النفط وسط «لهيب» الشرق الأوسط.. العالم ينتظر أزمة إمدادات
لا تزال التوترات الجيوسياسية الآخذة في التمدد بالمنطقة، تلقي بظلالها على أسواق النفط وسط مخاوف من أزمة معروض.
توربيورن تورنكفيست رئيس مجلس إدارة شركة جونفور العالمية لتجارة السلع، عبّر عن ثقته بأن الصراع بالشرق الأوسط لن يؤثر على إمدادات النفط، وأضاف أن الأسعار الحالية أظهرت أن السوق أكثر قلقا بشأن ضعف الطلب.
وقال تورنكفيست عندما سئل عن التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط: "أنا واثق جداً من أن هذا لن يكون له أي تأثير على الإطلاق على إمدادات النفط".
وأوضح في منتدى أسواق الطاقة في الخليج في الفجيرة: "لدينا وضع في البحر الأحمر واليمن، ولكن بشكل عام هو ليس أكثر من إزعاج، ولكن ليس مخيفا بأي شكل من الأشكال".
وانخفضت أسعار خام برنت بأكثر من 2% إلى حوالي 70 دولاراً الثلاثاء، حيث طغت احتمالات زيادة العرض ونمو الطلب العالمي الفاتر على المخاوف بشأن تفاقم الصراع في الشرق الأوسط وتأثيره على صادرات الخام من المنطقة.
وأوضح تورنكفيست أن سوق النفط لديها ما يكفي من الطاقة الاحتياطية وأن توقعات الطلب تبدو ضعيفة، مما يقلل من التقلبات. وأضاف "الأمور ستعود إلى طبيعتها".
- أنهار الجليد على أعتاب الاختفاء.. تغير المناخ يهدد سويسرا
- قصة ملك النحاس العالمي.. كيف سقط في فخ ديون مليارية؟
وعلى مسار تعزيز المعروض النفطي واحتواء مخاوف الأسواق، وافق مجلس النواب الليبي الإثنين، على تعيين ناجي محمد عيسى بلقاسم محافظاً جديداً لمصرف ليبيا المركزي في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة التي أدت إلى انخفاض إنتاج البلاد من النفط؛ ما يفتح الباب لعودة تدفق مليون برميل نفط ليبي كان تأثر بالتوترات الحاصلة في البلاد.
كذلك، لا تزال أسعار النفط تحت ضغط البيانات الضعيفة من الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، حيث تعززت مخاوف الطلب أمس بعد أن أظهرت البيانات انكماش نشاط التصنيع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم للشهر الخامس.
وكان بنك الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس" قد حذّر من أن مزيد من التصعيد في الصراع في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بإغلاق مضيق هرمز، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
وأوضح البنك أنه رغم من التوترات المتزايدة، فإن علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسواق النفط لا تزال منخفضة، وتطغى عليها المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة.
البنك أشار إلى أن المضاربين وضعوا رهانات هبوطية قياسية على النفط الخام، ما قد يؤدي إلى تفاقم تقلبات الأسعار إذا تدهور الوضع.
وقال بنك "غولدمان ساكس" إن أسعار النفط قد تشهد بعض الارتفاع في الربع الأخير من العام الجاري.
وتوقع تراجع المعروض العالمي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، مع انخفاض الإنتاج في مناطق النفط الصخري في كندا وروسيا والولايات المتحدة.
ورجح البنك وصول سعر خام برنت إلى 77 دولارًا للبرميل في الربع الأخير، بدعم من خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس والبيانات الاقتصادية القوية.
من جانبه، ذكر بنك "ستاندرد تشارترد" أنه من غير المرجح أن تقبل أوبك+ أي تراجع آخر عن الوعود التي قطعها منتجو أوبك+.