تحدثت خلال الأيام الماضية وسائل إعلامية وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي عن خلاف بين السعودية والإمارات.وتلك التحليلات الواهمة معروفة بأنها مدفوعة الأجر، وملوثة بتوجّهات مفضوحة وشائعات خبيثة معلومة أهدافها ومن يقف خلفها.
استغلّت تلك المنصات والحسابات ما جرى في تحالف "أوبك+" لتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط، وراحت تضع الأكاذيب الواحدة تلو الأخرى في قالب يسهل فضحه، بعد أن بات مكرّراً ومعتاداً، ولكن خاب مسعاها في تصعيد الأمر وتصويره بأنه "خلاف"، وهو في الحقيقة مجرد اختلاف في وجهات النظر كما يراه الأشقاء السعوديون والإماراتيون على حد سواء.
الصفعة الأولى لأولئك الواهمين الذين همّهم التأثير على العلاقات الاستثنائية بين الرياض وأبوظبي كانت في كلمة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، حين سُئل على هامش المؤتمر الصحفي للإعلان عن الوصول إلى اتفاق "أوبك+" الأخير بشأن تفاصيل تلك التسوية، فقال: "دائماً تعتقدون أنه ليس لدينا الأكفاء أو لسنا أذكياء أو دبلوماسيين، وأيضاً كانت لديكم رؤية عمياء، ما يجمعنا معاً أكبر مما تكتبونه للأسف"، ثم اتجه إلى وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي وسأل: "هل أنا صحيح سهيل؟"، حينها رد معالي الوزير "المزروعي": "100%، أنت محق سمو الأمير، علاقات الإمارات مع السعودية هي التي سمحت لنا بأن نتوصل إلى تفاهم بشكل سريع مع أوبك"، فعاد سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان ليؤكد أنه "لا يوجد في العالم من يعمل على الطاقة المتجددة كما تفعل السعودية والإمارات، فالبلدان يتشاركان الطموح الكبير بشأنها، ونعمل بشكل متطابق على هذه الاستراتيجية".
أما الصفعة الكبرى لأعداء محور الاعتدال العربي وأصحاب الأجندات الحزبية، فكانت وصول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الرياض، وكان على رأس مستقبليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ضيف السعودية الكبير حلّ أهلاً ووطئ سهلاً في بلده الثاني، وبعيداً عن الأحاديث الرسمية، واستحضار التاريخ، وتعداد الأرقام، فثمة روح أخوية سادت الزيارة بين الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لا تخطئها العين ولا يغفل عنها القلب، انعكست في مواقع التواصل الاجتماعي بين الشعبين الشقيقين في السعودية والإمارات.
حلف الرياض وأبوظبي صامدٌ ومستمرٌ وباقٍ، وهو التحالف المظفر الذي غيّر وجه المنطقة وصنع التاريخ فيها من جديد، ونجح في كل الملفات التي قادها، وأنقذ العديد من الدول العربية، التي دعمها، من براثن الفوضى والإرهاب، وهو حلفٌ قوي وله تأثيره الفاعل إقليمياً ودولياً، ما يمنحه قدرة على استشراف مستقبله، وتنسيق الرؤى والدفاع المشترك، والوقوف بصلابة لمواجهة التحديات القادمة.
أعتقد أن أي شخص منصف وعاقل يدرك أنه من المستحيل التناسخ الكلي بين أي دولتين، ولكن المهم في التحالفات الجوهرية، ليس تطابق المواقف حرفياً، بل الاتفاق على جواهر الأمور، الخطوط العامة والغايات الكبرى، وهذا هو الحاصل بين السعودية والإمارات بمتابعة حثيثة من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
هذان القائدان يملكان نظرة واضحة حول ضرر جماعات الإسلام السياسي وداعميها على المنطقة، كما يملكان شغفاً ورؤية مستقبلية نحو التنمية والنهضة الاقتصادية الحقيقية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة