عيد عُمان الوطني الـ52.. إنجازات تتزايد ونهضة تتواصل وفرح يعم السلطنة
تحتفل عُمان، اليوم الجمعة، بعيدها الوطني الـ52، في وقت تشهد في السلطنة إنجازات جديدة في مسيرة نهضتها المتجددة التي يقودها السُّلطان هيثم بن طارق.
وانطلق العيد الوطني للسلطنة هذا العام وسط احتفالات شعبية ورسمية واسعة بتلك المناسبة، وجهود حكومية متواصلة لتنفيذ مشاريع التنمية، وتوجيهات سلطانية بتسريع وتيرة الإنجازات وإطلاق مشاريع تنموية جديدة .
احتفالات واسعة
وارتفعت أعلام البلاد على المشروعات التنموية والتطويرية التي تشهدها في مختلف المحافظات وفي مختلف القطاعات.
وتوشحت الشوارع والمباني الحكومية والخاصة ومنازل المواطنين بأعلام السلطنة والأضواء في منظر جمالي بهيج تعبيرًا عن هذه المناسبة المهمة.
فيما انطلقت في مختلف المحافظات مسيرات ولاء وعرفان للسُّلطان هيثم بن طارق بمناسبة العيد الوطني الـ52، رفعوا فيها أعلام السلطنة وصور السلطان ولافتات تعبر عن الشكر والولاء والفخر بالمُنجزات والعطاءات المتواصلة لمسيرة الخير والبناء بقيادته.
بدوره، توجـه السلطان هيثم بن طارق بالتهنئة للمواطنين والمقيمين بمناسبة العيـد الـوطني (52)، داعيًـا الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة وأمثالها على عمان وشعبها بمزيد من التقدم والازدهار والاطمئنان.
وأشاد -خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء بقصر الحصن العامر في ولاية صلالة بمحافظة ظفار، أمس الخميس- بالمشاعر الصادقة والدعوات الخالصـة الـتي يبـديها المواطنـون والمقيمون في كافة أرجاء السلطنة بهذه المناسبة العزيزة.
وبتلك المناسبة، أصدر السُّلطان هيثم بن طارق عفوا خاصا عن مجموعة من نزلاء السجن المدانين في قضايا مختلفة، بلـغ عـددهم (175) نـزيـلًا، منهم (65) نزيلًا أجنبيًّا.
ونظرا لحلول تلك المناسبة يوم الجمعة، تقرّر أن يكون يوما 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وأول ديسمبر/كانون الأول المُقبل إجازة رسميّة للموظفين بوحدات الجهاز الإداري للدولة وغيرها من الأشخاص الاعتبارية الأخرى والعاملين في منشآت القطاع الخاص بتلك المناسبة.
ومن المرتقب أن يرعى السُّلطان هيثم بن طارق اليوم الجمعة عرضا عسكريا سيُقام على ميدان النصر بمحافظة ظفار، وذلك بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني.
ومن بين ما تم استحداثه في احتفالات العيد الوطني لهذا العام، سيتم إطلاق عروض الدرون الضوئية وعروض الليزر بالإضافة إلى بعض العروض المصاحبة التي ستقام في محافظة مسقط في 18 و19 نوفمبر/تشرين الثاني في موقعين مختلفين وفي محافظة ظفار في 18 نوفمبر/تشرين الثاني وفي محافظة مسندم في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وتحتفل عمان بعيدها الوطني يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي يوافق يوم مولد سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، لما شهدته البلاد في عهده من نهضة وتطور في مجالات شتى، فيما بدأ الاحتفال به قبل 52 عاما مع تولي السلطان قابوس الحكم عام 1970.
وكان قابوس أعلن عقب توليه الحكم بدء انطلاق مسيرة نهضة السلطنة العمانيّة، وعلى أثرها بدأت مرحلة بناء الدّولة الحديثة.
وبعد توليه مقاليد الحكم 11 يناير/كانون الثاني 2020، وجه السلطان هيثم بن طارق باستمرار يوم 18 نوفمبر يومًا وطنيًّا للنهضة تحتفل به السلطنة كل عام، في لفتة طيبة تعبِّر عن أصدق مواقف الوفاء والصدق وأنبل المشاعر تجاه السلطان الراحل.
وفيما يعد السلطان قابوس مؤسس نهضة عمان الحديثة، فإن خلفه هيثم بن طارق أسس عقب توليه الحكم مرحلة أخرى من نهضة عُمان المتجددة، وضع بعض ملامحها في رؤية "عُمان 2040".
وتحل ذكرى العيد الوطني الـ 52 في وقت تمضي فيه عمان قدما لتنفيذ الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، التي انطلقت بداية من يناير/كانون الثاني 2021، وستنفذ على مدى 4 خطط تنموية متتالية استهلتها السلطنة بانطلاق خطّة التّنمية الخمسيّة العاشرة (2021 ـ2025)، والتي تعبر عن التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً لعُمان.
مشاريع إضافية
وبالتزامن مع الاحتفالات، آثر السلطان هيثم بن طارق أن تكون تلك المناسبة الوطنية دافعا لتحقيق المزيد من الإنجازات في مسيرة النهضة المتجددة.
وخلال ترؤسه اجتماع مجلـس الوزراء بقصر الحصن العامر في ولاية صلالة بمحافظة ظفار، الخميس، تم استعراض الأداء الاقتصادي خلال خطة التنمية الخمسية العاشرة والـموقف التنفيذي للمشاريع المعتمدة في الخطة.
وأكد السلطان هيثم أهمية قيام وحدات الجهاز الإداري للدولة بمضاعفة الجهود لتحقيق نتائج أفضل في قطاعات التنويع الاقتصادي بما ينعكس على تحريك الاقتصـاد بشكل أكبر وتحقيق معدلات النمو المستهدفة في الخطة الخمسية العاشرة.
وشدد على ضرورة الانتهاء من المشاريع التنموية المعتمدة في الخطة الخمسية العاشرة (2021 - 2025م) والعمل على ضمان تنفيذها خلال الفترات الزمنية المحددة لها وفقًا لموازناتها المعتمدة.
كما وجه باعتماد تنفيذ عدد من المشاريع التنموية الإضافية إلى جانب المشاريع المعتمدة في الخطة الخمسية العاشرة.
أيضا وجه السلطان هيثم بإطلاق "البرنامج الوطني للاستدامة الـمالية وتطوير القطاع المالي" لـمدة ثلاث سنوات؛ بـدءًا مـن يـنـاير 2023م؛ وذلك لجعل القطاع المالي ممكّنًا رئيسًا لنمو الاستثمارات والاقتصاد وبما يضمن الاستمرارية لكافة البرامج التنموية.
وفي إطار حرصه على استمرار تقديم الدعم اللازم للتخفيف من آثـار التضخم على الأوضاع المعيشية للمواطنين، وجه السلطان هيثم بن طارق باعتماد مجموعة من المبادرات الجديدة في هذا الصدد.
وليست تلك المرة الأولى الذي يوجه فيه السلطان هيثم بإضافة مشروعات تنموية جديدة على الخطة الخمسية العاشرة، حيث سبق أن وجه بتنفيذ مشروعات تنموية إضافية بما يزيد على 650 مليون ريال عُماني ليتم تنفيذها خلال ما تبقى من سنوات الخطة الخمسية الحالية في مختلف القطاعات.
توجيهات سلطانية تكشف عن إرادة قوية لتسريع وتيرة الإنجازات وإضافة تحديات جديدة للنهوض بالوطن، بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين.
رؤية شاملة
تأتي تلك المشارع التنموية ضمن رؤية شاملة لتحقيق النهضة المتجددة، واكبتها جهود سلطانية لتطوير آليات صنع القرار الحكومي بما يخدم المصلحة الوطنية العليا.
وتحقيقا لهذا الهدف جاء قرار إعادة هيكلة مجلس الوزراء في 16 يونيو/حزيران الماضي وهو الثاني منذ تولّي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، في إطار حرصه على تجويد الأداء الحكومي لوحدات الجهاز الإداري للدولة تحقيقا لرؤية عُمان 2040.
بالإضافة إلى إنشاء مجلس أعلى للقضاء برئاسته تكريسًا لنظام قضائي ناجز وتحقيق أرفع المعايير في العدالة والنزاهة والشفافية وتماشيًا مع أهداف وركائز رؤية عُمان 2040 وتوحيد جهات التقاضي والادعاء العام في منظومة قضائية واحدة.
انتخابات بلدية
ويحل الاحتفال بالعيد الوطني هذا العام، فيما تستعد السلطنة لإجراء انتخابات بلدية الشهر القادم.
