلى المكان الصحيح؟ وفق خبراء مستقلين، تمتلك الشركة الوسائل والتقنيات اللازمة، لكن الغموض المحيط بموقع حطام "إم إتش 370" يجعل المهمة معقدة للغاية. كما تواجه العملية تحديات طبيعية تتعلق بالظروف الجوية والمحيطية، بالإضافة إلى صعوبة التنسيق بين تقنيات البحث المختلفة لضمان تغطية شاملة للمناطق المحتملة.
مع انطلاق المهمة في نهاية ديسمبر/كانون الأول، يراقب العالم هذه المحاولة الثالثة بعناية، باعتبارها واحدة من أكبر عمليات البحث البحرية في التاريخ الحديث. الأسطول شبه المستقل والتقنيات الحديثة تجعل من هذه المهمة اختبارًا حقيقيًا لحدود التكنولوجيا البحرية، وقد تحمل المفاجأة الأخيرة التي تكشف أسرار الطائرة المفقودة منذ عام 2014.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز