أكتوبر في الإمارات.. حراك ثقافي ومبادرات رائدة وإنجازات واعدة
فعاليات ومبادرات وإنجازات بالجملة شهدتها الإمارات خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تعزز مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والإبداع والمعرفة.
وشهدت الأيام المنقضية من الشهر الذي يختتم أيامه اليوم الجمعة، تطورات مهمة على صعيد افتتاح 4 متاحف في البلاد، إضافة إلى إطلاق مبادرات ملهمة لصون لغة الضاد، وتنشيط حركة الترجمة ودعم صناعة النشر، وحفظ التراث، وتشجيع ثقافة التطوع.
كما استضافت الإمارات فعاليات ثقافية مهمة، كان أبرزها الدورة الثانية لقمة دبي الدولية للمكتبات والنشر 2025، ومنتدى الإعلام الإماراتي في نسخته العاشرة، والدورة الثانية من معرض الفجيرة لكتاب الطفل.
4 متاحف
افتتاح متحف العين
في إنجاز ثقافي مهم، تم خلال الشهر الجاري، افتتاح متحف العين بعد عملية تطوير شاملة لترميم المبنى التاريخي حفاظاً على قيمته الثقافية والأثرية.
ويعد مشروع تطوير وترميم المتحف إعادة لتعريفه كمنارة للمعرفة والتواصل الإنساني، مع المحافظة على جذوره العريقة، ويأتي هذا التطوير ليشمل الهوية المعمارية والمحتوى المتحفي، مستخدما أحدث التقنيات لتقديم قصة العين الثرية والممتدة عبر آلاف السنين.

إطلاق متحف دبي للفنون
أيضا شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إعلان متحف دبي للفنون "DUMA" الذي تشيده مجموعة "الفطيم"، ليكون صرحاً معمارياً وثقافياً يضاف إلى الأيقونات الساحرة التي تميز المشهد الحضاري في إمارة دبي.
ويُتوقع أن يشكل متحف دبي للفنون "DUMA" منصة عالمية للفنانين الناشئين والموهوبين ومصدر إلهام للزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يقدمه من تجارب فنية وإنسانية آسرة، تعزز الروابط الثقافية وتفتح آفاقاً جديدة للنمو الشخصي والتبادل المعرفي.

متحف "زايد الوطني" و"التاريخ الطبيعي"
أيضًا تم خلال الشهر الجاري الكشف عن موعد افتتاح متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، الذي يعد أكبر متحف من نوعه في المنطقة، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في إنجاز يعقبه افتتاح متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، يوم 3 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ويقع متحف زايد الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي في قلب المنطقة الثقافية في السعديات في أبوظبي، أحد أكبر تجمُّعات المؤسسات الثقافية في العالم، لتعزز مكانة الإمارات كمنارة عالمية للمعرفة والإبداع والتبادل الثقافي.
وتعد المتاحف منبرا للثقافة والعلم والفن على مر العصور وهي وسيلة من وسائل الاتصال التعليمية والثقافية التي تقدم للزائر خبرة وفيرة من المعلومات والأفكار بجانب القيم العلمية والفنية والجمالية، إضافة إلى كونها لغة عالمية للتواصل بين الشعوب لا تحتاج لترجمة بل يمكنها التعبير عن الشعب وتاريخه بوضوح.
وتساعد المتاحف الباحثين على فهم التاريخ والحفاظ على التراث الوطني والإنساني بجانب تعزيز مكانة الهوية الثقافية لكل أمة لأنها تحمل صفحات مهمة من التاريخ القديم والتي تجسد حضارة كل شعب ودوره في الحضارة الإنسانية عبر العصور.
يجسد اهتمام الإمارات بالمتاحف حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على توثيق الإرث التاريخي للإمارات وحماية وصون الهوية الثقافية والتراث العريق والحفاظ عليهما ونقلهما إلى أجيال المستقبل.

إطلاق "دارة آل مكتوم"
على صعيد ذي صلة، شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، 26 أكتوبر/تشرين الأول حفل إطلاق "دارة آل مكتوم"، التي يشرف عليها المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وتهدف الدارة إلى توثيق الإرث الحضاري المادي والشفاهي لحكام إمارة دبي والأسرة الحاكمة وحفظه للأجيال القادمة، وإنشاء أرشيف خاص بحكام دبي، وسيرهم الذاتية ومقتنياتهم وإسهاماتهم الأدبية والفكرية، وتوثيق دورهم التاريخي والقيادي في تحويل الإمارة إلى مركز حضاري واقتصادي عالمي حديث ومتطور.
كما تهدف الدارة إلى تعميم ونشر الإرث الفكري الإنساني والحضاري لحكام الإمارة عبر مختلف الوسائل الإعلامية.
الترجمة وصون لغة الضاد
على صعيد المبادرات الملهمة لصون لغة الضاد، وتنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى والعكس، تم إطلاق عدة مبادرات من أبرزها، إطلاق مركز أبوظبي للغة العربية، مبادرة "من كلمة إلى العالم" الهادفة إلى ترجمة نخبة من الأعمال الإماراتية والعربية إلى أبرز اللغات العالمية.
وتعتمد المبادرة على الإرث الثقافي الذي أسسه مشروع "كلمة" للترجمة، منذ انطلاقته في العام 2007، والذي أسهم في إثراء المكتبة العربية بمئات العناوين المترجمة من مختلف لغات العالم.
وتسعى المبادرة إلى تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، في هذه المرحلة الجديدة، بهدف إيصال التنوّع الإبداعي في الثقافة العربية إلى القرّاء الدوليين.
كما أعلنت مكتبة محمد بن راشد عن إطلاق ذراعها المؤسسية للنشر والترجمة من مختلف اللغات العالمية إلى اللغة العربية، في مشروع يهدف إلى تعزيز المحتوى العربي وتوسيع آفاق المعرفة.

