كيف سجل النفط أعلى مكاسبه منذ أكتوبر 2022؟.. سر الثقة بالاقتصاد الصيني
حقق النفط بختام تعاملات الأسبوع المنتهي في 13 يناير/كانون الثاني 2023؛ أعلى مكاسب منذ ثلاثة أشهر، بدعم من تعاظم الثقة في تعافي الصين.
وقد جاءت المكاسب في معظمها تعويضًا عن التدهور السريع لأسعار النفط في الأسبوع السابق، مع تماسك ورسوخ الثقة بين المتعاملين بشأن تعافي الاقتصاد الصيني.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 79 دولاراً للبرميل يوم الجمعة 13 يناير/كانون الثاني الجاري، متوجًا زيادة أسبوعية تجاوزت 8%، تميز بها أقوى أداء أسبوعي منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022.
طلب قياسي صيني على النفط في 2023
وترفع الصين مشترياتها من النفط الخام بعد إصدار حكومة بكين مجموعة جديدة من تصاريح الاستيراد، وينتظر أن يزداد الاستهلاك إلى مستوى قياسي هذا العام في أعقاب إلغاء البلاد سياسة "صفر كوفيد".
وتسير عمليات الإغلاق في الصين ومخاوف ركود الاقتصاد العالمي التي قادت موجة البيع الكثيف في النصف الثاني من عام 2022، الآن في الاتجاه العكسي، بحسب تصريحات بجارن شيلدروب، كبير محللي السلع الأولية في شركة "إس إي بي إيه بي".
وأضاف شيلدروب: "تستعيد الصين روابطها مع آسيا والعالم، وسوف نشهد زيادة كبيرة في الطلب".
فيما اندفعت أسعار النفط إلى أعلى بعد بداية متقلبة للعام الحالي، مع توقع بنك "جولدمان ساكس جروب" ومدير صندوق التحوط بيير أندوراند أن تتجاوز الأسعار مستوى 100 دولار للبرميل في عام 2023.
ويتوقع أن يقفز استهلاك الصين من النفط بمقدار 800 ألف برميل يوميا هذا العام إلى مستوى قياسي يبلغ 16 مليون برميل يوميا، وفقا لاستطلاع أجرته بلومبرغ نيوز. وتأتي هذه التوقعات بعد أن تخلت بكين عن سياسة "صفر كوفيد" الصارمة وأعادت فتح حدودها.
ووفقًا لموقع Oil price يتوقع الخبراء أن "الحصص الأعلى تدعم وجهة نظر استعادة الطلب الصيني هذا العام والتغيير الأسرع من المتوقع في سياسة Covid يعني أن تعافي الطلب يمكن أن يكون أقوى مما كان متوقعًا في البداية".
ومن المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط في عام 2023 بحوالي 1.7 مليون برميل في اليوم، 50% منها نصيب الصين.
ومع عودة الحركة لطبيعتها في شوارع الصين، وعودة حركة السفر، يتوقع أن يزداد استهلاك النفط الصيني في عام 2023 بحوالي 1 مليون برميل في اليوم.
تفاؤل وثقة في تسارع التعافي الصيني
ومن جانبه، قال بنك "مورغان ستانلي" إن عملاء الثروات متفائلون للغاية بشأن اقتصاد الصين، تزامناً مع إعادة البر الرئيسي فتح حدوده، حيث يرى أن هذه الخطوة تفيد الأسواق في جميع أنحاء آسيا.
وتشهد المنتجات المالية طلبًا متزايدًا، إذ يسعى البنك إلى توظيف المزيد من مصرفيي إدارة الثروات الخاصة في المنطقة، حسبما قال فنسنت تشوي، الذي يرأس قسم آسيا والمحيط الهادئ، لخدمة العملاء الأثرياء، في مقابلة مع ستيفن إنجل في تلفزيون "بلومبرغ" الجمعة 13 يناير/كانون الثاني الجاري.
ويلاحظ "تشوي" ارتفاع نسبة الأصول المدارة في قسم إدارة الثروات هذا العام، ما يخالف اتجاه العام الماضي؛ حيث أدت الشكوك الاقتصادية وتراجع أسواق الأسهم إلى كبح تداولات العملاء وتقييم الأصول.
وقال: "أفضل توقعاتي بالنسبة لهذا المجال بشكل عام هو تطلُّع الجميع إلى 20% من الأصول على الأقل أو ما يقارب من ذلك"، في إشارة إلى الزيادة المحتملة في الأصول المدارة.
ويعكس تفاؤل "مورغان ستانلي" نفس الأمر لدى بنوك أخرى من بينها مجموعة "يو بي إس جروب"، أكبر بنك خاص في آسيا، الذي توقع زيادة في أعمال قسم إدارة الثروات الرئيسي في المنطقة هذا العام، حيث يرحب المستثمرون بإعادة فتح الصين لحدودها باعتبارها دفعة لاقتصاد البلاد، الذي تضرر على مدى السنوات القليلة الماضية إثر حملة الصين على الشركات الخاصة وقيود كوفيد الصارمة.
aXA6IDE4LjIxNy4yNDYuMTQ4IA== جزيرة ام اند امز