اليوم الوطني العماني.. 10 أنشطة تراثية وفنية تميز السلطنة
تنفرد عُمان بتراث عريق يزخر بثقافة متأصلة وموروثات أصيلة تعكس عمقها الحضاري ومدى ارتباط أبناء السلطنة بمجتمعهم وبيئتهم وحبهم لها.
وتتميز الهوية العُمانية منذ عقود بطابع ثقافي متفرد وأنشطة تراثية مختلفة، بعضها تشترك فيه مع جيرانها والبعض الآخر يجعلها تقف متميزة بين باقي الدول.
بمناسبة اليوم الوطني العُماني، الذي يصادف 18 نوفمبر من كل عام، تسلط "العين الإخبارية" الضوء على أبرز الأنشطة والمعالم الثقافية والشعبية التي تشهد على تفرد السلطنة وتميزها.
وتحيي عُمان في يومها الوطني رقم 51 ذكرى تحرير بلادها من الاستعمار البرتغالي والحصول على الاستقلال وبدء الحكم الذاتي للسلطنة في عام 1650.
احتفالية العيد الوطني لعُمان هذا العام تحمل شعار "الحادي والخمسون للنهضة"، ويُشير إلى استمرار النهضة العمانية منذ تولي السلطان الراحل قابوس بن سعيد آل سعيد حكم الوطن منذ 51 عامًا وتحديدًا في عام 1970، وصولا إلى اليوم حيث يتولى السلطنة السلطان هيثم بن طارق منذ عام 2020، ليستكمل مسيرة البلاد اعتمادا على طاقات شبابها وجميع أبنائها لاستكمال طريق النهضة والازدهار.
1- سباقات الهجن
تعد سباقات الهجن واحدة من الموروثات الحضارية والثقافية التي تميز سلطنة عمان، وهي رياضة تحظى بشغف كبير بين مختلف طبقات المجتمع وترتبط ارتباطا وثيقا بأهلها منذ القدم.
الشغف العماني بسباقات الهجن والاهتمام الرسمي والشعبي بها دفعها للتطور على مدار السنوات حتى أصبحت موردا اقتصاديا هاما لكثير من مربي الإبل.
وترجم ذلك الاهتمام عبر إنشاء الاتحاد العماني لسباقات الهجن بالقرار الوزاري رقم (2006/18)، بهدف متابعة السباقات والعناية بها ورصد جوائز نالت رضا محبي وملاك ومضمري الهجن بالسلطنة .
وتقام سباقات الهجن بأنواعها المختلفة بمختلف مناطق السلطنة خلال الأعياد الدينية والوطنية والمناسبات الشعبية، ويصاحبها العديد من الموروثات العمانية الشهيرة.
2- سباقات الخيل
الاهتمام بتربية الخيل من الملامح العريقة والأصيلة للسلطنة، حيث يتميز العُمانيون بحب اقتناء والاعتناء بها لما ترمز له من أصالة وافتخار.
وتتمتع السلطنة بآلاف الخيول وتتنوع بين الخيول العربية الأصيلة والمهجنة الأصيلة، التي يتم ترويضها وتدريبها على شتى أنواع السباقات ورياضات الفروسية المعروفة التي تقام سنويا، وأبرزها سباق الخيل السنوي بالإسطبلات السلطانية، وسباق الخيل بالولايات والذي يقام باستمرار على مدار العام.
3- مناطحة الثيران
رياضة مناطحة الثيران معروفة في مختلف الدول، لكن دينامكيتها في عُمان مختلفة عن باقي البلاد.
عرفت رياضة مصارعة الثيران إسبانيا والبرتغال وعدد من دول أمريكا الجنوبية، وهي عبارة عن مواجهة بين الرجل ويسمى "الماتادور" والثور في الحلبة.
لكن في السلطنة تأخذ هذه الرياضة طابعا مختلفا، إذ يغيب الرجل "الماتادور" وتقتصر فقط على ثورين يتناطحان فيما بينهما حتى تظهر الغلبة لأحدهما.
4- صناعة البخور
تشتهر سلطنة عمان بإنتاج البخور أو كما يطلق عليه العمانيون "اللبان"، وهذه الصناعة تلقى رواجا وإقبالا بين المواطنين والزائرين من مختلف دول العالم.
وتعد ظفار من أكثر مدن السلطنة التي تشتهر بإنتاج أفخر أنواع البخور، حيث عرفت هذه الصناعة منذ زمن طويل وكانت مصدرا لتزويد الكثير من دول العالم باللبان العماني عالي الجودة.
حاليا، يوجد في عمان الكثير من الشركاتِ العمانية المتخصصة في إنتاج العطور حيث يتم إنتاجها باستخدام مختلف أنواع البخور كالعنبر والزعفران والصندل والعود.
5- صناعة الخناجر
يشكل الخنجر العادي أو المعقوف أهم مكونات الزي العماني، ويحرص العمانيون على اقتناء الخناجر والظهور بها في المناسبات الرسمية والاحتفالات الوطنية والأعراس.
ومع توارث هذا المظهر الاجتماعي من الآباء إلى الأبناء، حافظت صناعةُ الخناجر على بقائها رغم تطورات العصر.
ويعتبر الخنجر العماني تراثا أصيلا، فهو رمز الرجولة والفخر والاعتزاز بين أبناء السلطنة، ويضع الرجال على نطاقهم حزاما من الجلد فوق الدشداشة، ويصنع القسم الأمامي منه من قطع فضية صغيرة مترابطة، أو يكون مطرزا تطريزا أنيقا بخيوط فضية أو ذهبية.
ويتحدد سعر الخنجر بناءً على المادة الخام المصنوع منها سواء الحديد أو الفضة أو الذهب، وإن كانت الخناجر الفضية الأكثر شيوعا خصوصا بالنسبة للمقبض.
6- صناعة النسيج
عرف العمانيون صناعة النسيج من العصور القديمة، وعرفت عند أهل البادية بصناعة السدو عن طريق المغزل من صوف الأغنام أو الماعز.
وقد استخدم النسيج المصنوع من الصوف والشعر لبناء المساكن البدوية، واشتهرت نساء البادية أيضا بعمل الزرابيل من صوف الأغنام كما عملت على نسج زانه الجمال عن طريق المغازل.
تشتهر السلطنة أيضا بصناعة النسيج القطني، حيث كان القطن يزرع في عمان خاصة في نزوى بكثرة لكن تقلص إنتاجه خلال العقود الماضية، وكان القطن المحلي يغزل وينسج في أنوال محلية، حيث تصنع منه أنواع من الملابس مثل الإزار.
7- صناعة الفخار
تعتبر الصناعات الفخارية من الصناعات القديمة في السلطنة، حيث اهتم العمانيون بها لتعدد استعمالاتها في حياتهم اليومية.
ويرجع تاريخ صناعة الفخار إلى الألف الرابع قبل الميلاد، هذا ما أشارت إليه الحفريات والتنقيبات الأثرية التي تم اكتشافها في البريمى وشمال عمان، التي كانت عبارة عن قطع فخارية قديمة.
وتعتمد الصناعات الفخارية في مكوناتها على الصلصال المأخوذ من التربة المتميزة الصالحة للتشكيل والقادرة على الصمود في وجه مختلف المتغيرات الطبيعية وغيرها، وتعتبر ولاية بهلا بالمنطقة الداخلية الموطن الأصلي والوحيد للتربة الصالحة للصناعات الفخارية.
8- صناعة التقطير
يوجد بالسلطنة العديد من الأشجار والنباتات ذات الفوائد المتعددة بتعدد أنواعها سواء المقطر منها، مثل ماء الورد ونبات الجعداء وأشجار الياس والكيذا أو المستخلصة زيوتها مثل أشجار الشوع والقفص وأشجار العرش.
وتعد صناعة ماء الورد أشهر صناعات التقطير في السلطنة، وأحد كنوز محافظاتها خاصة الجبل الأخضر، حيث تكتسي المدرجات الخضراء على ارتفاع أكثر من 3000 متر عن سطح الارض بالورود في منظر بهيج أواخر شهر مارس من كل عام.
9- صناعة السفن
تعد صناعة السفن حرفة قديمة في السلطنة تعود إلى آلاف السنين؛ حيث كانت تتميّز مراكب عُمان باستخدام الألياف عوضاً عن المسامير لربط أجزاء المركب ببعضها البعض.
أيضا كان شراع المركب يمتدُ من مقدمته إلى نهايته على عكس الشراع العريض المُربع، كما كان طرفي المركب يتشابهان في الشكل.
ونجح العمانيون على مدار عقود في بناء مختلف أنواع السفن، بداية من صناعة المراكب الصغير ووصولا إلى السفن الضخمة.
10- الأزياء التقليدية
تعرف سلطنة عمان بتميزها بالأزياء التراثية على اختلاف وتنوع أشكالها، وسواء كانت للرجال أم النساء أم الأطفال فهي ذات طابع مميز يعكس أصالة المجتمع وفخره.
وتتكون الأزياء الرجالية من الدشداشة ذات العنق المستدير وتحتوي على شريط له ألوان مختلفة عن لون الدشداشة وله فراخة أو كركوشة تكون متدلية على الصدر، إضافة إلى التطريز الذي يلفها بفن وذوق رفيع.
أما الزي النسائي فيتنوع حسب المناسبة، مثل ثوب الأعراس الذي يحتوي على خيوط مختلفة مطرزة، ويستخدم الكريستال والأحجار الملونة في تزيينه بشكل جذاب وفن رفيع.
هناك أيضا الثوي الخاص بالزيارات الرسمية ويصنع من الحرير أو الشيفون، وأخيراً الثوب المصنوع من القطن الناعم المريح ذي الألوان والنقوش المختلفة الذي يسمى بثوب المنزل.