مجددا.. "دلتا" يعود لصدارة مؤثرات أسعار النفط
تواجه أسعار النفط صعوبة تعامل الاقتصادات المتقدمة والنامية مع المتحور الهندي لفيروس كورونا، والذي أبدى مقاومة متباينة للقاحات الفيروس.
عاد المتحور الهندي لفيروس كورونا "دلتا"، ليصدر المؤثرات على أسعار النفط الخام، بعد اتفاق تحالف "أوبك+" الأحد الماضي على آلية خفض الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب 2021 وحتى نهاية الاتفاق في ديسمبر/ كانون أول 2022.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، تراجع تأثير فيروس كورونا على أسعار النفط، لصالح خلافات بين تحالف "أوبك+" بشأن آلية خفض الإنتاج ومصير الاتفاق خلال الفترة المقبلة، سجلت خلاله أسعار الخام تذبذبات صعودا وهبوطا.
وبعد أن بلغ سعر برميل النفط حاجز 77.8 دولار بالنسبة لخام برنت القياسي، تراجعت أسعاره حاليا إلى متوسط 74 دولارا، وسط عودة التأثيرات الصحية الناجمة عن استمرار تفشي فيروس كورونا عالميا.
لكن تواجه أسعار النفط اليوم، صعوبة تعامل الاقتصادات المتقدمة والنامية مع المتحور الهندي لفيروس كورونا، والذي أبدى مقاومة متباينة للقاحات الفيروس على اختلاف أنواعها، مع تباين شدة الأعراض من لقاح لآخر.
وخلال الشهرين الماضيين، وجد المتحور "دلتا" طريق الانتشار مجددا في عديد الدول، ما أذكى المخاوف من عودة غلق عديد القطاعات الحيوية حول العالم، في وقت تستعد فيه قطاعات كالتعليم والسياحة للعودة للعمل بشكل طبيعي.
وأمام هذه المخاوف، استجابت أسعار النفط الخام هبوطا بضغوط تراجع الطلب على مصادر الطاقة التقليدية خاصة في أسواق رئيسة، في أوروبا والولايات المتحدة، بينما بدأت دول حول العالم تلمح لتشديد القيود لمواجه الفيروس.
وحتى الجمعة الماضية، أظهر بيانات بلومبرج الرسمية أن دول العالم تمكنت من استقبال 3.82 مليارات جرعة من فيروس كورونا، منها 1.52 مليار جرعة كانت من نصيب الصين، بينما جاء الاتحاد الأوروبي ثانيا بـ 450 مليون جرعة.
وما يخفف من حدة المخاوف العالمية من تراجع الطلب على الخام، هو أن دراسات حديثة أثبتت أن الحاصلين على جرعتين من لقاح فايزر-بيونتيك وموديرنا، سيواجهون أعراضا أقل، وربما مقاومة كاملة للمحور الهندي.
ويعني ذلك، أن أية إجراءات دولية، لن تكون بنفس حدة الشهور الماضية من العام 2020، ما يؤشر إلى تأثر سلبي طفيف على أسعار النفط، في حال تفشي الفيروس، خاصة لدى الأسواق المتقدمة.
إلا أن المخاوف الأبرز، والتي ما تزال تظهر تبعاتها حتى اليوم، هو تباين الدول في الحصول على حصصها من جرعات ضد فيروس كورونا، إذ تستحوذ 5 دول وتكتلات على قرابة 78% من اللقاحات الموزعة عالميا.
في يونيو/حزيران الماضي، بلغ متوسط الطلب اليومي على النفط الخام قرابة 96 مليون برميل يوميات، مقارنة مع متوسط 90.9 مليون برميل يوميا في 2020، ونحو 99.8 مليون برميل يوميا في 2019.
** توقعات عالمية متفائلة
وتوقع عدد من محللي أسواق السلع العالمية، استمرار مكاسب النفط خلال الأشهر القليلة المقبلة، بدعم من عدة عوامل أهمها توسع حملة التطعيمات ضد فيروس "كورونا" وبدء بعض الدول الكبرى في إنهاء إجراءات الإغلاق.
وحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية، ارتفعت أسعار النفط بنحو 45% خلال الستة أشهر الأولى من 2021، مقتربة من 80 دولارا للبرميل وذلك لأول مرة فيما يزيد عن عامين ونصف العام.
ويرى محللو بنك "جولدمان ساكس" أن متوسط أسعار برنت قد يتجاوز 80 دولارا في الربع الثالث 2021، مع ارتفاعات محتملة "أعلى بكثير" من هذا المستوى مع عودة الطلب إلى الارتفاع.
وأكد بنك "جي بي مورجان" أن أسعار النفط الخام قد تتخطى الثمانينيات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.
فيما جاء المحللون في بنك أوف أمريكا أكثر تفاؤلا، حيث يتوقعون أن أسعار برنت قد تصل إلى 100 دولار في صيف العام المقبل، ما قد يمثل أول ارتفاع إلى خانة الأرقام الثلاثية لأول مرة منذ 2014.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg
جزيرة ام اند امز