عين بوتين على "أوديسا".. هل يريد عزل أوكرانيا؟
حذر محللون من أن السيطرة على ميناء أوديسا على البحر الأسود سيمكن روسيا من "خنق" الاقتصاد الأوكراني، فيما قال الجيش الأوكراني
إن السفن الحربية الروسية تبحر باتجاه المدينة.
وطبقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية، قال الجنرال السير ريتشارد بارونز، قائد عسكري بريطاني سابق يحلل الأحداث الجارية في البلاد، إن خسارة أوديسا ستكون مثل خسارة المملكة المتحدة لدوفر، من حيث التأثير.
وكان مسؤول استخبارات غربي كبير قد طرح في يناير/كانون الثاني فكرة أن تحاول روسيا السيطرة على الميناء وعزل أوكرانيا عن البحر الأسود.
وحذر المسؤول، مشيرًا إلى خريطة لتسليط الضوء على خطة المعركة المحتملة للرئيس فلاديمير بوتين، من أن ذلك سيكون "انتصارا استراتيجيا ضخما" لروسيا وقد يكون "عقابا كبيرا" لأوكرانيا.
وأشارت "التايمز" إلى أن تركيز روسيا في الجنوب تمحور على ميناء خيرسون الاستراتيجي الأصغر، وهي مدينة يعيش فيها 300 ألف نسمة وتقع على ضفاف نهر دنيبر بالقرب من المصب في البحر الأسود.
والآن بعد وقوعها تحت سيطرة روسيا، قد يكون من الممكن إعادة فتح قناة مهمة واستعادة إمدادات المياه إلى شبه جزيرة القرم.
ويقال إن ماريوبول، مدينة جنوبية أخرى ينظر إليها على أنها مهمة لربط شبه جزيرة القرم بمناطق الانفصاليين الموالين لروسيا في الغرب، واقعة تحت حصار القوات الروسية وتتعرض لقصف مستمر.
لكن مع السيطرة على خيرسون هناك مؤشرات على أن المعركة قد تتجه أكثر غربا.
وأشارت آخر التحديثات من القوات المسلحة الأوكرانية إلى أن وحدة الإنزال التابعة للأسطول الروسي بالبحر الأسود، والتي تتكون من أربع سفن إنزال ضخمة يرافقها ثلاثة من زوارق الصواريخ، تبحر "باتجاه أوديسا".
وقال بارونز: "أوديسا هي الجائزة الكبرى. من المتوقع أن تروا، بناء على النجاح في خيرسون، أن القوات الروسية الموجودة على الساحل ستكون معرضة للتحرك غربا ومن المنطقي تماما أن تضع وحدة إنزال بمكان ما حول أوديسا وإجراء عملية ربط في غضون بضع أيام."
وتعتبر أوديسا، ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا، مقصدا سياحيا شهيرا وتتمتع بأهمية كبيرة.
وقال بارونز: "إنه أمر أساسي لطريقة تصدير السلع الزراعية، وخام الحديد، والتيتانيوم؛ حيث إن أوكرانيا غنية جدا في المعادن، وعادة ما تنقل تلك الأشياء بحرا."
وأضاف بارونز: "تمثل خسارة الساحل ضربة استراتيجية هائلة للاقتصاد الأوكراني. سيكونون قادرين فقط على التصدير عن طريق البر والسكك الحديدية إلى الاتحاد الأوروبي بشكل فعال."
وتقارب منطقة أوديسا الأوسع حجم بلجيكا أو مولدوفا، وتشكل حوالي 5.5% من أراضي أوكرانيا.