انخفضت أسعار النفط بنسبة 6% يوم الاثنين الماضي، حيث هبط سعر برميل النفط، من نوع غرب تكساس الوسيط، إلى 67 دولارا للبرميل، وهبط سعر برميل "برنت" إلى 69 دولارا للبرميل.
وذلك بعد أن قررت دول مجموعة أوبك+، الأحد الماضي، بدء مد السوق بمقدار 400 ألف برميل يوميا، بداية من شهر أغسطس، حتى انتهاء كمية الخفض، التي كانت قد تمت على سقف الإنتاج، والبالغ مقدارها 5.8 مليون برميل.
وعلى الرغم من أن الأثر المتوقع كان هو ارتفاع أسعار النفط لا انخفاضها، فإن ما حدث من انخفاض في الأسعار بالأسواق يرجع طبقا لبعض المحللين إلى أن أثر الزيادة الشهرية في إنتاج تحالف أوبك+ على عرض النفط قد أتى في نفس الوقت الذي ترتفع فيه الإصابات بكوفيد-19 في العديد من البلدان بسبب الانتشار الأسرع لنوع المتحور "دلتا" من الفيروس.
وبالتالي، فإن القلق من العقبات المحتملة حول تعافي الطلب العالمي على النفط وسط ارتفاع العرض من أوبك+، هو ما أدى إلى انخفاض الأسعار.
وكانت حقيقة أن أوبك+ توصلت إلى اتفاق حول الإنتاج ومستويات خط الأساس لإنتاج الدول أعضاء التحالف، قد أزالت مصدرا رئيسيا من مصادر عدم اليقين من السوق.
ويقول بعض المحللين إن الاتفاق يعد بناءً للسوق، حيث سيعطي الاتفاق المشاركين في السوق بعض الراحة من أن تحالف أوبك+ لن يفتح بوابات الإنتاج على مصراعيها في أي وقت قريب.
وعلى الرغم من حقيقة أن تحالف أوبك+ سوف يضيف المزيد إلى المعروض النفطي خلال كل شهر من الأشهر المقبلة، فإن العديد من المحللين لا يزالون يعتقدون أن السوق سوف تبقى مقيدة نسبيا بسبب استمرار الطلب في النمو.
وأبقى بنك "آي إن جي" على سبيل المثال على توقعه بأن يبلغ سعر برميل النفط الخام من نوع برنت نحو 75 دولارا للبرميل خلال الربع الثالث من هذا العام، وقال البنك إن الإضافات المعلنة للعرض من قبل تحالف أوبك+ تتسق مع توقعات البنك السابقة.
ويقول أحد محللي البنك إن "نمو الطلب الصحي مترافقا مع الزيادات المعتدلة في العرض من قبل تحالف أوبك+ من المحتمل أن يبقى مدعما لسوق النفط في المدى القصير على الأقل".
واستمر بنك "جولدمان ساكس" في مراهنته على ارتفاع أسعار النفط، بل ويرى أن اتفاق تحالف أوبك+ الأخير سوف يضيف دولارين إلى توقع البنك السابق بأن يبلغ سعر برميل النفط من نوع برنت 80 دولارا خلال هذا الصيف.
وكان للاتفاقية، التي وقعها أطراف تحالف أوبك+ يوم الأحد الماضي، أثر صعودي معتدل على توقعات أسعار النفط بالنسبة لبنك "جولدمان ساكس"، والتي تذهب إلى أن سعر النفط من نوع برنت سوف يسجل 80 دولارا للبرميل خلال هذا الصيف، وقد ذكر البنك ذلك في مذكرة صدرت في أعقاب موافقة أعضاء تحالف أوبك+ على إضافة 400 ألف برميل يوميا للإنتاج كل شهر بدءا من أغسطس.
وكان بنك "جولدمان ساكس" منذ شهور يتوقع سعر 80 دولارا للبرميل هذا الصيف، واضعا في الاعتبار التعافي القوي في الطلب، رغم أن التوقعات بأن النفط الإيراني سوف يعود بشكل مشروع للسوق في تاريخ ما، وكذا على الرغم من أسبوعين من الجمود داخل أوبك+ حول كيف يمكن للتحالف أن يمضي في إدارة المعروض النفطي.
وكان تحالف أوبك+ قد وافق، الأحد الماضي، على اتفاق يمد أجل الاتفاق السابق إلى ديسمبر 2022 ويضيف 400 ألف برميل يوميا كل شهر إلى المعروض النفطي بداية من شهر أغسطس، وحتى التخلص التدريجي من 5.8 مليون برميل، يحجبها التحالف حتى الآن عن أسواق النفط، وذلك في ضوء التحسن في الطلب العالمي على النفط.
كما أعطى الاتفاق أيضا خط أساسٍ أعلى لمستويات الإنتاج تُحسب على أساسها حصة إنتاج كل عضو بدءا من مايو 2022.
وفي تعقيبه على الاتفاق قال بنك "جولدمان ساكس" إن "الاتفاق له نقطتا تركيز منفصلتان: الأولى هي زيادة معتدلة في الإنتاج، مما سيبقي السوق في حالة عجز في العرض خلال الأشهر المقبلة، والثانية هي توجيه حول طاقة إنتاجية أعلى، والتي ستكون هناك حاجة إليها خلال الأعوام المقبلة، مع الوضع في الاعتبار نمو نقص الاستثمارات".
وطبقا لـ"جولدمان ساكس"، فإن اتفاق أوبك+ الذي تم التوصل إليه سيضيف دولارين إلى التقدير السابق للبنك، بأن يبلغ سعر البرميل من نوع برنت 80 دولارا هذا الصيف، كما سيضيف 5 دولارات لسعر برميل برنت، الذي كان التوقع السابق للبنك بأن يبلغ 75 دولارا خلال العام المقبل، أي سيكون السعر خلال العام المقبل 80 دولارا طبقا لتقديرات البنك.
والواقع أنه مما يزيد احتمالات ارتفاع أسعار برميل النفط خلال الفترة المقبلة بخلاف ما ذكر، هو وضع المخزون الاحتياطي من النفط الخام لدى الدول المستهلكة الرئيسية، فهذا المخزون شهد انخفاضا كبيرا خلال الفترة الماضية، حتى وصل إلى ما يقل عن متوسط هذا المخزون خلال خمسة أعوام، وهو المعيار الذي تستند إليه دول تحالف أوبك+ في تحديد سياستها.
وعلى سبيل المثال، استمر المخزون التجاري من النفط الخام لدى الولايات المتحدة في الانخفاض لأسابيع متتالية، رغم ارتفاع هذا المخزون بمقدار 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 16 يوليو الماضي مقارنة بالأسبوع السابق عليه، إلا أن هذ المخزون يقف عند 439.7 مليون برميل، وهو ما يقل بنحو 7% عن متوسط الخمسة أعوام.
كما أن المخزون من البنزين يبلغ تقريبا متوسطه خلال خمسة أعوام، أما المخزون من المقطرات، والتي تشمل الديزل، فيقل مخزونها عن متوسط المخزون خلال خمسة أعوام بمقدار 4%.
اتفاق أوبك+ يرجح أن ينجم عنه ارتفاع سعر برميل النفط، رغم ما يمكن أن نشهده من تأرجح قصير المدى في هذا السعر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة