زيارة طحنون بن زايد لإيران.. التعاون واستقرار المنطقة أولوية الإمارات
حملت زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي لإيران، بين طياتها العديد من الأهداف الاستراتيجية، على رأسها استقرار المنطقة، والتعاون في مواجهة التحديات.
فالزيارة التي جاءت تلبيةً لدعوة علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الإيراني، أتت أيضا امتداداً للسياسة الثابتة لدولة الإمارات في المنطقة للتواصل ومد الجسور، والتي لن تقف فوائدها عند حدود طهران وأبوظبي فقط، بل ستمتد لكامل المنطقة.
خطوات متلاحقة في أكثر من اتجاه خلال وقت قصير تنتهجها الإمارات تجسد دبلوماسية بناء الجسور الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عبر مد جسور الصداقة والتعاون والتسامح بين الشعوب وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة كافة.
تلك الدبلوماسية والتي تأتي تطبيقا عمليا لـ"مبادئ الخمسين" التي اعتمدها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتكون خارطة استراتيجية تحدد توجهات البلاد للخمسين عاما المقبلة.
دولة الإمارات تسعى لتعاون أكبر مع دول المنطقة لتحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر الحوار والتشارك في الرؤى وتعزيز المصالح المشتركة، خاصة أن أمن واستقرار المنطقة يأتي على سلم أولويات سياسة الإمارات الرامية إلى تبني الحلول السلمية لمواجهة التحديات الإقليمية التي تموج بها المنطقة وتأثر على عدة دول.
كما جاءت زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لإيران، من منطلق حرص أبوظبي على مد جسور التعاون مع دول الجوار ومن بينها إيران التي لديها جذور تاريخية مهمة مع الإمارات، وتؤكد أن "الإمارات تسير في طريق صحيح".
كما أن الزيارة - بحسب مراقبين- تؤكد أن استقرار المنطقة يأتي على سلم أولويات سياسة دولة الإمارات من منطلق تبني الحلول السلمية للتحديات الإقليمية.
وخلال الزيارة التي التقى خلالها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، عددا من المسؤولين الإيرانيين بينهم الرئيس إبراهيم رئيسي، كانت هناك جدية واضحة من طهران لتحقيق الاستقرار والتعاون المشترك في المنطقة، والرغبة في مد جسور التعاون والتواصل مع دول بالمنطقة.
كما استقبل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وأعرب خلال اللقاء عن أمله في أن تكون زيارة المسؤول الإماراتي لإيران بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، وتفسح المجال أمام توطيد العلاقات الثنائية.
وأكد أن الاستقرار والأمن الدائم لن يتحقق إلا من خلال الحوار والتعاون المستمر بين دول المنطقة.
وبدوره، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الدكتور أنور بن محمد قرقاش، في تغريدة له اليوم على "تويتر"، إن "زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى طهران تأتي استمراراً لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم المصلحة الوطنية".
مواجهة التحديات
قرقاش أكد أن الإمارات "تسعى إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة".
رسائل متبادلة تعكس بشكل واضح رغبة البلدين في تسريع خطى التعاون بينهما على مختلف الأصعدة، والانطلاق نحو مرحلة جديدة.
زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لإيران منافعها كثيرة، فبجانب العمل على استقرار المنطقة، يبرز التعاون في مواجهة التحديات الجديدة التي تواجه دول المنطقة سواء على الجانب الصحي بوجود جائحة كورونا، أو في الجوانب الأمنية المختلفة، وبالأخص تلك المتعلقة بالأمن البحري وسلامة الملاحة البحرية والأمن الغذائي والمائي، بالإضافة إلى التحديات البيئية والتغير المناخي.
كما تحمل في طياتها نهج الإمارات في التعاون مع دول المنطقة وتعزيز المصالح المشتركة وإدارة جوانب الاختلاف عبر الحوار، وخطوات بناء الثقة بهدف تحقيق الاستقرار والازدهار لما فيه صالح الشعوب والأجيال المقبلة.
وتتناغم تلك الدبلوماسية الإماراتية الساعية لحلحلة أزمات المنطقة، عبر مبادرات استثنائية، مع سياسات الدول الكبرى في المنطقة وعلى رأسها السعودية ومصر.
وتعد زيارة الشيخ طحنون بن زايد الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي رفيع المستوى إلى طهران، لذا فهي بحد ذاتها علامة على جهود إعادة تأسيس العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران بعد سنوات من الجفاء.