الذكرى 46 لانتصار أكتوبر.. بطولات من دفتر حكايات المصريين
"العين الإخبارية" التقت عددا من الأبطال الذين شاركوا في حرب 6 أكتوبر، واستمعت لحكايات إنسانية من زمن النصر
يظل دفتر نصر حرب أكتوبر 1973 حافلا بالحكايات لأبطال الحرب من جنود وقادة من القوات المسلحة المصرية، منهم من استشهد وآخرون قضوا نحبهم على مدار 46 عاما، وبقي منهم عدد ليس بقليل، يروون في كل عام الكثير من الحكايات التي لا تنضب عن كواليس النصر العظيم.
- مهندس تدمير خط بارليف لبوابة العين: نيوتن كلمة السر في العبور
- بالفيديو.. صائد الدبابات.. "بوابة العين" تحاور المصري الذي دمر 27 دبابة إسرائيلية
"العين الإخبارية" التقت عددا من الأبطال الذين شاركوا في حرب 6 أكتوبر، واستمعت لحكايات إنسانية من زمن النصر من ذلك الزمن الذي لا تنتهي حكاياته وتفاصيله.
"اندراوس يقاتل بساق مقطوعة"
اللواء أركان حرب حسان أبوعلي، أحد أبطال نصر السادس من أكتوبر، يقول إن من بين المشاهد التي أبدا لن تُمحى من ذاكرته هو مشهد لجندي يدعى أندراوس عزيز أندراوس.
وعن ذلك الجندي يقول اللواء حسان بالعامية المصرية "المدفع قطش رجله وكان جته"، أي أن أندراوس كان ضخم الجثة، وانقطعت ساقه خلال الحرب.
ويكمل: "عزمنا على إخلائه أو نقله من المكان، ولكن إصابته كانت بالغة وكان الأمر صعبا، فما كان من العسكري (الجندي) المصاب إلا أن قال: يا فندم اربطهالي ونكمل".
ويصف اللواء حسان هذا المشهد بالقول: "رغم ساقه المقطوعة ما زال نموذجا للمارد المصري، وهذا هو العهد دائما بالجندي المصري".
"خريج الحقوق يعطل قنبلة ضخمة"
ومن دفتر ذكرياته يروي اللواء حسان موقفا آخر، فيقول "كانت هناك قنابل زمنية خاصة بالعدو تم زرعها في الأرض، تزن الواحدة منها نحو 1000 رطل، وطولها نحو 6 أمتار، فهي ضخمة جدا، وفي ذات وقت وقعت واحدة منها على باب دشمة (نقطة عسكرية حصينة) وبسببها أصبحنا غير قادرين على إخلاء المدفع الخاص بنا في هذه الدشمة".
ويتابع: "تلقينا أوامر بترك الموقع، وترك المدفع حتى لا نكون ضمن الخسائر إذا انفجرت القنبلة في أي لحظة، إلا أنني تفاجأت بجندي اسمه محمود خريج كلية الحقوق، قال لي: خلاص يا فندم القنبلة الزمنية اللي على باب الدشمة أنا أمنتها".
ويكمل اللواء حسان وقد بدت عليه علامات التأثر من استدعاء تلك الذكريات: "قلت لمحمود له وأنا في حالة استغراب: أمنتها إزاي (كيف) يا بتاع الحقوق (يا خريج الحقوق) أنت.. دي عاوزة (تحتاج) مهندس؟، فقال لي محمود إنه وجد بها تايمر وقت، وأنه قام بتعطيله".
وسأل اللواء حسان ساعتها ذلك الجندي البطل، ألم يخف من فعل ذلك؟ فما كان منه إلا أن قال: "هيحصلي أيه؟ (ماذا سيحدث لي) هموت؟.. أموت مش (ليس) مهم إحنا في حرب بس (لكن) الموقع كله يُخلى".
وتابع اللواء حسان: خرجت مع محمود ولدي إحساس بالإقدام، وفي الوقت نفسه يساورني شك أن يكون هذا الجندي الشاب متحمس وظن أنه استطاع أن يبطل القنبلة بينما خطرها ما زال قائما، وفوجئت به ركب فوق القنبلة وأشار إليّ تجاه التايمر (المؤقت الزمني) الذي عطله بالفعل، وبالفعل بفضل شجاعته تمكنا من إخلاء المدفع ونقله إلى مكان آخر.
ويضيف: هذا هو المارد المصري عندما يوضع في موقع صعب تظهر جيناته التي تعود للفراعنة، حيث كان فرعون حاكم مصر دائما على رأس جنوده بالعربة الحربية.
يضحي بنفسه ليكتمل العبور
قصة أخرى من دفتر حكايات نصر أكتوبر يرويها اللواء الدكتور محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق وأحد الأبطال في نصر أكتوبر.
يقول اللواء الغباري: كنت مسؤولًا خلال المعركة عن تدفق القوات على الكباري التي نعبر منها إلى الضفة الشرقية للقناة، وتم استهداف وضرب الكوبري الرئيسي للفرقة، وهو أمر كافٍ لتعطيل العبور.
ويتابع: عند هذه اللحظة ما كان من الجندي الذي كان يقود عربة المهندسين التي تحمل البرطوم (عامود للإسناد)، أو الجزء المكسور من الكوبري، إلا أن اصطدم بقوة في صداد على حافة القناة، فانزلق البرطوم من العربة.
ويواصل الغباري: فعلها الجندي سريعا وبشكل تلقائي دون أي أوامر، حيث تقدم بالسيارة خطوات سريعة للأمام ورجع بها بقوة نزل بعدها في القناة، ومن يشاهد الموقف يتأكد في قرارة نفسه أن هذه الجندي سيموت لا محالة، إلّا أنه لم يفكر في هذه اللحظة في أي شيء إلا أنه من المستحيل أن تتعطل المهمة بسببه.
ويتابع: نزلنا وراءه لإنقاذه وسألناه ليه (لماذا) تعمل كدا (هكذا)؟، فقال: "لا عشت ولا كنت إن تعطلت المهمة بسببي".
المنصوري يواجه 6 طائرات فانتوم
اللواء أحمد كمال المنصوري، أحد أبطال حرب أكتوبر، يروي بدوره جانبا من حكايات النصر الكثيرة ويقول "ربنا خلاني (جعلني) أكون صاحب أطول معركة جوية، معركة الـ13 دقيقة ضد 6 طائرات فانتوم إسرائيلية أمريكية الصنع، أحدث ما كانت تضمه الترسانة الأمريكية آنذاك".
ويتابع: كان الطيارون الإسرائيليون في تلك اللحظات يستقوون بأمريكا وسلاحها الذي يحملونه ويحاربون به، بينما كنت أنا أستقوي بالله وأحمل سلاحا أضعف مما يحمله العدو، ورغم ذلك في أول 30 ثانية أسقطت طائرة قائد التشكيل، وكانت معي طائرتي الجميلة (ميج 21) التي تحمل رقم 8040، والتي ما زالت تقف شامخة في بانوراما حرب أكتوبر حتى اليوم توثق النصر العظيم.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز