125 سنة أولمبياد "3".. ميسي وصلاح ونيمار وكورونا
بعدما وحدت أولمبياد برشلونة 1992 العالم، أنهت الخلافات السياسية بين العديد من الدول، جاء الاحتفال بالمئوية.
ففي عام 1996 احتفل العالم بمرور 100 عام عن أول دورة أولمبية في العصور الحديثة منذ انطلاق دورة الألعاب الأول في العاصمة اليونانية أثينا 1896.
أولمبياد أتلانتا 1996: 100 سنة أولمبياد
ورغم محاولات أثينا للفوز بحق استضافة أولمبياد 1996 رغبة منها في أن يكون احتفالا مئويا بانطلاق الدورات الأولمبية الحديثة من نفس المدينة، اختارت اللجنة الأولمبية الدولية أتلانتا لتنظيم تلك الدورة وسط الثقة الزائدة من قبل اليونانيين.
وشهدت تلك الدورة عددا هائلا من المسابقات والسباقات، ولكنها شهدت أيضا انهيارا كبيرا في نظام المعلومات الأولمبية بالإضافة للزحام المروري الشديد، وكذلك حادث تفجير إرهابي أسفر عن مقتل سيدة.
ولكن كل ذلك لم يكن له ظهور أمام الأضواء التي خطفها الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي الذي لفت أنظار الجميع لظهوره في تلك الدورة على الرغم من إصابته بمرض الشلل الرعاش، حيث أوقد الشعلة الأولمبية خلال حفل الافتتاح.
أولمبياد سيدني 2000: شبح المنشطات
وأوقدت العداءة الأسترالية كاتي فريمان الشعلة الأولمبية للدورة الأولمبية التي استضافتها سيدني عام 2000، قبل أن تسعد مواطنيها بإحراز ذهبية سباق العدو 400 متر، ما دفع سامارانش إلى الإشادة بها ووصفها بأنها "الأفضل على الإطلاق".
وشارك لاعبون من تيمور الشرقية في تلك الدورة حتى قبل الاعتراف الرسمي بدولتهم، بينما شهد حفل الافتتاح مسيرة موحدة للاعبي الكوريتين الشمالية والجنوبية.
ولكن شبح المنشطات خيم بظلاله على تلك الدورة لاكتشاف 11 حالة لتعاطي المنشطات منها 3 حالات للاعبين حصدوا ميداليات ذهبية.
أولمبياد أثينا 2004: إنجاز عربي
وخيم شبح المنشطات بظلاله أيضا على الأيام الأولى من أولمبياد أثينا 2004، ومع عودة الدورات الأولمبية إلى نقطة انطلاقها في العاصمة اليونانية غاب العداء اليوناني كوستاس كينتيريس ومواطنته العداءة إيكاتريني ثانو عن اختبار الكشف عن المنشطات الذي كان مقررا لهما عشية يوم افتتاح الدورة.
وادعى الاثنان تعرضهما لحادث تصادم بدراجة نارية، ثم قررا الانسحاب من الدورة وسط تهديدات من اللجنة الأولمبية الدولية باستبعادهما وطردهما من الدورة، وتعرض كلا منهما لاحقا للإيقاف لمدة عامين.
وفاز العداء المغربي هشام القروج بالميدالية الذهبية لسباقي العدو 1500 متر و5000 متر ليكون ثاني عداء فقط في التاريخ يحرز تلك الثنائية، حيث سبقه إليها العداء الفنلندي بافو نورمي في أولمبياد 1924 .
أولمبياد بكين 2008: ظهور ميسي
بذل الإسباني الراحل خوان أنطونيو سامارانش جهدا هائلا من أجل هذه الدورة المثيرة للجدل، وأسعفه الحظ لمتابعة فعالياتها قبل وفاته في 2010 .
وكان الرقم 8 هو العلامة المميزة لهذه الدورة، علما بأنه رقم الحظ في العاصمة الصينية بكين حيث أقيمت فعاليات الدورة من (الثامن) إلى 24 أغسطس/آب (ثامن الشهور الميلادية)، كما بدأ حفل الافتتاح في الثامنة و8 دقائق مساء.
وكان نجم كرة القدم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي، واحدا من 10 آلاف و92 رياضي ورياضية شاركوا في أولمبياد بكين 2008 وقاد منتخب بلاده إلى الفوز بذهبية كرة القدم، قبل عام من بدء فوزه المتتالي بجائزة أفضل لاعب في العالم.
وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تتصدر فيها الصين قائمة جدول الميداليات بالدورات الأولمبية، حيث تفوقت بوضوح على الولايات المتحدة وأحرزت 51 ميدالية ذهبية مقابل 36 للبعثة الأمريكية.
أولمبياد لندن 2012: ظهور صلاح وتقليل عدد الألعاب
بعدما شهد أولمبياد بكين 28 رياضة، تقلص العدد مجددا إلى 26 رياضة في أولمبياد لندن 2012 بعد استبعاد رياضتي البيسبول والسوفت بول.
واستغرق العمل استعدادا لهذه الدورة الأولمبية نحو 7 سنوات كاملة وأشارت بعض التقديرات إلى أن تكلفتها بلغت 12 مليار يورو.
وفرض العداء البريطاني (المولود بالصومال) مو فرح نفسه بطلا قوميا في هذه الدورة، بعدما أصبح أول عداء بريطاني يحرز ميدالية سباق العدو لمسافة 10 آلاف متر في تاريخ الدورات الأولمبية.
وأتبع فرح هذا الإنجاز بإنجاز آخر بعدها بأيام قليلة في نفس الدورة، حيث أضاف ميدالية ذهبية أخرى، لسباق 5000 متر، لتعلو أصوات الجماهير في مدرجات الاستاد، لدرجة لم يتخيلها أحد قبل بداية فعاليات هذه الدورة ، وذلك احتفالا بهذا الإنجاز التاريخي.
كما شهدت هذه الدورة الظهور الأول للنجم المصري محمد صلاح في الألعاب الأولمبية بعدما شارك مع منتخب مصر الأولمبي لكرة القدم وكان عمره وقتها ٢٠ عاما.
أولمبياد ريو دي جانيرو 2016: أول دورة في أمريكا الجنوبية
بعد صراع كبير على حق استضافة فعاليات هذه النسخة الأولمبية مع العاصمة الإسبانية مدريد، وكذلك العاصمة اليابانية طوكيو التي حلت في المركز الثالث بالمرحلة الثانية من التصويت، ومدينة شيكاغو الأمريكية التي خرجت مبكرا من المرحلة الأولى، انتزعت ريو دي جانيرو البرازيلية في 2009 حق استضافة فعاليات هذه الدورة في الجولة الثالثة من التصويت، من خلال حصولها على أغلبية الأصوات (66 صوتا مقابل 32 صوتا لمدريد) .
وبهذا، أصبحت هذه النسخة، أول دورة أولمبية تقام في قارة أمريكا الجنوبية على مدار التاريخ، كما أنها الأولى التي تقام في بلد يتحدث بالبرتغالية، إضافة لكونها أول نسخة من الدورات الأولمبية الصيفية تقام بالكامل في فصل الشتاء بالبلد المضيف.
وارتفع عدد الرياضات المدرجة في هذه الدورة مجددا إلى 28 رياضة مثلما كان في بكين 2008، وذلك بعد تقليصه إلى 26 رياضة في لندن 2012.
كما شهدت هذه الدورة مشاركة وجوه جديدة هي بعثة كوسوفو وجنوب السودان، إضافة لمشاركة بعثة لفريق اللاجئين.
أولمبياد طوكيو 2020: زمن كورونا
يترقب العالم انطلاق فعاليات النسخة الجديدة من الدورات الأولمبية، والتي تستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو من 23 يوليو/تموز الحالي إلى الثامن من أغسطس/آب المقبل.
وكان مقررا أن تقام فعاليات هذه النسخة في العام الماضي وبالتحديد من 24 يوليو/تموز إلى التاسع من أغسطس/آب 2020 ، ولكنها تأجلت بسبب جائحة كورونا.
ورغم استمرار الجائحة وحالة الطوارئ المطبقة في بكين، ستقام فعاليات هذه الدورة خلال الأيام المقبلة وإن كانت فعالياتها ستقام بدون جماهير مع الاحتفاظ باسمها (طوكيو 2020).
وهذه هي المرة الأولى، التي يتم فيها تأجيل دورة أولمبية وتحويل موعد إقامتها لموعد لاحق دون إلغاء.
وستصبح طوكيو أول مدينة آسيوية تستضيف فعاليات الدورة الأولمبية الصيفية للمرة الثانية، حيث سبق لها استضافة دورة 1964 .
وتشهد فعاليات هذه الدورة الأولمبية ارتفاعا هائلا في عدد الرياضات المدرجة ضمن المنافسات حيث يصل العدد إلى 33 رياضة، وذلك مع إدراج رياضات مثل الكاراتيه والتسلق الرياضي وركوب الأمواج للمرة الأولى مع عودة رياضتي البيسبول والسوفتبول لجدول المنافسات للمرة الأولى منذ 2008.
ورغم الظروف المحيطة بهذه الدورة الأولمبية وأبرزها أزمة الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد ، ينتظر أن يتجاوز عدد المشاركين فيها حاجز الـ11 ألف رياضي ورياضية.