مسؤول يمني لـ"العين الإخبارية": الإمارات أعادت الحياة للمناطق المحررة

المسؤول اليمني قال إن مظاهر الحياة بدأت تعود في المناطق المحررة من مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا.
قال محمد يحيى عبدالسلام، مدير مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة اليمنية، إن تدخل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كسر حاجز الإغاثة الروتينية، وأسهم في عودة الحياة في المديرية ومناطق الساحل الغربي المحررة.
وتعد مديرية الخوخة جنوب مدينة الحديدة الساحلية، أولى المدن المحررة، بعد عودتها إلى أحضان الشرعية مطلع العام الجاري، كما أن مكانتها الاستراتيجية كانت عاملا مساعدا في توسع القوات المشتركة في عمليات التحرير نحو حيس والتحيتا والدريهمي وبيت الفقيه وقرى الساحل الغربي ومطار الحديدة.
وأكد المسؤول المحلي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن مظاهر الحياة الطبيعية بدأت تعود في المناطق المحررة من مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، وخرج الناس إلى الأسواق وأعادوا فتح متاجرهم، كما بدأت الحياة المدنية تدب في المدينة.
وأضاف عبدالسلام، أن الإغاثة التي قدمها الهلال الأحمر الإماراتي تمت بتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية، كما قام بتنفيذ مشاريع خدمية وإنسانية وتعليمية بالمدينة الاستراتيجية.
وأكد مدير مديرية الخوخة، أن "الهلال الأحمر الإماراتي كان سندا وعونا ويدا إنسانية قامت بترميم عدد من مدارس المديرية، كما نفذ مشاريع في إطار التعليم، بدأت بتدشين العام الدراسي بتوزيع الحقائب والمستلزمات الدراسية للطلاب والطالبات".
وأوضح أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خصصت عددا من السلال الغذائية لطالبات المدارس الثانوية والإعدادية، وقدمت لهن قرابة 400 سلة، في إطار حملة تشجيع للفتيات على مواصلة التعليم.
وقال عبدالسلام إن جهود الإمارات على الوضع الصحي تمثلت في تأهيل عدد من الوحدات الصحية ودعمها بالأجهزة الطبية الحديثة مثل مركز الأمومة والطفولة بالمديرية ومراكز صحية أخرى جرى تزويدها بالعلاجات والأجهزة المتطورة.
وأضاف المسؤول المحلي اليمني: "الهلال الأحمر الإماراتي يدفع بكل قوته نحو الجانب الإغاثي، وهناك آلاف السلال الغذائية التي قدمت إلى المديرية، وما زالت مستمرة، وتصل إلى كل بيت بالخوخة".
وأشار إلى أن "مدينة الخوخة اليوم باتت تتنفس بعد أن كانت تحت سيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية منذ 3 أعوام، وهو ما أخضعها للظلم، وسلب الحقوق وملاحقة المناهضين وزج المدنيين إلى السجون".
وأكد أن تحرير المديرية حقق الأمن والأمان، وشجع الجانب المدني على إعادة بناء مشاريع الدخل اليومية المعيشية، كما فتح أبواب التدخلات الإغاثية أمام المنظمات والجمعيات.
وأوضح أن الدور الفاعل والمحوري للهلال الأحمر الإماراتي، الذي دخل في اليوم التالي لتحرير المدينة، لا يزال يدفع بالمشاريع على مدى الـ7 أشهر من تحرير المديرية.
وفي جانب إنعاش المدينة وتطبيع الحياة، تعمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على إيجاد المولدات الكهربائية وتشغيل الكهرباء ومساعدة الأهالي عبر التدخل الإسعافي إبان حرارة الصيف، ولا يمكن للأسر في البلدات التهامية العيش بعيدا عن الكهرباء، ويعدونه منجزا يسجل للإمارات كبادرة للحياة بعد 3 أعوام من انقطاع الكهرباء. بحسب المسؤول المحلي.
وذكر أن مشروع الكهرباء يجري على قدم وساق، ويتم تنفيذ عملية الربط الشبكي بالطاقة الشمسية كنوع من الاعتماد على الطاقة الحديثة في سد فجوة عجز التوليد الكهربائي.
وبحسب مدير الخوخة، فإن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تعمل على تنفيذ مشروع تأهيل شبكة المياه الداخلية، حيث قطع المشروع إنجازا كبيرا، وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم ضخ المياه إلى جميع المنازل.
وتجري عملية تطبيع الحياة بمدينة الخوخة، بالتزامن مع استعدادات العمليات العسكرية نحو مدينة وميناء الحديدة، حيث تعمل الفرق الهندسية لنزع الألغام على تمشيط مناطق الساحل الغربي والقرى، ووصلت إلى منطقة الزهاري.
وقال إن مشروع نزع الألغام ينفذ في جانب توعوي منه بتدريب الفرق الهندسية من قبل القوات المسلحة الإماراتية، في إطار جهود القوات المشتركة، التي انتزعت حتى اللحظة أكثر من 5600 لغم أرضي بمختلف أنواعها.
وعلى صعيد متصل، وفي سياق الحديث عن دعم الهلال الأحمر الإماراتي لمحافظة الحديدة، أكد أنور جماح، مدير مكتب محافظ محافظة الحديدة، أن قيادة المحافظة تعكف على وضع اللمسات الأخيرة لتدشين صندوق النظافة في المديرية، حيث خصص محافظ المدينة مبلغا مبدئيا يقدر بمليون ريال يمني، تمهيدا لتدشين مرحلة النظافة الواسعة بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي وبالتنسيق مع صندوق النظافة.
وأضاف جماح، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الهلال الأحمر الإماراتي قدم لكل طالب متفوق في حفل التكريم الذي أقامه للأوائل بتقديم خاتم ذهب إلى كل طالب وطالبة، من أجل تفعيل عملية التعليم والتنافس بين الطلاب. كما قدم محافظ المحافظة مبلغا عينيا لكل طالب يقدر بـ20 ألف يمني.
وعن قضية الصيادين، أكد الجماح أن هناك ترتيبات كبيرة لدعم قطاع الصيادين بقوارب صيد يتجاوز عددها نحو 500 قارب، وهي أحد المشاريع التي يستعد الهلال الأحمر الإماراتي لتنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة، إضافة إلى الجسر الإغاثي المباشر، الذي يرافق العمليات العسكرية جنبا إلى جنب.