رغم خسائر النفط المحدودة في إسرائيل وإيران.. البرميل مرشح لقمة 100 دولار

لم تصب حقول النفط والغاز بخسائر كبيرة حتى الآن على جبهتي الصراع بين إسرائيل وإيران، لكن هذا لم يمنع العديد من المحللين بتوقع اشتعال السوق إلى حد وصول سعر البرميل إلى 100 دولار.
وأثارت الضربات الإسرائيلية على إيران، ثم الرد الانتقامي من طهران، احتمال وصول أسعار النفط العالمية إلى 100 دولار للبرميل. إذا سعت طهران إلى تصعيد الصراع بالرد خارج الحدود الإسرائيلية، خاصة خنق مضيق هرمز، أهم بوابة عالمية لشحن النفط.
لماذا يعتبر النفط مرشحا للزيادة؟
- أكثر النقاط حساسية لسوق النفط هو استهداف إيران لمضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إجمالي استهلاك النفط العالمي
- الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران لم تصل إلى حد التأثير على إنتاج النفط حتى الآن لكنها تستهدف التكرير أو الغاز
- توسع دائرة الصراع من شأنها أن تؤثر على الإنتاج والتكرير والنقل ما يدخل بسوق النفط في مرحلة خطيرة
أضرار محدودة في إسرائيل
ذكرت شركة مصافي النفط المحدودة الإسرائيلية في إفصاح تنظيمي لبورصة تل أبيب أن خطوط أنابيب وخطوط نقل تابعة لها في حيفا تضررت جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية.
وقالت الشركة إن الهجمات لم تسفر عن سقوط مصابين أو قتلى في المواقع المتضررة، وإن مرافق التكرير لا تزال تعمل ولكن تم إغلاق بعض عمليات المصب.
وأضافت الشركة أنها تدرس تأثير الأضرار على العمليات وعلى نتائجها المالية.
خسائر مقبولة في إيران
ومن جهتها، ذكرت شبكة أخبار الطلاب الإيرانية اليوم الأحد أن عمليات إنتاج وتوريد وتوزيع الوقود في مصفاة طهران للنفط مستمرة دون انقطاع، وذلك بعد اندلاع حريق الليلة الماضية في خزان وقود غير مرتبط بالمصفاة بعد غارة إسرائيلية.
فيما أفادت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء أن إيران علّقت جزئيًا إنتاج الغاز في أكبر حقل غاز في العالم بعد أن تسببت ضربة إسرائيلية في حريق هناك يوم السبت، فيما يُعد أول هجوم إسرائيلي على قطاع النفط والغاز الإيراني.
وتتشارك إيران حقل بارس الجنوبي للغاز مع قطر. وسيُمثل قصفه تصعيدًا كبيرًا في الصراع، الذي دفع أسعار النفط بالفعل إلى الارتفاع بنسبة 9% يوم الجمعة، على الرغم من أن إسرائيل تجنبت استهداف النفط والغاز الإيراني في اليوم الأول من هجماتها.
ويقع حقل بارس الجنوبي قبالة سواحل محافظة بوشهر جنوب إيران، وهو المسؤول عن نصيب الأسد من إنتاج الغاز في إيران، ثالث أكبر منتج للغاز في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا.
وتنتج إيران حوالي 275 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، أي ما يعادل حوالي 6.5% من إنتاج الغاز العالمي، وتستهلكه محليًا نظرًا لعدم قدرتها على تصديره بسبب العقوبات.
ورقة مضيق هرمز
أكثر النقاط حساسية التي قد تستهدفها طهران هي مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي ضيق بين إيران وسلطنة عُمان. يمر عبر المضيق حوالي خُمس إجمالي استهلاك النفط العالمي، أو ما يقرب من 20 مليون برميل يوميًا من النفط والمكثفات والوقود.
وحسب رويترز، من الواضح أن الجيش الأمريكي سيسعى لحماية مضيق هرمز من أي هجوم إيراني. لكن إيران قد تستخدم زوارق سريعة صغيرة لعرقلة أو الاستيلاء على ناقلات النفط والسفن الأخرى التي تمر عبر الممر الملاحي الضيق.
وقد استولى الحرس الثوري الإيراني على العديد من ناقلات النفط الغربية في تلك المنطقة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في يوليو/ تموز 2024.
ومع ذلك، فإن أي جهود إيرانية لإغلاق المضيق، أو حتى تأخير النقل عبره، قد تُثير مخاوف أسواق الطاقة وتؤدي إلى اضطرابات في إمدادات النفط والغاز العالمية.
سيناريو مخفف
لكن أحد العوامل التي قد تُبقي أسعار النفط الخام تحت السيطرة هو أن هذه التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط تأتي في وقت يشهد وفرة في إمدادات النفط العالمية.
وقد أدى ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة والبرازيل وكندا والأرجنتين ودول أخرى إلى تعزيز المعروض.
وغالبًا ما تجاهل المستثمرون توترات الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، معتقدين أن إمكانية وجود اشتباك إقليمي حقًا محدودة. وقد يفعلون ذلك مرة أخرى، خاصةً إذا دفعت هذه الإضراب إيران إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة على البرنامج النووي في طهران.
لكن أسعار الخام ملائمة لتكون متقلبة في الأيام المقبلة حيث يسعى المتداولون إلى التعامل مع المكان الذي يسير فيه هذا الصراع.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز