السير دون حجاب أمام الشرطة.. فعل احتجاجي "مرعب" بإيران
قتلت قوات الأمن الإيرانية ما لا يقل عن 448 شخصا منذ بداية الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين، بحسب منظمة حقوقية دولية.
وقالت منظمة "إيران هيومن رايتس" إنه بين هؤلاء القتلى 60 طفلا دون 18 عاما و29 امرأة.
فيما حذرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من حدوث "أزمة حقوقية مكتملة الأركان" في البلاد.
وتحدث ثلاثة أشخاص من إيران مع صحيفة "الجارديان" البريطانية عن كيفية تطورات الاحتجاجات، وكيف غيرت الحياة اليومية في مدنهم.
وقال محسن (38 عاما)، الذي يعمل بمجال التسويق في طهران، إن المنطقة التي يعيش فيها كانت نشطة في أول أسبوعين، لكن بعد ذلك بدأ المزيد من قوات الشرطة والباسيج حراسة الشوارع الرئيسية لا سيما الساحة الرئيسية.
وبحسب محسن، وهو ليس اسمه الحقيقي، تحولت الاحتجاجات النشطة إلى أشكال أخرى، من بينها دق أبواق السيارات والتسبب في زحمة مرورية في الأساس، لكن انحسر ذلك أيضًا.
وقال إنه في المنطقة التي يعيش فيها هناك هتافات أقل خلال الليل، تكاد تكون غير مسموعة، لكن هذا استثناء. وفي أجزاء أخرى من إحدى المدن التي زارها، يردد الناس الهتافات كل ليلة تقريبا، أكثرها شيوعا "الموت للديكتاتور".
وأحيانا تقع اشتباكات خلال الليل، ويوجد عدد من عناصر الباسيج التي ترتدي ملابس مدنية، لافتا إلى أن هناك خطرا أن يتعرف عليه عناصر الباسيج الذين يقطنون نفس منطقته خلال مشاركته بالاحتجاجات.
كما أشار إلى وجود عدة كتابات على الجدران (جرافيتي)، وأنه كتب هو الآخر عدة مرات على الجدران.
وكانت الرسومات عبارة عن أسماء الضحايا، مهسا أميني ونيكا شاكرمي في الأساس، وفي كثير من الأحيان شعارات مثل "امرأة، حياة، حرية".
فيما قالت فرح (24 عاما)، وهي معلمة من تبريز شمال غربي إيران، إنه من البداية لم تكن هناك عدة احتجاجات بالمدينة مقارنة بالمدن الأخرى، مشيرة إلى وجود العديد من الحراس في كل ساحة أكثر مما رأته من قبل، يحملون الهراوات ومسدسات الصعق، لكن أحيانا يحملون البنادق أيضا.
وأشارت إلى وجود حالة تشبه العصيان المدني، مثل خلع الحجاب، والإضرابات والتجمعات في الجامعة، وترديد هتاف "الموت للديكتاتور"، لافتة إلى أنه كانت هناك أيام عنيفة خلال الاحتجاجات في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وتم اعتقال الكثيرين، بينهم اثنان من أصدقائها المقربين.
وبحسب فرح، وهو ليس اسمها الحقيقي، يكتب الناس شعارات مناهضة للحكومة بكل مكان علانية، ويحاول مسؤولو المدينة إزالتها في أسرع وقت ممكن، لكنها تعاود الظهور.
وقالت: "أرى نساء بدون حجاب يوميا بالحافلة، وفي قطار الأنفاق، وحتى في الجامعة.. في الغالب شابات وفتيات. قبل ذلك، لم يكن ذلك موجودا، على الأقل ليس هنا.. منطقتي محافظة للغاية".
وأضافت: "الأسبوع الماضي سرت أنا وصديقتي أمام الشرطة دون حجاب. كان الأمر مرعبا، لكننا فعلناها. بعدما ابتعدنا عنهم، أعطتني فتاة وصديقتها الحلوى. أحاول فعل ذلك متى استطعت. أحيانا أشعر بالخوف الشديد، وأحيانا أشعر بجرأة أكبر".
وأوضحت أن العائلات لا تدعم ذلك، إما لأنهم يخشون على حياتهم أو لأنهم متدينون وصارمون، وعائلتها تنتمي للفئة الأولى، حيث ينصحها والدها يوميا بعدم الانخراط في ذلك، "لكنني أفعلها على أي حال".