النفط أسير غموض التوقعات.. لأين تتجه الأسعار؟
بين صعود وهبوط تتذبذب أسعار النفط على مدار جلسات اليوم الواحد، في ظل الغموض المحيط بالتوقعات الاقتصادية.
بعدما حققت مكاسب على مدى جلستين، تراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، وذلك في ظل تعارض الغموض المتعلق بالتوقعات الاقتصادية العالمية وارتفاع الدولار مع تفاؤل المستثمرين إزاء ارتفاع الطلب في الصين وتوقعات انخفاض مخزونات الخام الأمريكية.
وارتفع الدولار تزامنا مع تزايد المخاوف المتعلقة بنتائج الشركات والتوقعات الاقتصادية العالمية. ويجعل صعود الدولار النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين حائزي العملات الأخرى، وقد يعكس تراجع إقبال المستثمرين على المخاطرة.
- الإمارات والسعودية وروسيا و4 دول تعلن خفضا طوعيا لإنتاجها النفطي حتى نهاية 2023
- بشأن اتفاق أوبك+.. رسالة "مهمة" من السعودية وروسيا لأسواق النفط
وقال ستيفن برينوك من شركة (بي.في.إم) للسمسرة في النفط "لتعافي الدولار تأثير على المعنويات... أعتقد أن الإصدارات الكلية القادمة الخاصة بأسعار المنازل في الولايات المتحدة ومؤشر ثقة المستهلكين تبقي المشترين في حالة قلق أيضا".
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت دولارا واحدا، أي ما يعادل 1.2 بالمئة، إلى 81.73 دولار للبرميل بحلول الساعة 1335 بتوقيت جرينتش، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 77 سنتا إلى 77.99 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لكلا الخامين بما يزيد على واحد بالمئة أمس الإثنين.
وارتفعت أسعار النفط في وقت سابق من اليوم مدعومة بتفاؤل المستثمرين بأن السفر خلال العطلات في الصين سيعزز الطلب على الوقود، وبتوقعات انخفاض مخزونات الخام الأمريكية.
وقال أولي هانسن محلل السلع الاستراتيجي في ساكسو بنك "المستوى العام للرغبة في المخاطرة تراجع بشكل متزايد مرة أخرى اليوم في ظل الخسائر التي شوهدت في معظم أسواق السلع".
كما ساعدت عمليات خفض الإمدادات الطوعية وغير الطوعية في دعم صعود النفط. وظهر بعض الإشارات الملموسة على استئناف وشيك لصادرات النفط في شمال العراق بعد توقفها لمدة شهر. ومن المقرر أن يبدأ أعضاء مجموعة أوبك+ المنتجة للنفط في خفض طوعي في مايو أيار.
لكن المستثمرين لا يزالون قلقين من احتمال أن ترفع البنوك المركزية في الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أسعار الفائدة لكبح التضخم، وهو ما قد يؤدي لتباطؤ النمو الاقتصادي ويضر بالطلب على الطاقة.
ومن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وبنك إنجلترا (المركزي) والبنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في اجتماعات لجان السياسة النقدية لديهم خلال الأسبوع الأول من مايو/ أيار.
ويترقب المستثمرون اليوم الثلاثاء بيانات صناعة النفط حول المخزونات الأمريكية. وتوقع محللون في استطلاع أجرته رويترز أن تُظهر البيانات تراجع مخزونات الخام الأمريكية حوالي 1.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 21 أبريل/ نيسان.
ومن المقرر أن تصدر بيانات الحكومة الأمريكية حول مخزونات الخام غدا الأربعاء.
توقعات متفائلة
مستهل أبريل/ نيسان الجاري، نشر العديد من بنوك الاستثمار والمؤسسات البحثية توقعاتهم لأسعار النفط خلال العام الجاري، واحتمالية العودة لسعر يتألف من 3 خانات، بحلول النصف الثاني من 2023.
ونشر بنك الاستثمار الأمريكي غولدمان ساكس مذكرة بحثية، جاء فيها: "نتوقع سعر برنت عند 95 دولاراً للبرميل بنهاية العام الجاري من 90 دولاراً في وقت سابق، وإلى 100 دولار في ديسمبر/كانون الأول 2024 من 95 دولاراً".
كان غولدمان ساكس قال الشهر الماضي، إن عودة أسعار النفط الخام لمستوى 100 دولار لن يكون مطروحا خلال العام الجاري، بسبب التبعات التي خلفتها الأزمة المصرفي على معنويات الاقتصاد العالمي.
في المقابل، قال بنك أوف أميركا في مذكرة بحثية، إن "أي تغيير غير متوقع بمقدار مليون برميل يومياً في ظروف العرض أو الطلب على مدار عام يمكن أن يؤثر في الأسعار بمقدار يتراوح بين 20 دولاراً و25 دولاراً للبرميل".
في المقابل، ذكرت مجموعة سيتي غروب المصرفية، أنه "يمكن للأسواق أن تتوقع قفزة هائلة للأسعار تماماً مثلما أدى تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي والاضطراب المصرفي إلى انخفاض الأسعار قبل أسبوعين بصورة غير متماثلة مع الحدث".
بينما قال "إيه إن زد غروب"، إن احتمال الوصول إلى 100 دولار قبل نهاية العام زاد بالتأكيد بعد هذه الإجراءات.. هذا الإجراء يرسل إشارة قوية إلى السوق بأن الأسعار ستصعد.
فيما قال سكاندينافيسكا إنسكيلدا بانكين، إن التخفيضات من جانب تحالف أوبك + ستساعد في إعادة خام برنت إلى مستوى 100 دولار للبرميل بشكل أسرع مع انتعاش الطلب العالمي على وقود الطائرات.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز