تتويجا للعلاقات التاريخية.. احتفاء عماني بزيارة طحنون بن زايد
احتفى مغردون عمانيون بزيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي للسلطنة، معربين عن ترحيبهم بضيف البلاد الكبير.
واعتبر المغردون ومن بينهم إعلاميون وباحثون في مجال التاريخ أن تلك الزيارة تتوج العلاقات التاريخية الأخوية المتنامية بين البلدين.
ونشر المغردون مقاطع فيديو لاستقبال سلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان والوفد المرافق له تظهر حفاوة الترحيب ومتانة العلاقات الأخوية.
تعزيز التعاون
واستقبل السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، الخميس، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية التاريخية المتجذرة بين البلدين ومواصلة التعاون والتنسيق المشترك بينهما، بما يحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعات شعبيهما الشقيقين نحو التنمية المستدامة والازدهار.
ونقل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى سلطان عمان خلال اللقاء تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتمنياتهم له بموفور الصحة والسعادة لعمان وشعبها الشقيق دوام التقدم والرفعة والازدهار.
فيما حمل سلطان عمان الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان تحياته إلى رئيس دولة الإمارات ونائبه والشيخ محمد بن زايد آل نهيان معرباً عن تمنياته لدولة الإمارات وشعبها مزيدا من التقدم والرخاء.
ترحيب بالضيف الكبير
واحتفى مغردون عمانيون بزيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لبلادهم، مشيدين بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين.
ونشر الإعلامي العماني خليل البلوشي صورة للقاء، وغرد مرحبا بالزيارة، قائلا: "يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا، نحن الضيوف وأنت رب المنزل.. حللت أهلاً ونزلت سهلا".
بدورها نشرت الباحثة في التاريخ والكاتبة العمانية هدى الزدجالية صورا للقاءات عديدة جمعت قادة البلدين على مر التاريخ وصولا لزيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في بيت بهجة الأنظار بولاية صحار، حيث جرى اللقاء.
وغردت قائلة: "بيت بهجة الأنظار بولاية صحار شهد لقاءات تاريخية بين البلدين الشقيقين".
المغرد العماني أحمد السالمي غرد بدوره محتفيا بالزيارة، قائلا: "السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، يستقبل الشيخ طحنون بن زايد في بهجة الأنظار في صحار، فأهلا وسهلاً بالضيف وعسى أن تؤتي الزيارة ثمار الخير للبلدين والمنطقة".
مرحبا بالزيارة أيضا، غرد نواف البلوشي، قائلا: "أهلاً وسهلاً بضيف السلطنة الكبير ضيف السلطان هيثم بن طارق المعظم، الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة".
نشر أيضا حساب "الحُسام" صورا وفيديوهات للزيارة والاستقبال العماني الرسمي، وغرد قائلا: "عُمان والإمارات علاقات تاريخية وروابط أسرية".
علاقات تاريخية
وتتوج زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي للسلطنة العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في جميع المجالات في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، واستمر الزخم في علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين، وتزايدت وتيرته مع تولي السلطان هيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم، قبل نحو عامين.
ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الإماراتية، وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال أول لقاء جمعه مع السلطان هيثم بن طارق -لتقديم واجب العزاء في وفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد- وذلك غداة تولي السلطان هيثم الحكم 12 يناير/كانون الثاني 2020.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان كانت ولا تزال وستظل بإذن الله تعالى وإرادة قيادتهما.. قوية وراسخة لأن ما يجمع شعبي البلدين من روابط أخوية يضرب بجذوره في أعماق التاريخ ويستند إلى أسس متينة من الجوار الجغرافي والقيم والعادات والتقاليد المشتركة وعلاقات القربى والمصاهرة والعمق الاستراتيجي وغيرها من العوامل التي تكسب علاقات البلدين خصوصيتها وتميزها.
بدوره أكد السلطان هيثم بن طارق متانة العلاقات الأخوية التاريخية المتجذرة بين دولة الإمارات وسلطنة عمان وشعبيهما الشقيقين وحرص قيادتهما على مواصلة توثيقها لما فيه خير البلدين.. متمنيا لدولة الإمارات مزيدا من التقدم والتنمية والرفعة في ظل قيادتها الحكيمة.
وتأتي زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في وقت يتزايد فيه التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة، حيث تشارك عمان بإكسبو 2020 دبي الذي تستضيفه دولة الإمارات والذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
وأوائل شهر مارس/آذار الجاري جرت مباحثات بين البلدين لتعزيز التعاون العسكري بينهما خلال زيارة اللواء الركن سعيد راشد علي الشحي قائد القوات البرية الإماراتية للسلطنة.
وفي 17 فبراير/شباط الماضي، عقدت في غرفة تجارة صناعة دبي الدورة الثانية من الملتقى الاقتصادي الإماراتي- العماني بحضور عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي وقيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية وعبدالله المزروعي رئيس اتحاد غرف تجارة وصناعة الإمارات ورضا بن جمعة آل صالح رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان إلى جانب 120 من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين وممثلي القطاع الخاص ورواد الأعمال من البلدين الشقيقين.ناقش الملتقى أطر تعزيز الشراكات الاقتصادية بين مجتمعي الأعمال من البلدين بما يخدم العلاقات الاقتصادية ويرفع مستوى التبادل التجاري وتحفيز تدفقات الاستثمار وتحديد قطاعات وبرامج التعاون على المستويين الحكومي والخاص خلال المرحلة المقبلة وفتح قنوات جديدة للتواصل وعقد الشراكات بين مجتمعي الأعمال في البلدين.
وتعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عمان على مستوى العالم، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل واردات عمان من العالم فيما تستأثر بنحو 20% من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية.
وقد بلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في عام 2021 أكثر من 46 مليار درهم بنمو 9% عن 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%. وفي المقابل تعد سلطنة عُمان ثاني أكبر شريك تجاري خليجي لدولة الإمارات وتستحوذ على 20% من إجمالي تجارتها مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى صعيد الاستثمار تعد دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عمان وتساهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان. وبلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات المتبادلة بين البلدين 15 مليار درهم تشمل كافة القطاعات والأنشطة الاقتصادية تقريباً.
وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً.
وتعود العلاقات الإماراتية-العمانية لعقود مضت، وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
كما تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وسلطان عمان هيثم بن طارق.