منظمة التعاون الإسلامي.. نصف قرن في خدمة الأمة
المنظمة تنفرد بكونها جامعة كلمة الأمة وممثلة المسلمين وتناصر القضايا التي تهم ما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم.
منذ تأسيسها قبل 50 عاما، ظلت منظمة التعاون الإسلامي تُمثل الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنه، دعما للسلم والانسجام الدوليين، وتعزيزا للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.
فالمنظمة تنفرد بكونها جامعة كلمة الأمة وممثلة المسلمين وتناصر القضايا التي تهم ما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم.
كما أنها ترتبط بعلاقات تشاور وتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين، والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفًا فيها.
- "التعاون الإسلامي" تحتفل الإثنين بالذكرى الـ50 لتأسيسها
- "التعاون الإسلامي" عن اتفاق الرياض: يوحد الجبهة ضد الحوثي
اتخذت المنظمة خطوات عديدة للدفاع عن القيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وتصحيح المفاهيم والتصورات الخاطئة، كما ساهمت بفاعلية في مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها.
ولذلك حازت المنظمة على تقدير المراقبين على خلفية النجاحات التي حققتها على جميع المستويات، بدءا من حل الخلافات والنزاعات بين الدول الإسلامية والاهتمام بقضاياهم، مرورا بالدور الأخلاقي والفكري.
ويرى المراقبون أن المنظمة اتخذت خطوات عديدة لصون القيم الحقيقية للإسلام والمسلمين، وإزالة التصورات الخاطئة، كما دافعت بشدة عن القضاء على التمييز إزاء المسلمين بجميع أشكاله وتجلياته.
القضية الفلسطينية
منذ حريق المسجد الأقصى على يد متطرفين في أغسطس/آب عام 1969، والذي كان سببا مباشرا وراء إنشاء المنظمة، ظلت فلسطين أبرز القضايا على أجندتها.
فالقضية الفلسطينية شغلت ولا تزال الاهتمام الأكبر لمنظمة التعاون الإسلامي وتصدرت أولوياتها من أجل إيجاد تسوية شاملة واستعادة حقوق هذا الشعب من خلال إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
أما فيما يخص قضية القدس التي أنشئت منظمة التعاون الإسلامي من أجلها، فقد احتلت موقعا متميزا في جميع اجتماعات المنظمة التي عملت كذلك على إنشاء عدد من الأجهزة، ومن بينها لجنة القدس وصندوق القدس لحماية الحقوق العربية والإسلامية.
إسهامات المنظمة نحو فلسطين لم تتوقف عند هذا الحد فقط، بل امتدت إلى تقديم مساعدات لبناء الاقتصاد الفلسطيني وإنشاء جامعة الأقصى، وإنشاء أوقاف إسلامية لحماية المواقع الدينية والثقافية في فلسطين المحتلة.
حل النزاعات
وحول هذه النقطة، فمنذ انطلاقها حاولت منظمة التعاون الإسلامي التدخل بشكلٍ رئيسي في النزاعات التي يكون فيها كلا الطرفين مسلماً، فبما أنها منظمة إسلامية دولية تُعتبر المؤسسة الأكثر ملاءمةً للوساطة.
وفي هذا الإطار نجحت المنظمة في التغلب على العديد من النزاعات وحل المشكلات بين الدول الإسلامية، ومن أبرزها النزاع بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن عام 1970، وحل النزاع بين باكستان وبنجلاديش عام 1974، والصراع العراقي الإيراني، والنزاع السنغالي الموريتاني.
مكافحة الإرهاب
دور منظمة التعاون الإسلامي لم يتوقف على الدعم وحل النزاعات فقط، بل امتد ليشمل القضايا الفكرية، حيث تولي منظمة التعاون الإسلامي الآن اهتمامًا موسعًا بشأن "الإرهاب"، وتسعى في ذلك نحو تأكيد عدم صحة الربط بين الإسلام والمسلمين وبين هذه الآفة، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل معاهدتها لمكافحة الإرهاب، وسعيها نحو الاهتمام بالحقوق السياسية والإنسانية للجماعات والمجتمعات المسلمة بالدول غير الأعضاء فيها.
أما فيما يخص مجال التعاون الاقتصادي، نجحت المنظمة في إبرام بعض الاتفاقيات العامة المتعلقة بالمجال الاقتصادي، ففي المؤتمر الثاني عشر للمنظمة الذى عقد يونيو/حزيران 1982، تم عقد اتفاقية بشأن تنشيط الاستثمارات وحمايتها وضمانها.
كذلك استطاعت المنظمة تأسيس المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا، والمركز الإسلامي للتدريب المهني والفني والبحوث، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة وتبادل السلع.
ومن الناحية الثقافية، تمكنت من إنشاء المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإسيسكو" بموجب قرار مؤتمر القمة الإسلامي الثالث، الذي عقد عام 1981.
كما أطلقت أيضا اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الإسلامي الحضاري، ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية عام 1975 وذلك سعيا منها للمحافظة على الهوية الحضارية للعالم الإسلامي.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuNjEg جزيرة ام اند امز