وتشهد سلطنة عُمان في 25 ديسمبر المقبل انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة 2022م وفي 17 ديسمبر/كانون الأول للناخبين الموجودين خارج البلاد.
انتخابات تكتسب أهمية خاصة بعد المرسوم السُّلطاني رقم (2022/38) بتعديل بعض أحكام قانون المجالس البلدية، الأمر الذي يسهل تحقيق مهامها بفاعلية في مختلف المحافظات .
النهوض بالتعليم
أيضا وفي إطار سعيه للنهوض بالتعليم خلال مسيرة النهضة المتجددة، أكّد السُّلطان هيثم بن طارق على الدور المحوري لقطاعي التعليم والتدريب المهني في رفد سوق العمل بالكفاءات الوطنية الماهرة، حيث وجّه بإعداد خطة تنفيذية متكاملة لتطوير هذا القطاع بالتعاون مع بعض المؤسسات الدولية، وباستكمال إعداد مسار التعليم التقني ضمن مخرجات التعليم العام ومواءمة مخرجات التعليم العام (المسار التقني) مع برامج التعليم والتدريب المهني.
ونتيجة لتلك الجهود، فقد حازت سلطنة عُمان المرتبة العاشرة عالميًّا في ركيزة التعليم ضمن نتائج مؤشر الابتكار العالمي ٢٠٢٢ متقدمة بـ٣٤ مرتبة عن العام السابق، وحصلت على المرتبة الـ١٩ في مؤشر سياسات ممارسة الأعمال.
الاهتمام بالبيئة
كما أولت سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا بحماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية المختلفة.
ظهر ذلك جليا في اعتماد السُّلطان هيثم بن طارق عام 2050م موعدًا لتحقيق الحياد الصفري الكربوني، وإعداد خطة وطنية له، وإنشاء مركز عُمان للاستدامة بناء على مخرجات مختبر إدارة الكربون، في خطوة مهمّة في تقليل آثار التغير المناخي.
كما تم إصدار المرسوم السُّلطاني رقم (54/ 2022) بإنشاء محمية المتنزه الوطني الطبيعي بمحافظة مسندم تحقيقًا للتنمية المستدامة في صون الموارد الطبيعية من خلال المحافظة على التنوع الأحيائي وحماية الأحياء الفطرية والثراء الجيولوجي وهي المحمية الأولى في محافظة مسندم والـ 22 في سلطنة عُمان.
ودعمًا لحلول الطاقة النظيفة منخفضة التكلفة اُفتتح مشروع عبري للطاقة الشمسية في يناير/كانون الثاني الماضي كأول محطة لتوليد الطاقة الشمسية تُربط بشبكة الكهرباء الرئيسة بهدف تنويع مصادر الطاقة المتجددة وتعظيم إسهام مشروعات الطاقة النظيفة ودعم الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمار.
مستقبل زاهر
جهود في مختلف المجالات تكللت بتمكن السلطنة خلال هذا العام وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي من تسديد قروض واستبدال بعض السندات مرتفعة الكُلفة بأخرى منخفضة بقيمة تزيد على 4 مليارات ريال عُماني، ومن خفض حجم الدّيْن العام بنحو 2.4 مليار ريال عُماني حتى نهاية أغسطس من العام الجاري ليبلغ 18.4 مليار ريال عُماني نتيجة لعددٍ من الإجراءات الحكومية المتخذة لدعم التعافي الاقتصادي.
وانخفضت نسبة الدَّيْن العام إلى الناتج المحلي الإجمالي حتى 46.5 بالمئة مما مكّن الحكومة من خفض مخاطر الدَّيْن العام وخفض كُلفة فوائد الدَّيْن العام الواجب سدادها مستقبلًا بنحو 127 مليون ريال عُماني بجانب تحسين التصنيف الائتماني وغيرها من المنافع لتعزيز النمو الاقتصادي.
ويحتفل العمانيون باليوم الوطني الـ52 في وقت تمضي فيه بلادهم قدما لتنفيذ الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، وسط تفاؤل بمستقبل زاهر لبلادهم تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
نظرة تفاؤلية تعززها، مشروعات تنموية في مختلف المجالات تهتم بالشباب والمرأة والطفل ومختلف فئات المجتمع، وتؤكدها مؤشرات دولية، حيث رفعت وكالة "فيتش" تصنيفها الائتماني لسلطنة عُمان وتعديل وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية للسلطنة من مستقرة إلى إيجابية مع تثبيت معدل التصنيف عند Ba3.