النفط.. مكانة خاصة في علاقة السعودية والولايات المتحدة
نجحت السعودية خلال السنوات الماضية، في زيادة رقعة سوقها النفطية حول العالم، لتكون اليوم أكبر مصدّر للنفط.
شكّل النفط على مدار عقود مضت، نقطة انطلاق وثيقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، نحو علاقات متينة تترجمها علاقات تجارية واستثمارية بمليارات الدولارات.
إلا أن العلاقة النفطية بين البلدين لا يمكن قياسها بميزان الأموال، نظرا للأبعاد الكبيرة لأهمية السعودية في صناعة النفط الخام على مستوى دول العالم كافة، بما فيها الولايات المتحدة.
أكبر منتج ومستهلك
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة، تعتبر أكبر منتج ومستهلك للنفط الخام في العالم، بمتوسط إنتاج يومي 11.8 مليون برميل، واستهلاك بمتوسط 17 مليون برميل يوميا، إلا أن أهمية السعودية في صناعة النفط تعتبر حجر الزاوية للاقتصاد العالمي.
ونجحت السعودية في تثبيت عقود طويلة الأجل مع كبار مستوردي الخام حول العالم، خاصة الصين ومع الهند (ثالث أكبر مستورد للنفط).
وعززت السعودية موقعها كأكبر مورد آمن ومستدام للنفط الخام لمختلف المستهلكين، ضمن جهود تقودها المملكة لاستعادة كامل الاستقرار للاقتصاد العالمي من خلال الوصول لأسعار عادلة للخام.
ونجحت السعودية خلال السنوات الماضية، في زيادة رقعة سوقها النفطية حول العالم، لتكون اليوم أكبر مصدّر للنفط بمتوسط يومي 7.4 مليون برميل.
مصدر موثوق
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ليست من كبار مستوردي النفط الخام السعودي، إلا أن الرياض تشكل لواشنطن مصدرا موثوقا للخام عالميا، وبالتالي الإبقاء على أسعار عادلة للمنتجين والمستهلكين.
وتعتبر أسعار النفط والوقود في السوق الأمريكية إحدى أبرز الأولويات لرؤساء البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي، وإحدى أدوات الاستقرار المحلي، من خلال أسعار مشتقات نفطية متوازنة، وهذا لا يحدث بدون إمدادات سعودية للسوق العالمية.
وتعد السعودية حاليا ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم، وأكبر منتج في منظمة أوبك (14 عضوا)، بمتوسط إنتاج يومي 10.5 مليون برميل يوميا، ويسبقها في الإنتاج كل من الولايات المتحدة بأزيد من 11.8 مليون وروسيا بـ10.8 مليون.
وفي 2017، أعلنت شركة "أرامكو" السعودية عن اتفاقيات بقيمة 50 مليار دولار مع ما يقارب 12 شركة أمريكية، من بينها "Schlumberger" و"Halliburton" و"General Electric" و"Nabros" و"National Oilwell Varco".
اتفاقيات
وتتضمن الاتفاقيات كافة النواحي من منصات النفط البحرية وصولاً إلى معدات الحفر المتطوّرة وحتى دمج تكنولوجيا شركة جنرال إلكتريك في تطوير عمليات "أرامكو" التشغيلية.
وترى الولايات المتحدة أن الاستثمارات في السعودية خاصة في صناعة النفط الخام، يشكل أهمية استراتيجية وسوقية يشكلها النفط السعودي بالنسبة للأمن القومي الأمريكي وللاستقرار العالمي في مجال السلع الأساسية.
وتعي الولايات المتحدة أهمية السعودية في تحالف "أوبك+"، الذي قاد صناعة النفط العالمية إلى الاستقرار منذ تأسيس التحالف ودخول قراراته حيز التنفيذ مطلع 2017.
وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية في وقت يعاني الشارع المحلي في مختلف الولايات ارتفاعا حادا على أسعار المشتقات النفطية، وذلك قبيل انتخابات التجديد النصفية والتي ستقعد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
زيارة بايدن
ووصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، عصر الجمعة، إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة، في زيارة هي الأولى من نوعها إلى السعودية منذ توليه منصبه ضمن جولة بالشرق الأوسط شملت إسرائيل وفلسطين أيضا.
وكان الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، في مقدمة مستقبلي الرئيس الأمريكي في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة.
وتوجه الرئيس الأمريكي إلى قصر السلام للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وعقد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، والرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، في قصر السلام بجدة، الجمعة، جلسة مباحثات رسمية.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA== جزيرة ام اند امز