"ماذا لو تبخرت كل مياه المحيطات على الأرض؟" سؤال يشغل الكثيرين مع تصاعد الاهتمام بقضايا التغير المناخي في العالم.
ربما يظن كثيرون أن الأمر مستحيل الوقوع لكنّه ليس كذلك حيث يتوقع علماء حدوث ذلك بعد مليار سنة، وأن ذلك سيؤدي إلى كوارث متلاحقة منها احتراق الأرض واختفاء الثلوج والأمطار والسحب، واختفاء الحياة النباتية والحيوانية قبل أن تفنى البشرية كلها.
ويغطي ماء المحيطات ما يقرب من 71٪ من سطح الأرض، وتحتوي المحيطات على 97% من مياه الأرض، وبالتالي مع اختفاء جميع المحيطات سيكون هناك بعض المياه المتاحة في الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية وحتى أغطية الجليد في القطبين وأعالي قمم الجبال، لكن لن تكون كافية لتعويض فقدان المحيطات.
وتتحكم المحيطات في المناخ فهي تمتص حرارة الشمس وتوزعها بالتساوي حول الكوكب بحيث لا تتعرض أي منطقة للحرارة أو البرودة الزائدة، وتحافظ المحيطات على دورة المياه حول الكوكب إذ تتبخر مياهها وتتحول إلى السحب ثم تهطل في صورة أمطار على الأرض.
في السيناريو المفزع لن تكون الأرض قادرة على حفظ كل هذا البخار في الجو، وهذا يعني أن اختفاء المحيطات سيترك الكوكب صحراء قاحلة مشتعلة، كما أن الكائنات البحرية ستكون أولى الضحايا ومع عدم وجود محيطات لامتصاص الحرارة من الشمس ستتحول الأرض إلى كوكب الزهرة الذي يعيش في ظل حرارة تبلغ 460 درجة مئوية.
وبعد تبخر مياه المحيطات ستختفي نسبة الـ 3% من المياه المتبقية على الكوكب في أيام دون أي تعويض من المطر، وهذا الأمر سيترك البشرية تموت من الجفاف.
الحيوانات سوف تنقرض دون ماء وبعدها النباتات وبعد أسابيع ستتخلى الغابات عن المقاومة، وستتحول القارة القطبية الجنوبية إلى أرض قاحلة تبرزها سلاسل الجبال والأودية الضخمة.
النبأ الصادم أن درجات حرارة المحيطات حالياً في أعلى مستوياتها منذ أن بدأت القياسات الدقيقة في منتصف القرن العشرين، وبفضل التغير المناخي الذي يحدثه الإنسان ستزداد الأمور سوءاً في السنوات المقبلة، إذ أنه بلا محيطات سينتشر ثاني أكسيد الكربون في الجو، رافعاً بذلك الحرارة إلى درجات قياسية.
وسيؤدي التغير في درجة الحرارة إلى تأثيرات متعاقبة غير مسبوقة، بما في ذلك ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر وموجات الحر البحرية وتحمض المحيطات، وتؤدي هذه التغيرات في نهاية المطاف إلى إحداث تأثير دائم على التنوع البيولوجي البحري وحياة وسبل عيش المجتمعات الساحلية وخارجها.