صناعة الصلب القديمة تواجه حربا تجارية جديدة.. عصب اقتصاد العالم في خطر

تُعد صناعة الصلب من الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي، إذ تدخل في مختلف القطاعات الحيوية مثل البناء، فهي تشكل البنية التحتية للنقل والطاقة والدفاع.
وتواجه هذه الصناعة تحديات متزايدة تتعلق بالتحول نحو الإنتاج الأخضر، التوترات التجارية، والتقلبات في الطلب العالمي، بالإضافة لأزمة الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم ضاعفها لتصل لـ50%.
الإنتاج العالمي للصلب في 2024
بحسب ما أفاد الموقع الرسمي للرابطة العالمية للصلب "ذا وورلد ستيل أسوشياشن"، بلغ الإنتاج العالمي من الصلب الخام 1882.6 مليون طن في عام 2024، مسجلا انخفاضا طفيفا بنسبة 0.8% مقارنة بعام 2023.
وتصدرت الصين قائمة المنتجين للصلب خلال العام الماضي، بحصة تقارب 53% من الإنتاج العالمي، رغم تراجع إنتاجها بنسبة 1.7% إلى 1,005.1 مليون طن.
أما الهند، فقد واصلت نموها القوي، بزيادة إنتاجها بنسبة 6.3% لتصل إلى 149.6 مليون طن خلال 2024، مما يعزز مكانتها كثاني أكبر منتج عالميًا.
في حين سجلت تركيا نموًا ملحوظًا بنسبة 9.4%.
بينما شهدت كل من اليابان، والولايات المتحدة، وروسيا تراجعًا في الإنتاج وفق تقرير رابطة الصلب العالمية.
الطلب العالمي وتوقعات الاستهلاك
ووفقًا لتقرير رابطة الصلب العالمية، "worldsteel" في أكتوبر/تشرين الأول 2024، انخفض الطلب العالمي على الصلب بنسبة 0.9% ليصل إلى 1,751 مليون طن.
وكان متوقعا أن يشهد عام 2025 انتعاشًا بنسبة 1.2% ليصل إلى 1,772 مليون طن، مدفوعًا بتحسن في الطلب خارج الصين، قبل أن تحدث سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية، أزمة عالمية في الصناعة وسلاسل التوريد.
وذلك بعد ما فرضه من تعريفات جمركية بنسبة 50% على الصلب، عززت من أزمات القطاع الصناعي العالمي للصلب بجانب ما يواجهه من تحديات ، مثل انخفاض القوة الشرائية للأسر، تشديد السياسات النقدية، والضغوط الجيوسياسية.
أبرز المصدرين والمستوردين
وبحسب بيانات لمنصة ".tradeimex"، المزودة لبيانات التجارة العالمية للاستيراد والتصدير، تحتل دول مثل الصين والولايات المتحدة وألمانيا واليابان باستمرار مراكز متقدمة بين أكبر المستوردين للصلب، مما يُظهر تأثيرها العالمي الكبير في تجارة الصلب.
وتشمل قائمة أكبر 10 مستوردين للصلب حسب حجم الإنفاق، وفقًا لبيانات الشحن العالمية وبيانات واردات الصلب للفترة بين ختام عام 2024 ومطلع 2025.
أبرز المستوردين للصلب
1. الولايات المتحدة الأمريكية: 32.99 مليار دولار (7.2%)
2. الصين: 32.07 مليار دولار (7%)
3. ألمانيا: 28.87 مليار دولار (6.3%)
4. تركيا: 23.65 مليار دولار (5.1%)
5. إيطاليا: 22.86 مليار دولار (5%)
6. الهند: 17.67 مليار دولار (3.8%)
7. المكسيك: 15.87 مليار دولار (3.4%)
8. كوريا الجنوبية: 14.24 مليار دولار (3.1%)
9. فيتنام: 14.05 مليار دولار (3.1%)
10. بلجيكا: 13.79 مليار دولار (3%).
أبرز المصدرين للصلب
واعتبارًا من عام ٢٠٢٤، يهيمن مزيج من الدول الآسيوية والأوروبية على المشهد العالمي لتصدير الصلب، مما يعكس كلاً من القدرة الإنتاجية والموقع التجاري الاستراتيجي. ووفقًا لتقرير "الصلب العالمي بالأرقام ٢٠٢٤" الصادر عن الرابطة العالمية للصلب، وفيما يلي أكبر عشر دول مصدرة للصلب من حيث حجم الصادرات في عام ٢٠٢٣ ، وتشمل :
1 الصين 94.3 مليون طن
2 اليابان 32.2 مليون طن
3 كوريا الجنوبية 27 مليون طن
4 الاتحاد الأوروبي 27 مليون طن
5 ألمانيا 22.5 مليون طن
6 إيطاليا 16.1 مليون طن
7 بلجيكا 14.6 مليون طن
8 روسيا 13.9 مليون طن
9 تركيا 12.7 مليون طن
10 البرازيل 12.3 مليون طن.
تحديات سبقت أزمة التعريفات
ووفق ما أفادت وكالة أنباء رويترز، يعيش قطاع صناعة الصلب العالمي تحديات أخرى سبقت أزمة التعريفات الجمركية الحالية، حيث تسعى صناعة الصلب إلى تقليل بصمتها الكربونية.
حيث يمثل إنتاج طن واحد من الصلب حوالي 2.2 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتشمل الابتكارات في هذا المجال استخدام تقنيات الاختزال المباشر بالهيدروجين والأفران الكهربائية، بالإضافة إلى تعزيز عمليات إعادة التدوير.
وتُعد قارة أوروبا رائدة في هذا المجال، بإطلاقها لمشاريع مثل "Hybrit" ومشروع"Hydnum Steel" في كل من السويد وإسبانيا، وهي مشاريع تهدف بالمقام الأول إلى إنتاج صلب منخفض الكربون باستخدام مصادر طاقة متجددة وفق ما أفادت رويترز.
التوترات التجارية وتأثيرها على السوق في المستقبل
وبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو 2025 عن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50%، أثيرت العديد من المخاوف بين دول العالم من التصعيد المستمر في الحرب التجارية التي أطلقها ترامب وتأثيراتها سلبية على الأسواق العالمية بشكل عام، والصلب بشكل خاص.
وضمن التنبؤات المستقبلية لتداعيات هذا القرار، يرى خبراء أن هذا القرار قد يؤدي إلى تدفق الصلب الرخيص إلى الأسواق الأوروبية، مما يهدد الصناعات المحلية ويزيد من التحديات التي تواجهها، خاصة في ظل فائض الإنتاج العالمي المقدر بـ600 مليون طن في عام 2023، وفق تقرير حديث نشرته صحيفة فاينانشال تايمز نهاية مايو/أيار 2025.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODQg جزيرة ام اند امز