جوائز تحدي القراءة العربي
على صعيد ذي صلة بمبادراتها الساعية لصون لغة الضاد، وتشجيع القراءة، كرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أصحاب المراكز الأولى في فئات تحدي القراءة العربي، خلال الحفل الختامي للدورة التاسعة الذي جرى في مركز دبي التجاري العالمي، حيث توَّج التوأم بيسان وبيلسان كوكة من تونس بطلتين لتحدي القراءة العربي 2025 من بين أكثر من 32 مليون طالب وطالبة من 50 دولة مثلوا 132112 مدرسة وتحت إشراف 161004 مشرفين ومشرفات شاركوا في تصفيات الدورة التاسعة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم.
ونال التوأمان بيسان وبيلسان كوكة، جائزة بقيمة نصف مليون درهم، بعد استحقاقهما المركز الأول في المرحلة النهائية التي جرت في دبي وضمت أبطال الدول العربية المشاركة في التصفيات، فيما أحرز الطالب محمد جاسم إبراهيم من البحرين المركز الثاني وجائزة بقيمة 100 ألف درهم، فيما ذهب المركز الثالث إلى الطالبة مريم محمد شامخ من موريتانيا وحصلت على جائزة بقيمة 70 ألف درهم.
كما كرّم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الحفل الختامي، سحر مصباح من مصر بعد نيلها لقب "المُشرفة المتميّزة".
ويسعى التحدي الذي تنظِّمه مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، إلى ترسيخ حب المعرفة والقراءة والاطلاع لدى الأجيال الجديدة وتزويدهم بالمعرفة الضرورية، للمساهمة في بناء مستقبل أفضل وصقل قدراتهم وشخصياتهم.

جائزة "محمد بن راشد للغة العربية"
وتحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كرّمت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، الفائزين بـ"جائزة محمد بن راشد للغة العربية" التي تنظمها مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وضمن الدورة التاسعة للجائزة.
يأتي التكريم تأكيداً لالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة بمكانة اللغة العربية مرتكزاً للهوية والثقافة، وتجسيداً لرؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تمكين اللغة العربية وتوسيع آفاق استخدامها محلياً وعالمياً.
وتُخصّص الجائزة جوائز مالية بقيمة إجمالية تصل إلى 2.8 مليون درهم إماراتي ، توزَّع على الفائزين في مختلف المحاور، بهدف تحفيز الابتكار وتعزيز التنافسية في مشاريع تخدم اللغة العربية.

ثقافة التطوع
وفي مبادرة رائدة لترسيخ ثقافة العمل التطوعي، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "منظومة التطوع والمشاركة المجتمعية"، لترسيخ العطاء المجتمعي، ودعم مؤسسات النفع العام بمختلف تنوعاتها وأشكالها لتعزيز مساهمتها في التنمية المستدامة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "أطلقنا في قصر الوطن منظومة الإمارات للتطوع والمشاركة المجتمعية والتي تتضمن إستراتيجية شاملة للتطوع الوطني لتصل قاعدة المتطوعين 600 ألف متطوع وإطلاق منصة متكاملة لهم ودعم القطاع الثالث ومؤسسات النفع العام لتزيد 30% خلال الفترة المقبلة عبر بوابة موحدة لخدماتهم وإجراءاتهم وحاضنات لأعمالهم وصندوق بقيمة 100 مليون درهم لدعم مؤسساتهم".
وأكد: "هدفنا تمكين التطوع وتعزيز مشاركة المجتمع وترسيخ ومأسسة الخير في بلادنا وإيصال رسالة للجميع بأن الإمارات دولة اقتصاد ونماء، ودولة خير وعطاء تبني بيد، وتعطي بيدها الأخرى ترفع البنيان، وتعلي الإنسان".
وتتضمن المنظومة 8 مبادرات إستراتيجية تحت مظلة وزارة تمكين المجتمع، تنفذ عبر مسارين متكاملين بهدف ترسيخ ثقافة العمل التطوعي في الدولة، وتمكين مؤسسات النفع العام.
ويأتي إطلاق المنظومة وما تتضمنه من مبادرات تزامناً مع عام المجتمع، وانسجاماً مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز التلاحم المجتمعي، وتوسيع نطاق العمل التطوعي، ودعم مؤسسات النفع العام كممكن رئيسي في التنمية المجتمعية المستدامة، بهدف إحداث نقلات نوعية تسهم في رفع مساهمة القطاع المجتمعي، وتعزيز مكانة دولة الإمارات ضمن أفضل المؤشرات العالمية في مجالات العطاء والتنمية المستدامة.
فعاليات ثقافية

قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر
أيضا استضافت الإمارات خلال الشهر الجاري، فعاليات ثقافية مهمة، حيث انطلقت في مكتبة محمد بن راشد، الدورة الثانية لقمة دبي الدولية للمكتبات والنشر 2025 تحت شعار “مستقبل صناعة النشر”، والتي تستمر من 30 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بمشاركة 80 متحدثًا من 20 دولة.
تناقش القمة عدة محاور رئيسية تشمل: الابتكار، والتكنولوجيا، والتحول، وفنون الكتاب، والمشهد العالمي للنشر، والترجمة، والنشر الهادف، وفن الكتابة، بمشاركة كبرى دور النشر العالمية مثل: بنغوين راندوم هاوس، وسايمون آند شوستر، وهاربر كولينز.
كما تسلط الضوء على التحول الرقمي في صناعة النشر، وتوازنها بين النشر التقليدي والرقمي، مع اهتمام خاص بورش العمل التطبيقية التي تنمي مهارات الكتّاب والناشرين في مجالات الترجمة والتحرير والطباعة، وتعزز مفاهيم الاستدامة والممارسات الأخلاقية قي هذ القطاع الحيوي.
معرض الفجيرة لكتاب الطفل
أيضا تم افتتاح الدورة الثانية من معرض الفجيرة لكتاب الطفل، في مركز دبا للمعارض تحت شعار "مجتمعٌ واحد..حكايات كثيرة".
وأكّد الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، خلال حضوره الافتتاح أهمية القراءة في تشكيل وعي الأفراد وتطوّر المجتمعات، وضرورة نشر وتعزيز الفكر والمعرفة خاصةً بين الأجيال الواعدة من الأطفال واليافعين، لتحقيق الازدهار والتقدّم.
وأشار أن إلى الأولوية التي تنتهجها حكومة الفجيرة في نشر قيم المعرفة وتعزيز حب القراءة في المجتمع وجعلها أسلوب حياة، بتوجيهات ودعم الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، لنشر المبادرات الثقافية كافة، وإيمانًا بدورها في الارتقاء بوعي الفرد ودعم رؤية الدولة في هذا المجال.

منتدى الإعلام الإماراتي
وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول، شهد الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، منتدى الإعلام الإماراتي في نسخته العاشرة، والذي نظّمه نادي دبي للصحافة، في متحف المستقبل بدبي، بمشاركة نخبة من رموز العمل الإعلامي في دولة الإمارات من رواد الإعلام ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية والقيادات التنفيذية للمؤسسات والمنصات الإعلامية الوطنية، ولفيف من صُنّاع الرأي والمؤثرين وصُنّاع المحتوى الإماراتيين والمعنيين بالإعلام المحلي والقائمين عليه.
وكرّم رئيس مجلس دبي للإعلام قيادات المؤسسات والمنصات الإعلامية الإماراتية، ومن بينها "العين الإخبارية"، معربا عن تقديره لما تقوم به من جهود وما تقدمه من محتوى متطور يواكب متطلبات المرحلة الراهنة من مهنية رفيعة وكفاءة عالية، مؤكداً أن الإعلام الوطني يمثّل اليوم أحد أهم روافد التنمية في دولة الإمارات، ويشكّل دعامة أساسية في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز الثقة بمسيرة الدولة وريادتها على المستويين الإقليمي والعالمي.
الدورة العاشرة لمنتدى الإعلام الإماراتي عُقدت فعالياتها في متحف المستقبل بدبي، حيث واصل المنتدى رسالته في استعراض المشهد الإعلامي في دولة الإمارات ورصد سبل الارتقاء بتنافسية مؤسسات الإعلام الوطني وتعزيز دورها البنّاء في مواكبة مسيرة التنمية الشاملة ورفع وعي المجتمع وإشراكه في دفع جهود التطوير الرامية لتعزيز مكانة الإمارات كنموذج فريد للتنمية المستدامة التي تضع الإنسان وسعادته في مقدمة أولوياتها.

تقدير دولي
على صعيد التقدير الدولي المتنامي للإمارات وكفاءاتها ورموزها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تعيين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرةً للنوايا الحسنة للتعليم وثقافة الكتاب تقديراً لجهودها العالمية في دعم النشر والتنمية التعليمية.
ويجسّد تعيين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرةً للنوايا الحسنة لليونسكو للتعليم وثقافة الكتاب رؤيتها الراسخة بأن الكتب والتعليم يشكلان الأساس لبناء مجتمعات منفتحة ومبدعة قائمة على المعرفة.
وبصفتها رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة رئيسة هيئة الشارقة للكتاب كرّست الشيخة بدور مسيرتها لدعم الوصول إلى المعرفة والتعبير الإبداعي والتعليم باعتبارها ركائز أساسية للتنمية المستدامة.

aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA==
جزيرة ام اند امز